من ناصر إلى... نصر الله؟
راي حر بقلم: عرفان نظام الدين
الشراع 2 تشرين الأول 2024
قد تكون إسرائيل حققت مكاسب في حربها الوحشية على غزة وجنوب لبنان ،لكنها ستدفع عاجلاً او أجلاًً أثماناً باهظة على جرائمها التي نسفت القوانين والمعاهدات واصول المحاكمات الجنائية الدولية ٠ وفي ظلم العدو الاسرائيلي وظلام الغرب المتآمر او الساكت عن الحق ،لابد من تسجيل نقطتي ضوء خلال الايام القليلة الماضية :
الاولى سقوط المؤامرة الرامية لاثارة فتن طائفية ومذهبية بين المسلمين والمسيحيين وبين السوريين واللبنانيين ،اذ تجلى حرص الجميع على الوحدة والتآزر والتضامن وفتح الأبواب والقلوب في لبنان وسورية لاستقبال النازحين من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت.
• النقطة الثانية تتعلق ببداية تحول في تعاطف العرب مع اخوانهم اللبنانيين ،واللبنانيين بعد فترة صمت ولا مبالاة مع زيادة أصوات الاستنكار العالمي لجرائم إسرائيل ٠
في ظل هذه المؤشرات الإيجابية تتزايد خطورة الاحداث مع بدايات الغزو البري لجنوب لبنان والمواجهات العنيفة التي قد تقلب المعادلات بعد نسف قواعد الاشتباك ٠ ونفذت الضربة الإيرانية ، ولو جاءت متاخرة،لتقلب المعادلات وتزيد من حدة المخاوف من نشوب حرب واسعة لايعرف احد كيف تنتهي
وهنا يبرز التساؤل المتفجر؛: ماذا بعد اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ،والأصح ماذا بعد ا الاغتيال لان المرحة الحالية ستكون ضبابية ومليئة بالمفاجات داخل قيادة الحزب وقدرتها على السيطرة والمواجهة ،وفي الجانب الاخر لابد من تحديد شكل ممارسات العدو واستمرار جرائم الاغتيالات والتدمير ،مع بدايات لتحرك المقاومة المسلحة للتخطيط للإمعان في الغزو وإقامة المنطقة العازلة، ما يعني استمرار الاحتلال لفترة طويلة. ٠
والمخاوف من اتساع رقعة الحرب قائمة ،لان بنيامين نتنياهو استغل شلل الإدارة الاميركية قبل شهر من الانتخابات الرئاسية ،لينفذ مؤامرة القضم والضم والترهيب ٠ في المقابل هناك عجز عربي معيب ،وضعف أوروبي متزايد والهاء روسي بحربها مع أوكرانيا ٠
اما ايران فمسؤوليتها اكبر في منع اصابة حزب الله بانتكاسة ،فهي أعلنت على لسان كبار مسؤوليها في خضم المعركة ان الظروف لاتسمح بخوض حرب مع إسرائيل ،ثم أعلنت بعد الاغتيال انها لن تشارك في الحرب فيما جاء ردها الموعود على انتهاك سيادتها محدوداً، لكنه يشكل عامل ضغط على إسرائيل وإنذار للولايات المتحدة فيما تتردد معلومات عن اتصالات مع *الشيطان الاكبر* بشأن الاتفاق النووي الإيراني ٠
وتعيدنا هذه المعطيات الى حرب الخامس من حزيران ( يونيو) !١٩٦٧ التي تعرض فيها الجيش المصري للهزيمة المؤسفة، لعلنا نستخلص منها العبر مع الامل بان يتم إصلاح الامور وإلحاق الهزيمة بالجيش ألغازي
وأعدد هنا مواقع التشابه بين الأمس واليوم :
• وقعت الحرب بعد سنوات من الخلافات بين مصر وعدة دول عربية بينها السعودية ودول خليجية وتم توريط مصر بالمشاركة في الحرب. اليمنية بين القوات الجمهورية والقوات الملكية المدعومة من السعودية، وقيل ان النتائج أسهمت في ما سمي بالنكسة ٠
*شهدت مصر أزمة اقتصادية وعاشت اعواماً من الحكم المتشدد واتهمت مصر بالمشاركة في احداث عربية بينا ثورات واضطرابات واغتيالات لإعلاميين وسياسيين . وانحياز إلى المعسكر الشرقي ضد الغربي ايام الحرب الباردة والاعتماد كلياً على الاتحاد السوفياتي الذي نفض يديه ولم يتدخل لقلب المعادلة
• لم يؤخذ في الاعتبار توازن القوى والحذر من عنصر المفاجاة والتفوق في المجال الالكتروني( كما جرى في معارك الجنوب اللبناني ٠وهذه هي بعض أوجه التشابه لاسيما بالنسبة للتدخل السياسي والعسكري العلني في سورية ولبنان واليمن ودول الخليج والاعتماد على جهة واحدة للدعم ،مقابل تقديم خدمات وانحياز لها وتحقيق مصالحها)
• واكتفي هنا بهذا الوصف لأسباب ماجرى ،مع الامل بان يتم اخذ العبر وتقبل الرأي بنظرة الحريص على العرب وقضاياهم والتضامن لرد الصاع صاعين للعدو الصهيوني ،ويبقى التساؤل عن الغد ومخاطر اندلاع الحرب الواسعة قائما من دون توفير القدرة على تحويل النزهة التي ارادها الوحش الفلتان إلى جحيم يحرق كل من شارك في ذبح الأطفال ومن سفك دماء الأبرياء في غزة ولبنان. وكل شيطان ساكت عن الحق ولم يردع الباطل ٠