بيروت | Clouds 28.7 c

رد مدروس على هجوم مدروس؟ بقلم حسن صبرا

 

رد مدروس على هجوم مدروس؟  بقلم حسن صبرا 
الشراع 19 نيسان 2024

 

رد العدو الصهيوني على الهجوم الإيراني المدروس ليل السبت13/ الأحد 14الماضيين ، على الكيان الصهيونى برد مدروس ايضاً ، وصل إلى أصفهان الإيرانية .
ومثلما كانت ايران قادرة على  ان ترسل صواريخ ومسيرات اكثر وأنجح فاعلية ، كذلك كان بإمكان العدو الصهيوني ان يفعل .. ضد المصالح الإيرانية .
ومن المرعب الكتابة بأنه مثلما تجنبت طهران قصف المفاعل النووي الصهيوني في ديمونا الذي لا يبعد كثيراعن القاعدتين اللتين قصفتهما في النقب ، كذلك تجنب العدو الصهيوني قصف مراكز تخصيب اليورانيوم في أصفهان ،التي لا تبعد كثيراً عن الهدف الذي وصلته في هذه المدينة التاريخية الراقية في ايران . وهو  احدى قواعد الحرس الثوري الإيراني … وهذا هدف اختاره العدو بمكر شديد ، حيث ان كل دول المنطقة واميركا تحديداً تعتبر هذا الحرس هو عدوها الاخطر والأكثر فاعلية !!
فلماذا لم يتطور الوضع إلى مجابهة شاملة اكثر قساوة ، وربما تدميرية ،؟
لأن إيران بعثت برسالة واضحة ومحددة إلى العدو والى اميركا الأكثر دعماً للعدو،  والى الداخل الإيراني ، والى الشعب والمقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية ( المقاومة العراقية تم تجميدها مؤقتاً ) 
الرسالة الإيرانية ادت غرضها : وهو قصف القاعدتين  العسكريتين الصهيونيتين  اللتين  طارت منهما الطائرات الحربية الصهيونية التي قصفت ارضاً إيرانية في دمشق ، وهي القنصلية الإيرانية وقتل رئاسة اركان الحرس الثوري كلها في سورية وفي لبنان ..اي ان ايران لم تصمت على العدوان الصهيوني ، وانها غادرت الصبر الاستراتيجي ، وانها لم تردد ما ينقل عن الآخرين بصورة ساخرة   : نحن سنرد  في الزمان والمكان المناسبين !!… ولكنها اثبتت كما قال الرئيس إبراهيم رئيسي : ان ايران تخوض حرب إرادات .. في حين ان العدو الصهيوني يشن حرب بقاء ، وقد اثبتت عملية طوفان الأقصى في 7/ اكتوبر 2023  انها باتت اقرب مما يتوقع اكثر المتفائلين بحتمية نهاية الكيان الصهيوني ( هذه المقولة ليست من عندياتنا فقط ، بل على من سيدهشه هذا الكلام ،ان يقرأ ما أوردته صحيفة هاآرتس الصهيونية صباح هذا اليوم الجمعة في 19/4/2024. بأن نتنياهو يضع مصلحته الشخصية والسياسية فوق مصلحة إسرائيل، وهذا ما سيسبب نهايتها ).
ومثلما استعادت ايران المبادرة -ولو المحدودة -في قصف فجر الاحد الماضي للكيان الصهيونى، كذلك فإن نتنياهو استعاد من أميركا الإلحاح الذي لاحقها به ، بأن تشاركه العدوان على ايران ، فقد قام بهذا العدوان بمفرده ، ومن دون مساعدة أميركية ، ولم يغضب واشنطن او لندن او المانيا او فرنسا ، ونفذ عملية سهلة وبسيطة في نتائجها، وفي رد الفعل عليها إقليمياً ودولياً ( هل تلاحظون  و منذ سبعة اشهر تقريباً ان روسيا في بيات شتوي طويل .. لا حس ولا خبر ؟ ) 
ومثلما ستتكشف تباعاً خفايا الخسائر الصهيونية نتيجة الهجوم الإيراني على الكيان ، واولها تصحيح صهيوني لنسبة المسيرات والصواريخ الإيرانية التي زعم العدو انه أسقطها ، حيث تراجعت النسبة من 99%الى 84% … ثمة تصحيح منتظر بنسبة الخسائر البشرية   ، من مقتل طفلة عربية في النقب ، إلى الكلام عن اصابة في مفاعل ديمونا ، كان لافتاً ان يذكرها الإعلام الصهيوني، وان تنفي ايران علمها بهذا الأمر … وان ينشر العدو صور حفرات في ارض القاعدتين العسكريتين اللتين طارت منهما الطائرات المغيرة على القنصلية الايرانية .. وان يخفي اي دمار محتمل في مباني القاعدتين ، وان يقول اعلام صهيوني ان العدو أخلى مدرجات القاعدتين من الطائرات المقاتلة ،التي شاركت في العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق .. اليس هذا امراً لافتاً ؟ إلا يعني هذا احتمال وجود خسائر ليس من مصلحة العدو الاعتراف بها الآن ؟ هل تذكرون عندما قصف العراق خلال حرب تحرير الكويت عام 1991 ، الكيان الصهيونى ، كيف زعم هذا العدو في حينه ، انه لم تقع خسائر بشرية في صفوفه ، ثم اعترف بعد احتلال أميركا للعراق ، بأن صواريخ صدام قتلت عشرات الصهاينة ودمرت عشرات المنازل والممتلكات الصهيونية ؟
الآن 
من اين انطلقت الطائرة أو الطائرات المسيرة الصهيونية ؟
مثلما قدمت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بشراسة للنظام في ايران ، المعلومات التي كانت "مخفية "عن الولايات المتحدة عن قدرات إيران النووية نهاية القرن العشرين، لتخلق الهوة الواسعة بين أميركا وايران ،ومثلما قامت قوى معارضة إيرانية في الداخل بقتل علماء ايرانيين وفي وضح النهار، مثل قتل كريم فخري زادة واختفت ، ومثلما تتكشف عمليات تخريب داخل مؤسسات نووية إيرانية ، ما زال منفذوها مجهولون … كذلك فإن عملية القصف الصهيوني لقاعدة /قواعد للحرس الثوري الإيراني، ليل الخميس/ الجمعة في 18/19/4/2024 .. يمكن وضعها في خانة العمليات الامنية الخطيرة في معناها ( وليس في نتائجها) التي اعتمدت على خلايا نائمة معادية للنظام الإيراني ، اذ ليس منطقياً ان تنطلق الطائرات المسيرةالصهيونية مسافة  1700 كلم من فلسطين المحتلة إلى اصفهان  ، والأرجح هنا انها انطلقت من احدى الاماكن القريبة في ايران نفسها ، التي تبلغ مساحتها مليون وستمائة ألف كلم ٢او من احدى دول الجوار في بحر قزوين او احدى الجمهوريات الاسلامية في الاتحاد الروسي ، او الخارجة من الاتحاد السوفياتي السابق..
وهذا امر ، لا شك ان طهران تعيشه قلقاً امنياً مصيرياً !!
اخيراً
هذا هو الرد المدروس صهيونيا، فلم يفن الديب ولم يقتل غنم … وهو ليس جديداً وليس مستبعداً 
غير ان الهجوم الإيراني -حتى من دون خسائر- له طابع سياسي استراتيجي لأنه وضع ايران على تخوم فلسطين ، ليس من خلال المقاومات في لبنان واليمن والعراق فقط ، بل مباشرة .. وهذا ما سيحسب له العدو حسابه !
الشراع