في وداع سيد المقاومة… جمهوره اقوى
كتب : احمد خالد
الشراع 24 شباط 2025
اليوم 23/2/2025
ودع مئات الآلاف من المشيعين ( البعض قدرهم بنحو مليون شخص )سيد المقاومة حسن نصر الله قتيلا بوحشية عدو صهيوني ،مدعوم من نظام أميركي شامل الهمجية والعدوانية والغرور والوحشية .
مليون إنسان وقفوا قبل ساعات وخلال ساعات طويلة ، في البرد القارس بعيداً عن منازلهم وأكثرها مدمر ، البعض نام في سيارته ، قادماً من مسافات عشرات وربما مئة كيلومتر ،والبعض ضيفاً لم ينم الليل وضيوفه او مستضيفيه،
جاءمئات آلاف المشيعين ، وكثيرون منهم جاءوا ليتلقوا وربما لأول مرةخبراً أكيداً ، ان السيد حسن نصر الله قتل في غارة وحشية صهيونية بطائرات أميركية ، وقنابل أميركية زودت بها واشنطن العدو الهمجي لأول مرة ، ليقتل بها سيد المقاومة..فقد ظلوا منكرين او رافضين تصديق ان السيد قتل يوم 27/9/2024, وتم التعرف إلى الحقيقة المرة يوم 28/9/2024..
غير ان الاغلبية الساحقة جاءت ، وقد تجرعت سم مقتل القائد والسيد والفدائي الاول ، كي تعاهده انها ستظل ملتزمة نهجه ، وفية للعهد المتبادل بين القائد وجنوده ، بين السيد واهله ، بين المقاوم الاول وجماهيره الواسعة العابرة للطوائف ، حتى في ظل تواطؤ لبنانيين مع العدو الصهيوني …باللسان وبالقلم وبالقلوب وهذا اضعف الخيانات ..
اسقط الحشد الشعبي غير المسبوق في لبنان ، كل زعم بأن المقاومة هزمت ، فإذا كانت المقاومة هزمت ، فلمن يهتف مئات الآلاف من مشيعي قائد المقاومة وخليفته ؟
وكم كان الرد الشعبي المقاوم حاسماًقوياً صارخاً ، حين حلقت اربع طائرات صهيونية ، أميركية الصنع فوق المشيعين ، لمرتين ، تهديداً ومحاولة ترويع وتخويف ، فإذا اصوات ضيوف المدينة الرياضية ومن كانوا خارجين يرفعون الاصوات ، بما يرتفع فوق أزيز الطائرات الصهيوني ، بعبارة واحدة :
لبيك يا نصر الله..
ظلوا يكررونها إلى ان اختفت طائرات العدو الاميركية الصنع …
لعل هذه الاصوات المرتفعة، من جمهور المقاومة ، التي اجهضت محاولات العدو أخافتها ،انفجرت بعد ظهر الاحد في 23/2/2025 ، كي تقول للعدو الصهيوني ، وحلفائه في الداخل ، ان حزب الله لم يهزم .. وان المقاومة لن تتراجع ، وان السيد حسن نصر الله لم يقتل ، فقد صدقنا اليوم انه رحل جسداً ، لكنه باق في نفوس الذين حاول العدو إرعابهم ، فكان ردهم وهم في العراء والسماء مكشوفة ، والعدو يهدر ويهدد بطائراته يستطيع ان يعتمد على هذه الحشود وإيمانها ، ليظل حياً على الرغم من الرحيل ..
فيتأكد من ظل على قناعة بأن السيد حسن ما زال حياً انه كذلك ..
١-غير ان الحي الآخر ايضاً ، بعد نهج السيد حسن ، وجمهوره الأكبر في كل لبنان هو الحكمة والعقلانية ، التي تمتعت بها كلمة أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ، وكلامه عن الدولة اللبنانية ، والجيش اللبناني ، وحديثه عن الاستراتيجية الدفاعية ..من دون إلغاء مكانة المقاومة كنهج ، وقد تكرست بالحشود التي خسر معظمها منزله ، وقتل من عائلته اب او اخ او أخت او ابن او قريب … او كل هؤلاء دفعة واحدة …وجاء ليقول اننا سنقاوم وفق اي نهج تعتمده المقاومة ضد العدو .. تحت راية تجمع ما بين واجب الدولة باسترجاع الارض وفق طرقها وإمكاناتها ، وبين حق المقاومة ان تكون متمتعة بما يمكنها من أداء دورها .
٢_اشارة اكيدة اخرى على ان المقاومة ما زالت قوية ، ليس فقط في رفضها الهزيمة ، وتذكير الجميع في ان العدو الصهيوني هو الذي طلب وقف اطلاق النار في 27/11/2024 ,
وان العدو لم يستطع التقدم اكثر من كلمترات قليلة داخل القرى الحدودية ، على الرغم من مشاركة 75 الف جندي وضابط بدباباتهم وطيرانهم وافتك أسلحتهم الاميركية
٣- لا يمكن ونحن نتحدث عن رفض المقاومة الهزيمة ، تجاهل قدرتها الفذة على التنظيم والإدارة والكفاءة العالية ،في التعامل مع حاجات وإراحة مئات الآلاف القادمين من كل لبنان وتحديداً من الجنوب المدمر والبقاع الصامد ، والضاحية البطلة ..
تنظيم تشييع حضرته مئات الآلاف ، لم تسمع فيه كلمة خارج الادب ، لم يبلغ فيها عن حالة غضب واحدة او نظرة شزر ، او ارتفاع صوت إلا اصوات الهتافات الهادرة للمقاومة وسيدها ، وكرم ضيافة وحسن استقبال من آلاف الشبان والصبايا الذين ما غاب البشر عن وجوههم ، ولا عبارات الترحيب ، وعبارة "بخدمتك "تسبق طالب الخدمة قبل ان يتحدث بها .
والتنظيم كان متفوقاً ومكبرات الصوت ترافق المشيعين بالتعليمات وبالهتافات وبالترحيب وبالتوجيه على طول المسافة من مدينة كميل شمعون الرياضية،، إلى مكان الضريح على بعد كلمترات .
والذين تحدثوا ناقدين عن غياب علم لبنان عن التشييع ، كانوا مخطئين. . لأن شباب الحزب نشروا أعلام لبنان على مدار مدينة كميل شمعون الرياضية ، بأكبر حجم لعلم فوق كل الإعلام الحزبية واعلام بلاد عربية شاركت منها وفود شعبية بالتشييع .
هذه ليست تفاصيل فقط . . بل هي توكيد لحقيقة ، ان المقاومة وجمهورها يتحدثون عن المستقبل ، كما لو ان السيد حسن ما زال معهم ، حتى وهم جاؤوا يودعونه إلى مثواه الأخير
احمد خالد