لغز الطيران الروسي في سورية!
كتب حسن صبرا 

الشراع 30 تشرين الثاني 2024

اكدت مصادر معارضة سورية للشراع : ان الطيران الروسي لم ولن يتدخل في سورية، لمجابهة هجوم الجيش الوطني السوري في ادلب وحلب وحماه …على ما تبقى من مواقع آل الاسد ..مؤكدة ان الطيران الحربي الروسي لن يتدخل في قصف المعارضة الوطنية ، إلا في حال سيطرت منظمات إلأرعاب المتمسلمة على الوضع عسكرياً ، وهذا لن يحصل لأن حركة الجيش الوطني ( ومن ضمنه الجيش السوري الحر ) تتم بالدعم التركي ، وبالتفهم الروسي ، وبمعرفة الادارة الاميركية ، وتحديداً ادارة ترامب .. وهؤلاء متأكدون من ان التحرك العسكري الحالي ، هو تحرك وطني شامل ومن ضمنه الجماعات المسلحةالمدعومة من تركيا .
وسخرت هذه المصادر من الكلام عن ان موسكو تجهز لإرسال اسلحة ومعدات لقوات الاسد، متسائلة عن سبب الانتظار طالما ان موسكو تملك اكبر ثلاث قواعد بحرية وجوية خارج الاتحاد الروسي في : حميميم وطرطوس واللاذقية ،وكلها على الساحل السوري العلوي ، او ما يطلق عليه اسم "سورية المفيدة ".. ولا يحتاج تجهيزها إلى عدة ايام كما يزعم الروس !!
لماذا يعلن الاسد عن مشاركة الطيران الروسي اذن ؟
سألت الشراع  المصادر الوطنية السورية ، فكان الجواب :
ان جماعات بشار تساءلت السؤال نفسه : اين الطيران الروسي ، الذي حسم الامر سريعاً بعد بدء تدخله في30/9/2015؟ وهو الذي منع سقوط نظام الاسد منذ ثماني سنوات ؟ولماذا لا يتدخل الآن ؟
الجواب ان موسكو لن تتدخل إلا إذا  تأكدت من سيطرة الجماعات الإرعابية ، والنظام يوهم جماعاته بأن الطيران الروسي تدخل اليوم لرفع معنوياته ، وإلا فإن هناك قيادات وضباط وجنود سيهربون من المعركة إذا لم يتدخل الروس!!

لماذا المعركة الآن ؟
الشراع سألت من جديد ، والجواب هو ان موسكو مستاءة من حنث بشار بوعوده بالإبتعاد عن ايران ، وهو يزداد اقتراباً
منها ، ويريد فتح جبهة جديدة لمصلحة ايران من جنوبي سورية تحت عنوان ضبط الوضع الدرزي !!
اميركا ترامب أقرب إلى بوتين من طهران 
ترامب يريد التخلص من ورطته في أوكرانيا ، ولن يستطيع ذلك إلا ترامب ، على الرغم من ان طهران قدمت لموسكو مئات المسيرات المتطورة في حربها على أوكرانيا ( مصدر في المعارضة السورية قال للشراع ان مسيرات بيرقدار التركية اثبتت فاعليتها في معركة تحرير حلب ضد قوات الاسد والميليشيا التابعة لها )
وهكذا 
فهي مرة اخرى بداية صفقة كبيرة بين ترامب وبوتين ..
وستشمل الصفقة ترتيبات داخلية سورية لإعادة تركيب السلطة في بلاد الامويين ، ومن دون الاسد في النهاية ، حتى لو كانت بمشاركته في البداية وهو "مهيض الجناح " !!وهي العودة إلى تطبيق القرار الدولي 2254 ،الذي تحدثت عنه الشراع كثيراً، والذي يقضي بأعادة تكوين السلطة في سورية ، تبدأ بوضع دستور وطني حقيقي للبلاد ، ووضع السلطة التنفيذية في البلاد داخل مجلس الوزراء برئاسة سني قوي مدعوم داخلياً وعربياً ودوليا ، ويكون قرار الجيش والأجهزة الأمنية والقضاء في داخل مجلس الوزراء ،واجراء انتخابات نيابية ورئاسية تحت اشراف دولي .

يبقى السؤال الأهم في سورية والمعنيون خارجها :
اين دور ماهر الأسد ، وهو صاحب الامتيازين الأساسيين وهما : ١-القوة العسكرية الضاربة في تشكيلات نظام آل الأسد . . وهي الفرقة الرابعة التي توازي قوتها عدة وعديداً وتجهيزاً وتمويلاً كل الفرق السورية الأخرى مجتمعة ، وتنتشر في عموم الأراضي السورية وعلى حدود لبنان وفلسطين والأردن والعراق وتركيا .
٢ -الدعم اللامحدود الذي يتلقاه من ايران على كل الاصعدة ، واذا كانت طهران تتفهم تلون مواقف بشار وتدجينه عربياً على يدي محمد بن زايد ، بعد ان نفض الأمير عبد الله الحسين يديه منه ،فإن طهران تثق تماماً برجلها الاول في سورية ماهر بشار الاسد …
وماهر كطهران يدركان ان بشار مشغول هذه الايام بتجهيز ابنه للمشاركة في الحكم معه كما كان باسل مع حافظ الاسد ، ومشغول ايضاً بمرض اسماء الاسد ، التي تعالج في موسكو وهناك يدرس ابنهما حافظ ، بعد ان فشل ( او تعذر ) دور اللجنة الصحية الملكية البريطانية في علاج مرض السرطان المنتشر في جسد اسماء .
للحديث عن دور ماهر مساحة اخرى