"معارك المقاومات العراقية ضد الاحتلال الاميركي (2) / كاب: محمد المشهداني
الشراع 5 نيسان 2024
معركة الكوت 2004"
هي معركة من ضمن سلسلة معارك خاضتها المقاومة الإسلامية (جيش المهدي الجناح العسكري _ للتيار الصدري )وقوات الإحتلال الأميركي وحلفائه.
و مع حلول نيسان / أبريل العام 2004. كانت التوترات الحادة تتصاعد بين التيار الصدري الذي يتزعمه الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر وسلطة الائتلاف المؤقتة التي يتزعمها الحاكم المدني الأميركي بول بريمير خصوصاً مع إستمرار مطالبة السيد الصدر بخروج القوات الأجنبية المحتلة من العراق، وتشكيل حكومة عراقية وكان إغلاق صحيفة الحوزة التابعة للتيار الصدري وأعتقال أحد مساعدي الصدر ،وإطلاق قوات التحالف النار على محتجين من أنصار التيار الصدري في النجف وبغداد ،شرارة معارك عنيفة بين جيش المهدي والقوات الأميركية والقوات المتعددة الجنسيات في وسط وجنوب العراق ،حيث إندلعت معركة النجف وأمتد القتال سريعاً إلى معظم المحافظات العراقية.
و في يوم 5 نيسان/ أبريل العام 2004 أنتشرت عناصر جيش المهدي في محافظة الكوت _ واسط وهاجمت مقر سلطة الائتلاف المؤقتة في المدينة باستخدام مدافع الهاون والقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة، وجرت أشتباكات عنيفة بين القوات الأوكرانية وعناصر جيش المهدي الذين حاولوا أقتحام المجمع حيث أستمر القتال العنيف لساعات عديدة وأسفر عن مقتل وإصابة 6 جنود أوكرانيين ،ومقتل متعاقد بريطاني وآخر جنوب أفريقي، كما تعرضت القوات الأوكرانية للاستنزاف في الذخيرة ولم تستطع مواصلة الصمود مما أضطرها لاخلاء المجمع بحماية المروحيات والأنسحاب من المدينة بشكل كامل، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قائد الفرقة الأوكرانية قرر إجلاء موظفي سلطة الائتلاف والقوات الأوكرانية من الكوت فجر يوم 6 نيسان / أبريل و ما أدى إلى فرض مقاتلي جيش المهدي السيطرة الكاملة على كامل المدينة.
و بحلول فجر يوم 9 نيسان/ أبريل شنت القوات الأميركية مدعومة بالطائرات هجوماً لاستعادة مدينة الكوت حيث خاضت أشتباكات عنيفة مع عناصر جيش المهدي، ونفذت الطائرات الأميركية غارات جوية أستهدفت مواقع محتملة لجيش المهدي وتمكنت القوات الأميركية التي وصلت من بغداد ضمن رتل يصل إلى المائة دبابة وناقلات جند مدرعة، من أجتياح المدينة والسيطرة عليها وعلى الرغم من ذلك فقد أستمرت الهجمات والكمائن التي يقودها مقاتلو جيش المهدي ضد القوات الأميركية والأوكرانية في المدينة ففي يوم 24 نيسان/ أبريل قتل جنديان أمريكيان وأصيب آخر بهجوم بالقنابل مما أدى إلى تدمير آليتين جنوب مدينة الكوت ، كما قتل جندي أوكراني وأصيب إثنان آخران بكمين نصبه مقاتلو جيش المهدي لحاملات جنود أوكرانية غرب الكوت باستخدام قذائف صاروخية ومدافع رشاشة يوم 28 نيسان / أبريل وفي اليوم ذاته قتل جنديان أمريكيان بهجوم بقذائف الآر بي جي أستهدف قافلتهم في مدينة الصويرة وتحدثت المصادر العسكرية الأميركية عن هبوط أضطراري لمروحية في مدينة الكوت أثر عطل فني يوم 27 نيسان / أبريل إلا أن مقاتلو جيش المهدي أكدوا أنهم قاموا بإسقاطها باستخدام قذائف صاروخية ،ومع أندلاع معركة النجف الثانية في أغسطس/ آب العام 2004. شهدت الكوت تصاعد في العمليات العسكرية الموجهة ضد القوات الأميركية والأوكرانية في محاولة لتوسيع جبهة القتال ،وقامت الطائرات الأميركية بشن غارات عنيفة في المدينة أبرزها في اليوم 12 أغسطس/ آب حينما قصفت الطائرات الأميركية بشكل عنيف حي الشرقية جنوب المدينة ،والذي يضم مبنى مكتب السيد الصدر مما أدى إلى تدمير عدد كبير من المنازل في الحي ومقتل 75 وإصابة 148 من المدنيين بينهم عائلات كاملة قضت في القصف الذي دمر حوالي 18 منزلا في الحي ،وفي يوم 18 أغسطس/ آب قتلت خمس طالبات وأصيبت خمس أخريات عندما فتحت القوات الأميركية النار على حافلة صغيرة تقل طالبات إحدى المدارس الابتدائية بسبب تعرض قواتها إلى هجوم مسلح عند أحد الطرق قرب مدينة الكوت.
محمد المشهداني _ الشراع