مجلة الشراع 5 آذار 2021
سمعت فخامة رئيس الجمهورية يذكر أننا ذاهبون إلى جهنم .
إستوقفني هذا القول فذهبت أبحث عن مغزاه فلم أرَ أفضل من القرآن الكريم الذي أتى على ذكر جهنم في آياتٍ عديدة وبصفات مختلفة تلتقي جميعها على مفهوم العقاب يوم الحساب. ..
وبما أننا في يوم حساب سياسي ، فواجبٌ علينا أن نعي تماماً ما قاله فخامته .
كثيرة هي الآيات في هذا الصدد ولا بأس إن إستنسبنا بعضها كي لا نُتعب القارىء ، ومنها :
"وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ"(سورة الأنفال) .
"فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا"(سورة مريم) .
"هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ" (سورة يس) .
"إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُون"(سورة الزخرف) .
عجيب أمر جهنم هذه إذ يقول القرآن : "يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ"(سورة ق) .
يبدو أن جهنم لم تمتلىء بالفاسدين ولن تمتلىء بالمفسدين .
آيات القرآن واضحة فكلها تشير الى يوم الحساب الإلهي العسير ولكن اليوم ومن حقنا نحن البشر أن نقوم بعملية ( AUDIT) على أعمالنا باعتبار أن شركات ال ( AUDIT) ستبدأ عملها قريباً عندنا إن شاء الله . يقول رئيس الجمهورية أننا ذاهبون إلى جهنم ويبدو أننا الآن أصبحنا فيها ولكن نأمل أن لا نكون خالدين .
ومع كل ذلك ورغم كل ذلك لا يزال هناك أمل إذا غيرنا أنفسنا .
ولكن للخروج من جهنم هنالك شروط ، إذ يقول القرآن الكريم : "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"(سورة الرعد ) .
فهل نحن على إستعداد لذلك ، أم أننا أصبحنا لجهنم وقوداً ؟
أحمد طباره
بيروت في 5/3/2021