وطن المساواة في الفِكر النّاصريّ
بقلم إلهام كمال عمار
الشراع 24 ايلول 2022
الأكيد ،
كتوجه مبدئيّ الّذي يُرضي أوّج واجبات ترقية الوطن ، مبدأ المساواة بين المواطنين من أجل التّمتّع بحياة عادلة البعيدة عن المظلوميّة ! وهذا الأمر بات كوضوح الرؤية في النّهج النّاصريّ الأصيل المشبّع بعنوان الفضيلة الّتي فاضت من أهل الوفاء ..
المتجسّدة في نخبة كبار رجال الدّولة .
مع التركيز ، على الرّئيس جمال عبد النّاصر ، الّذي يتوقّد حباً وعشقاً في قلوب أحرار الأمّة . بالتّالي ، يُعيدنا إلى حافظتنا الجاذبيّة النّاصريّة مهما طال الزّمن .
في سياق متصل ، ومن مِقياس الرّقيّ في الأمم والأخلاق .
فأرقى الأمم أحسنها خلقاً .
وفي الحقيقة ، أنّ هناك مناحي للحياة مختلفة ومتعدّدة . يجب أن يُنظر إليها كلّها لتقويم الرّقيّ المتماشي مع أساس المساواة وتفاعلها تفاعلاً قوياً مع الدوافع الإنسانيّة والإخوة على ضوء بناء الوطن .
في هذا الإطار ، بما أني من المحبّين والمؤيدين لسياسة جمال عبد النّاصر
استناداً إلى عقله المتزن وقلبه العصاميّ . فإن ذلك ، يدفعني على أن أكون مؤمنة بحلمه - مؤمنة بدربه - مؤمنة بخطه .. فأسعى جاهدة في البحث عن سيرته الذّاتيّة الغنيّة ، المستلهمة من الثوابت المِبنيّة على أسس ثابتة المصحوبة بالمسلّمات الوطنيّة وإنتظام العمل السّياسيّ المؤسساتيّ الّذي يُترجم في إدارة أمور البلد .
بالمقابل ، لا بُد من التوقف على منارة مسيرة الزّعيم العظيم المشعة بشعاع الجهد الثّوري السّائر مع مشروع التكامل النّضاليّ وفقاً للقاعدة الثّلاثيّة الجِهاديّة .
" الجِهاد التّضحية النّصر "
بهدف تحقيق الأهداف لتحصيل الحقوق وتدعيم القضايا .. مِن ضِمنها تكريس المساواة بين الأغنياء والفقراء بين الأقوياء والضعفاء بين الكِبار والصِغار .. ضِمن الأطر الأخلاقيّة ، الإنسانيّة ، المدنيّة ، الاجتماعيّة ، الثّقافيّة والعملانيّة ..
مع الحِرص على رحابة الصّدر على السّواء لخَلَقَ أجواء إيجابيّة في المجتمع بكلّ أجنحته ، أطيافه ومكوناته ..
تجدر الإشارة ، بأنّ الحركة النّاصريّة قامت بمكافحة كلّ أشكال الانعزاليّة ، الاقصائيّة والتهمشيّة .. المترافقة مع الاستخفاف والاستهانة .. بقصد عدم إحساس المرء بأن السّمكة الكبيرة تأكل الصغيرة !!!
في جميع الأحوال ، بإمكاننا أن نفهم آلية المساواة تحت شعار .
" رُب أشياء بالتّساوي وهبت نعمة شعبيّة - رُب أشياء بالتّمييز جلبت نقمة شعبيّة "
فيما يلي ، فإن الرّئيس جمال عبد النّاصر هو الحّاضن ، الضّامن والحّامي للشّعب المصريّ الّذي كان بحاجةٍ إلى رئيس قويّ الّذي لم يكن معلّقاً بالمناصب والمراكز .. بل كان العامل على الحفاظ على كرامتهم ، عزّتهم وسلامتهم .. لكلّ أبناء الشّعب دون أي تفرقة أو تمييز عنصري ! بل الاعتراف بالآخر وبالتّساوي فيما بينهم ، بين الطّبقة العليا أو الأفضليّة وبين الطّبقة السّفليّة أو الدّونيّة !
بالأخصّ ، بأن الرّعيم النّاصريّ كان مؤمن بالعيش معاً مِن منطلق القيم الأدبيّة ، الإنسانيّة ، الاجتماعيّة والوطنيّة ..
تبعاً لذلك ، يقيني أنّ ما في دمه من شوّق ، توّق ، حرقة وحرارة .. وما في عقله من اتزان ، وما في قلبه من إيمان بالعدل ، النّظام ، الإخاء ، الحرية والمساواة ..
لذلك ، تُكمن الأهميّة المنبعثة كخير دليلٍ ، بغرض تحقيق المساواة العادلة في ثورة ٢٣ تموز/ يونيو النّفيسة بقيادة قائد الوحدة العربيّة ورائد القوميّة العربيّة جمال عبد النّاصر من منطلق الواجب الوطنيّ المتغلغل في وجدانه العروبي والإسلامي ، مع رِفاقه الأبطال الضّباط الأحرار في الجيش العربيّ المصريّ ، الّذين قاموا بالتّعاون والتّنسيق مع القائد الكبير بوضع خطط استراتيجيّة كنقطة الارتكاز الهادفة لإنهاء ذهنيّة الحكم الملكيّ الاقطاعيّ من يد الحاكم الّذي يملك القرار الجائر والجائز للحكم المطلق بآمره في ظلّ الغطّرسة والعجّرفة باعتبار أنه الدّيكتاتور ، الظّالم ، المُستبّد والطّاغي !
في غضون ذلك ، فإن المُراد من هذه الثّورة الّتي تنهل منها معاني الأهداف النّبيلة والمبادىء السّامية .. تعزيز سلطّة الشّعب وإلغاء الفوارق الاجتماعيّة بين طبقات الشّعب وبناء الدّولة المدنيّة العادلة الّتي تحمي المواطن . بالإضافة إلى أنّها المؤمنة بالتّحرر . لا سيما بأنها حرّرت شعب مصر في نصرٍ كبيرٍ وشعوب العالم العربيّ والإسلاميّ .
بالموازاة ، دعمت ، ساندت ، أيدت ووقفت ألى جانب حركات التّحرّر في أكثريّة بلدان العالم الحِرّ ضِد الاقطاعيّة ، الرّجعيّة ، العنصريّة ، التّعصبيّة ، الالغائيّة ، الانتهازيّة ، الاستعماريّة والاستكباريّة .. تليها الطّبقيّة ، الّتي على أساسها يتمحور تسبيل المساواة في أرضيّة الشّعب العامرة على التّحفيز للسّير في مسار المساواة المطمئنة ليباس التّمييز في المراعي الخِصبة الزّاهرة بالشّهادة الإلهيّة في سبيل الله . نتيجة إيمان الزّعيم النّاصريّ بالمقاومة الباسلة من أجل الوطن .
الجدير بالذِكر ، بأن الرّئيس عبد النّاصر يُناصر الحقّ ويرفض الظلم وفقاً للقول المأثور :
" الحقّ يعلو ولا يُعلى عليه "
في هذا الصدد ، فإن تحصيل وتحصين هذا الحقّ مكّنه من أن يكون قريباً من أحلام وهموم النّاس المسيجة بأسوار المسافة الواحدة من الجميع ، المتجلّية في مواقفه المتساوية لمصلحة البلد .
فعلياً ، أعرب عن عزمي لكي أستدلّ ، أستنتج ، أستخلص ، أستخرج ، أستنبط وأستقرىء مفهوم المساواة على المستوى النّفسيّ والاجتماعيّ .. في عهد عبد النّاصر ، الّذي فرض احترامه ، هيبته ، قدرته وقدوته كقائد صادق .. الآخذ أعماله الفعليّة على محمل الجدّ ، لما فيها خير للشّعب . من شأنها أن ترتكز على جوانب رئيسيّة : جميعها مترابطة مع بعضها من حيث القدرات الّتي تتمثّل بالقدرات الأساسيّة الّتي يكسبها الإنسان ، لتحقيق حياة مريحة وكريمة .. تُفضي إلى الوصول للموارد والفرص المؤاتية .
بما يعني ذلك ، تحقيق المساواة بين المواطنين من الجانب النّاصريّ بغية استخدام أو توظيف القدرات الأساسيّة للحصول على حياة بريئة وآمنة .. يتمتع فيها المواطن بالرّفاهيّة والرّاحة على المستوى الشّخصيّ أو العائليّ . وذلك من خلال الحصول على فرص في عديد من الجوانب ، كفرصة الحصول على إمكانيّات إقتصاديّة . يُضاف إلى ذلك ، تحسين الأداء التّنظيميّ في بيئة العمل الّذي يتلاقى مع تبني رؤية وطنيّة أكثر شموليّة ، للتصدي للتّحديّات الّتي تُواجهها المجتمعات ، تمهيداً لوجوب تقديم حلول أكثر فعاليّة لمعالجتها من جذورها .
يتخلّلها معالجة اختلالات توازن القوى بين المواطنين . مع التّشديد على إزالة العوائق والعراقيل .. لتحقيق الذّات مع توالي المساواة وإلغاء فكرة التّمييز بين طبقات المجتمع المنفتح والمتحضر ..
كلّ ذلك والمُراد منها ، تمكين وتمتين المواطن المشاركة في عملية صنع القرار سواء على المستوى الخاصّ أو العام وعدم حصره في يد جهة واحدة ، لتجعل المواطن أكثر التزاماً وتحفيزاً .. وزيادة في إنتاجية العمل في كلّ القطاعات وعلى كافة المستويات .
( تجدر الملاحظة ، بأننا في لبنان دخلنا المهلة الدّستوريّة لانتخاب رئيس للجمهورية بمواصفات الرّئيس السيادي ، الإصلاحي والإنقاذي ..
حبذا ، لو نصل إلى ما نبتغيه ، نحن كلبنانيين بانتخاب رئيس للجمهورية على صورة الرئيس جمال عبد النّاصر في الآتي من الأيام )