بيروت | Clouds 28.7 c

طلائع طوفان الاقصى حركة استعراضية فلسطينية / بقلم: حسن صبرا

 

طلائع طوفان الاقصى 
حركة استعراضية فلسطينية / بقلم: حسن صبرا 
الشراع 5 كانون اول 2023


حركة حماس التي نقف معها ،وهي تقاتل العدو الصهيوني ببطولة لا نظير لها .. لا نؤيدها وهي تريد استثمار تعاطف الاحرار اصحاب الضمائر الحية في العالم الواسع والوطن العربي  معها  ، في حسابات حزبية في الداخل الفلسطيني ، وتحديداً ضد حركة فتح والسلطة الفلسطينية ، بإنشاء ما اسمته "طلائع طوفان الاقصى ".
وحماس لو كانت جدية في توسيع رقعة المواجهة مع العدو ، وفتح باب المشاركة للجماهير الفلسطينية المتعطشة للقتال ، لكانت انشأت طلائعها في سورية ، حيث الجبهة التي فرض  عليها آل الاسد الصمت كما فرضه على الشعب السوري طيلة 41 سنة الى ان انتفض عام 2011  .
لاحظوا ان محاولة حماس الإنقلاب على الوحدة الفلسطينية في مخيم عين الحلوة ، سبقت باسابيع عملية طوفان الاقصى في غزة ، وها هي في خضم المواجهة مع العدو الصهيوني ، تحاول انقلاباً فلسطينياً داخلياً استعراضيًا.. وهو يحمل رسالة الى العالم بألا يذهب الى السلطة الفلسطينية لتسليمها غزة بعد او من دون حماس في اي تسوية مقترحة !!
لماذا نسميه استعراضياً؟
لأن حماس الموجودة بقوة داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ، كان يمكن ان تتحرك تنظيمياً داخلها لاستقطاب الشباب الجماهير الفلسطينية الى جانبها ، وسط اعجابها ببطولات مجاهدي القسام داخل فلسطين المحتلة فيميل ميزان القوى عملياً الى جانبها من دون نزاع حربي فلسطيني - فلسطيني ، ومن دون دعوة اعلامية - اعلانية ، مستفزة لمزيد من حالات الإنقسام السياسي والشعبي والطائفي اللبناني ، حيث سيكون لبنان كله هو المتضرر الاكبر من انفجار هذه الحالة فلسطينياًولبنانياً حتماً .
وإذا ظنت حماس بأن  هذه الدعوة الاستعراضية تخيف العدو الصهيوني ، فهي مخطئة تماماً ، لأن هذا العدو سيكون سعيداً جداً ،عندما يرى لبنان -الذي هو اكثر النماذج التي تفضح صيغته العنصرية وكيانه المصطنع  -، في حالة نزاع داخلي عميق لن يبذل  العدو جهداً كبيراً كي يراه متفجراً قابلاً للانهيار … 
ولبنان يا سادة حماس ما زال بسبب مسيحييه،  هو آخر درر الشرق التي سعت جماعات الاسلام السياسي وامثال المجنون ميشال عون وصهره الصغير الى تحطيمها ، وهم المسيحيون وحدهم الذين يلفتون انظار ألعالم الغربي الى مركزه وموقعه الثقافي والحضاري قبل اي اعتبار اقتصادي او خدماتي .
ولو كانت قيادة حماس في لبنان  ، التي طرحت فكرة الطلائع هذه عاقلة وصادقة ،لتوجهت الى حزب الله ،الذي يقود مقاومة فاعلة ضد العدو الصهيوني منذ نحو اربعين سنة ،حرر خلالها اكثر الجنوب اللبناني المحتل من العدو في نصفها الاول .. وناقشه الفكرة ( ونحن نخشى ان حماس التي فاجأت الحزب بعملية طوفان الاقصى ، قد تكون فاجأت الحزب ايضاً في الإعلان عن طلائع طوفان الاقصى!! ) 
على كل 
فلنفترض ان حماس ابلغت حزب الله بهذا الإعلان ، فما الذي سيزيده في اعداد المقاتلين ، في وقت لا يملك الحزب القدرة على مزيد من التجنيد والتطوع والإقبال الجماهيري الكبير على القتال ضد العدو الصهيوني.؟
وهل هذه هي اللحظة المناسبة خلال الحرب للتطوع في القتال في جنوبي لبنان ، مع حزب "يفلي النملة "قبل قبول تطوع او قتال اي شاب في صفوفه ؟ 
ومع هذا يا سادة حماس في لبنان ،نقترح عليكم ان تطلبوا من حزب الله، انشاء سرايا المقاومة في فلسطين تحت اسم الطلائع ومن دون اعلان مستفز ، ليكون رديفاً للمقاومة الاسلامية تابعاً لها حركياً وعملياً والا يتحرك اي عنصر منها في مناطق عملياتها ، والا يرشق حجراً الا بقرار منها ، والا يكون هذا الفصيل ذراعاً لمقاتلة فلسطينيين آخرين وخصوصًا في المخيمات او خارجها .
واخيراً يا قادة حماس في لبنان :
اللبنانيون الذين توحدوا خلف عملية طوفان الاقصى في غزة .. نجحتم في اعادة انقساماتهم في طلائع ذلك الطوفان 
الشراع