دولتان في فلسطين؟ ليس حلاً
كتب: محمد المشهداني
الشراع 13 شباط 2024
مفهوم حل الدولتين الذي يحضر ذكره في المناسبات ،نسمع عنه كثير اً منذ عشرات السنين ، كلما انفجر صراع بين الشعب الفلسطيني والعصابات الصهيونية التي اقامت كياناً على ارض هذا الشعب ، بدءاً من العام 1948
وهو محاولة للإيحاء ، بأن الدولتان الاستعماريتان : بريطانيا ثم الولايات المتحدة ، اللتان صنعتا وحمتا هذا الكيان حتى الآن ، موافقتان على إعطاء الفلسطينيين 22%من ارضه وفق القرار الدولي 242 الصادر عام 1967.
وهو قرار فيه تراجع عن قرار دولي آخر ، بحصول الشعب الفلسطيني على اكثر من 60%من وطنه وفق القرار الدولي 181 الصادر عام 1947.
. اذن
بدء الحديث والكلام عن حل الدولتين في العام 1947. عندما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 181. بتقسيم فلسطين التأريخية إلى دولتين عربية ويهودية قرار تبعه قتل وتهجير مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني واقتلاعهم من أراضيهم وبيوتهم، فيما يعرف بالنكبة في العام 1948. وفيما الحديث عن حل الدولتين بعد النكسة في العام 1967. لما هزم العدو الإسرائيلي غدرا الجيوش العربية، وإحتل مساحة تساوي ثلاث أضعاف مساحته وبدء الكلام عن حل الدولتين في إطار حدود العام 1967. وهو أنسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي الذي سيطر عليها بعد العام 1967. وإعلان الدولتين دولة إسرائيلية على حدود ما قبل من 5 من يونيو / حزيران في العام 1967. ودولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وبعد النكسة بعدة أشهر أصدر مجلس الأمن الدولي قراره الشهير ب242 في اليوم 22 من شهر نوفمبر / تشرين الثاني والذي نص على إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط ،بإنسحاب قوات جيش العدو الإسرائيلي من الأراضي الذي إحتلها في الحرب ،وإنهاء كل دولة حالة الحرب ،وأن تعيش في سلام في نطاق حدود مأمونة ومعترف بها ،ومتحرره من أعمال القوة والتهديد بها .
وتزامنا مع ذلك بدأ العمل الفدائي يأخذ شكلا من التنظيم والترتيب فتأسست منظمة التحرير الفلسطينية التي أصبحت الممثل الشرعي والقانوني الوحيد للشعب الفلسطيني، بإعتراف الأمم المتحدة والجامعة العربية وضمت عدداً من الحركات وفصائل المقاومة مثل :حركة فتح و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .. قبل ان ينشىء البعثان السوري والعراقي منظماته الحزبية العسكرية، كالصاعقة وجبهة التحرير العربية، وقبل ان تنشق الجبهة الشعبية الى عدة جبهات سيطرت فيها الاستخبارات السورية على ما يسمى الجبهة الشعبية- القيادة العامة …..وغيرها . توسع العمل المقاوم والسياسي الفلسطيني ليأخذ أشكالا أخرى في الثقافة والفكر ثم التجهيز والإعداد بقيام حركة حماس ، التي أنشأها تنظيم الاخوان المسلمين الفلسطيني ، علماً بأن الاخوان لم يؤمنوا بداية بجدوى الكفاح المسلح …ومثلما كان للبعث الحاكم في كل من سورية والعراق منظماته… فقد دخلت ايران في الجيد الفلسطيني واسست حركة الجهاد الإسلامي في العام ..وهكذا صارت ساحة القتال الفلسطينيةً تضم عدداً من حركات المقاومة بخلفيات وتوجهات مختلفة ،تنتقل من عاصمة ومدينة إلى أخرى .سعيا لإقامة الدولة الفلسطينية بالمقاومة والسلاح . وفي العام 1988. أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر ما عرف بوثيقة إعلان دولة فلسطين.
وفي العام 1993. وقعت إتفاقية أوسلو بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي إسحاق رابين برعاية ومباركة أميركية في عهد الرئيس بيل كلنتون وكان جوهر الإتفاق بين منظمة التحرير الفلسطينية والعدو الإسرائيلي ينص على إنهاء عقود من المواجهات والنزاع ،والأعتراف ب"حقوق" مشروعة ، وأقامة سلطة حكم ذاتي إنتقالية فلسطينية على 22 بالمئة من أراضي فلسطين التاريخية، وعلى الرغم من عدم رضا كثير من الفلسطينيين على الإتفاق بما في ذلك حركات المقاومة كحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي. لكنه تشرعن وأصبح واقعا وأسس لمرحلة جديدة في مسيرة القضية الفلسطينية.
وكانت إتفاقية أوسلو مجرد توقيع على ما يعرف في إعلان المبادئ الفلسطيني والعدو الإسرائيلي، والتفاوض لاحقا على كل شيء آخر . ودخلت السلطة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي في مشوار مفاوضات طويلة ماراثونية حول شكل الدولة الفلسطينية وحق العودة واللأجئين والأستيطان والقدس والمعابر وغيرها. ولم يحصل فيها الشعب الفلسطيني على حقه، بل على العكس. إذ أمعن العدو الإسرائيلي أكثر في اضطهاد الفلسطينيين وقتلهم وحبسهم على مرأى ومسمع من العالم.
وفي العام 2000. عقدت في الولايات المتحدة الأميركية مفاوضات الوضع النهائي فيما عرف بقمة كامب ديفيد الثانية ،وهي مفاوضات طويلة بين الرئيس ياسر عرفات و رئيس وزراء العدو الصهيوني يهود باراك وبرعاية ومباركة الرئيس الأميركي بيل كلنتون.
مفاوضات فشلت ولم يحصل فيها الشعب الفلسطيني على ما وعدوا أن يتفاوض عليه، بعدها إندلعت الإنتفاضة الفلسطينية الثانية وفي العام2002. أعتمدت الدول العربية ما يعرف بمبادرة السلام العربية, خلال قمتهم التي عقدت في بيروت ..و التي أعتبرت الصراع منتهيا، مع الاستعداد لإقامة العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والعدو الإسرائيلي، إذا انسحبناهذا العدو من الأراضي التي أحتلها في العام 1967. وقبل بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. وإيجاد حل فاعل وعادل لقضية اللأجئين وإعادة النظر في سياساتها وأذا اعتبر هذا العدو أن السلام العادل هو خياره الاستراتيجي وقبوله المبادرة العربية ليصبح حل الدولتين حقيقياً بقيام السلطة الفلسطينية ومن خلفها من دول عربية والأتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة التي أجتمعت على أنه الحل الوحيد للقضية الفلسطينية.
للصهاينة رأي آخر
——————-////////
ظل العدو الصهيوني يماطل حتى وصل الى السلطة في الكيان الصهيونى من اصبح ، صاحب اطول فترة حكم في تاريخ الكيان الصهيوني وهو بنيامين نتنياهو الذي أصر على انه لا يحق للفلسطينيون إقامة دولة فلسطينية.
وفي العام 2016. ظهرت معارضة صريحة وواضحة لحل الدولتين من داخل الكنيست الإسرائيلي بوقوف 78 من أصل 107 من أعضائه ضد هذا الحل ، وكان هذا الموقف تعبيراً عن توجه المجتمع الصهيوني نحو مزيد من التطرف والعنصرية لينتخب المتطرفين الذين راحوا يشكلون حكومات تزداد يمينيه وتطرفاً وصولا إلى اليوم حيث أصبحت الأصوات المطالبة بالقتل والتدمير والأبادة الجماعية لشعب كامل مقبولة في الأوساط السياسية والإعلامية ،من دون اي حرج وعلى الرغم من كل التصريحات التي تطالب عربيا وغربيا بحل الدولتين، ولم يتوقف العدو الإسرائيلي عن عرقلتها أمام العالم في عدة مخالفات متتالية لكل القوانين التي تعطي الشعب العربي الفلسطيني الحق في الدولة والحياة. فلم تقم الدولة الموعودة ولم يعد اي من اللاجئين الى وطنه وأنتهكت مرارا السيادة على القدس .
نعم أنسحب العدو الإسرائيلي من قطاع غزة في العام 2005. ولكنه حوصر داخله بالخنق الاقتصادي والخدماتي ويعتدي العدو الإسرائيلي عليه بكل ما يملك من أنواع الأسلحة والذخائر المحرمة دوليا.
وعندما كان العدو يعلن انسحابه من مدن وقرى في الضفة الغربية ، فإنه كان يقطع أوصال المناطق التي ينسحب منها وليصادر نحو 45 بالمئة من أراضي الضفة الغربية وليقيم إ نحو 140 مستوطنة تضم أكثر من700 ألف مستوطن, وأقام العدو الإسرائيلي نحو 3000 حاجز ومد طرقا تصل إلى 1000 كيلو مترا قطعت القرى والمدن وعزلت العوائل الفلسطينية.
وإن تصميم الطرق قطع أوصال الضفة الغربية وخنق المدن والقرى والبلدات الفلسطينية الواقعة بين تلك المستوطنات لحين الاستيلاء عليها بالقوة والإرعاب ومع محاولة العدو الإسرائيلي قوض الأمر الواقع يصبح قيام دولة فلسطينية في ظل حل الدولتين أمر مستحيل وهو أمر يعرفه حتى من هم في الإدارة الأميركية. وفي العام 2004. كتب الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش الإبن رسالة إلى رئيس وزراء العدو الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون يعترف فيها بأن المستوطنات من شأنها أن تجعل من المستحيل و على العدو الإسرائيلي العودة إلى حدود ما قبل العام 1967. في أي إتفاق سلام وفي العام 2009. وفي ظل حكومة العدو بنيامين نتانياهو رفض العدو الصهيوني وبشدة مطالب إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما تجميد مؤقتا ولو جزئيا لبناء المستوطنات الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية ومع وصل الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب إلى رئاسة الإدارة الأمريكية في العام 2017. قوضت سياساته أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية فنقل دونالد ترامب السفارة الأميركية إلى القدس وأعترف بالقدس عاصمة للعدو الإسرائيلي ومعه تشجع الإسرائيليون في توسيع النشاط الأحلالي الأستيطاني وبناء المستوطنات الغير الشرعية وغير القانونية وطرد الفلسطينيون من أراضيهم ومع أندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد يوم 7 أكتوبر أي بعد عملية الطوفان الأقصى المباركة التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية. أعاد العدو الإسرائيلي مخطط طرد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الى مصر والاردن الرافضتان اخراج الفلسطينيين من ارضهم.
وليسيذر على كل فلسطين ، مسقطا كل فرصة للسلم ، لاغباً كل قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي.. خانقاً كل فرصة للعدل …. فلا دولة على ارض فلسطين الا دولة الصهاينة.. ليكون من العدل والمنطق ومسار التاريخ ،ان تكون على ارض فلسطين دولة واحدة هي دولة فلسطين الديموقراطية ،التي تضم مسلمين ومسيحيين ويهودا
وامام العالم نموذج دولة جنوب افريقيا ، التي حكمتها العنصرية الاوروبية عقوداً ، ثم اصبحت بالكفاح وبقيادة نيلسون مانديلا رائدة العدل من اجل فلسطين حرة واحدة
محمد المشهداني _ الشراع