بيروت | Clouds 28.7 c

لا علاقة لفلسطين بهزيمة اردوغان / كتب: احمد خالد

 

لا علاقة لفلسطين بهزيمة اردوغان / كتب: احمد خالد

الشراع 2 نيسان 2024


اطرف ما تسمعه او تقرأه تعليقاً على هزيمة حزب رجب طيب اردوغان البلدية ، ان الرجل يدفع ثمن"احتضانه " لقضية فلسطين ، ويبدو هذا الكلام مكملاً لمشاعر الذين يتعاطفون مع اردوغان بصفته "خليفة "للمسلمين .. او مكملاً لمن يزعم ان الشعب التركي عاقب اردوغان بسبب تخليه عن فلسطين !!!
لا اردوغان خليفة ، ولا الشعب التركي مهتم بفلسطين ، ولا هي تعني  لاردوغان نفسه اكثر من لافتة  إعلانية ، انتهى مفعولها …
نتيجة الانتخابات البلدية في تركيا هي نتاج فشل بلدي أردوغاني أدركه هو نفسه ، واعداً بالمراجعة نتيجة الاخطاء التي جعلته يخسر للمرة الثانية، رئاسة بلدية اسطنبول التي كان نجاحه فيها،  طريقه المعبد الى رئاسة الحكومة ثم إلى رئاسة الجمهورية ، بعد نجاحه في استفتاء شعبي على تحويل السلطة في البلاد من برلمانية إلى رئاسية .
الداخل التركي هو الذي اختار  ، ولا علاقة لهذا الداخل بالسياسة الخارجية للبلاد ، 
المتقاعدون الأتراك ( 15مليون ) هم الذين عاقبوا اردوغان ، وهبوط سعر العملة التركية كذلك ، فضلاً عن الفساد … هنا يسجل للشعب التركي وعيه بالمحاسبة السياسية في الانتخابات على الفشل الاقتصادي ، وليس في الوطن العربي شعباً يملك القدرة على معاقبة حاكم واحد فشل في اي شأن اقتصادي ، او غطى الفساد منه ومن عائلته ، ومن حزبه ومن رجاله ..
ومع هذا فنحن نعتقد ان خصوم اردوغان ، هم اكثر ابتعاداً منه عن فلسطين والعرب ، ولكنهم لا يزايدون مثله في التبني اللفظي لقضية فلسطين ، وهم علمانيون لن يزايدوا مثله في احتضان الجماعات الاسلامية ليستخدموها فترة ، ثم ليخنقوها قبل طردها من تركيا مرات ..
اردوغان استخدم قضية السوريين كي يحقق مكاسب على حسابهم ضد الأكراد .
واستخدم قضية الاخوان المسلمين كي يحقق مكاسب مع الأنظمة العربية ، فساهم في تدمير القضية السورية والليبية ، وها هو يستجدي لقاءً مع بشار الاسد ويستنجد بشريكه وغريمه وصديقه وخصمه فلاديمير بوتين لترتيب هذا اللقاء ، وعندما احتاجه اخوان فلسطين كان اردوغان يعقد صفقات كشفها هو نفسه بعمق التنسيق الامني مع العدو الصهيوني .
وعندما جعل اسطنبول قاعدة للتطاول على مصر ، عله يساومها على ليبيا ، وعلى التواصل مع دول الخليج العربي .. فشل في تغيير موقف القاهرة ، وهي تملك المعلومات الكافية عن دور اردوغان في تحريض الاخوان على تدمير الدولة العميقة في مصر
نحن لن ندافع لحظة عن خصوم اردوغان المعادون للعرب في جيناتهم ، لكنهم خصوم علنيون لم ولن يزايدوا ، ولم ولن يستخدموا قوى عربية وإسلامية لاختراق النسيج الاجتماعي والثقافي في هذا البلد او ذاك .
مأساة العرب الحقيقية انهم ليسوا دولة واحدة وارادة واحدة ومشروعاً واحداً كما هي حال ايران وتركيا … وها هي الديموقراطية التركية تصحح ذاتها بهزيمة اقوى سياسييها خلال عقدين من الزمان على الاطلاق 
احمد خالد 
الشراع