ايران - أميركا
العشق الممنوع/ بقلم حسن صبرا
الشراع 3 نيسان 2024
نفذت حركة حماس ومنظمات فلسطينية اخرى طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة اعتباراً من 7/10/2023، وهزت الكيان الصهيوني ، وستظل تداعيات الطوفان علامة فارقة في الصراع العربي- الصهيوني ( كما حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية - الفلسطينية المحتلة( 1968-1970) ، وكما حرب اكتوبر 73 على الجبهتين السورية والمصرية ضد العدو الصهيوني ،وتحرير جنوبي لبنان عام 2000 ونصر 2006 ..ايضاً في لبنان على هذا العدو ….) .
العالم كله التفت إلى الدور الإيراني في هذا الطوفان ، وكان هذا بديهياً بسبب الدعم الإيراني غير المسبوق للحركات الفلسطينية الإسلامية .
لكن السيد علي خامنئي قال : نحن نؤيد ما فعلته حماس في فلسطين .. لكننا لم نكن وراءه .
أميركا وافقت مباشرة على قول المرشد الإيراني !
وعندما نفذ العدو الصهيوني عدوانه على السفارة الإيرانية في دمشق ، وقتل قادة اركان فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الاثنين في 1/4/2024 ، سارعت أميركا إلى نفي اي صلة لها بهذه الجريمة … ونحن نعتقد ان طهران توافق على هذا النفي ( حتى وهي تعلم تماماً ان أميركا وفرت وتوفر للعدو الصهيوني ، كل ما يحتاجه هذا العدو للقيام بكل موبقات البشر وغيرهم !)
فما زال الامل قائماً في دوائر اساسية للسلطة في كل من طهران وواشنطن ، بإمكانية التوصل لاتفاق سياسي عميق وبعيد المدى … ونحن نرجح ان أميركا ترغب بكل جوارح اداراتها االدبموقراطية ( على الاقل في عهدي اوباما وبايدن ) بالتوصل إلى اتفاق مع ايران ، لكن العقدة هي عند الإيرانيين ، الذين يعتقدون جدياً بأن العداء لاميركا يشد العصب الإيراني الداخلي ، في خوف شديد من ان تطبيع العلاقات مع أميركا ، سيفتح المجال لتسريب المياه إلى بنية خرسانية في سد التماسك الداخلي الإيراني .
أميركا تأكدت من معلومات العدو الصهيوني ، بأن قاسم سليماني وعماد مغنية وغيرهما كانوا وراء فكرة الانفاق التي حفرتها حماس في غزة وجعلتها تصمد أمام همجية العدو الصهيوني المستمرة منذ نحو ستة أشهر .
ايران تعرف في عمق الصراع ، ان أميركا كانت وراء ادخال التقنية غير المسبوقة في حركة العدو لملاحقة قيادات الحرس الإيراني في كل بقعة في سورية ، تماماً كما تلاحق القيادات الأمنية والعسكرية للمقاومة الاسلامية في اي مكان في لبنان
ايران تعلم ان واشنطن طلبت من المانيا، ان تزود إسرائيل بأحدث التقنيات التي تمكنها من القيام بعمليات نوعية ضد مستشاريها في سورية ، ومقاتلي المقاومة في لبنان … وهي نفسها أميركا التي تلاحق وتحاصر وتفرض عقوبات على اي دولة او مؤسسة او اشخاص ..تسعى معهم ايران للحصول على أفضل التقنيات لأدخالها إلى عملياتها حتى الدفاعية .
أميركا تريد ايران بأي ثمن .. وايران تتمنع وتمنع أميركا من التمادي في عشقها ..
وهناك من اصدقاء ايران من يخشى عليها تقييد نفسها بحسابات داخلية ، ويرى ان فرصتها الحقيقية توفرت لها من خلال ادارة بايدن الحالية ، كما توفرت لها في عهد معلمه باراك أوباما ،
والخشية الخشية ان يخسر بايدن الانتخابات الرئاسية المقبلة ،ليجىء عدو ايران الحقيقي دونالد ترامب ، فبعيد تكرار سياسته الخارجية تجاه إيران ، التي بدأها عام 2018 بإلغاء الإتفاق النووي الذي وقعه سلفه المعجب بايران باراك اوباما بعد وصوله الى البيت الأبيض ، ويقتل قاسم سليماني في العراق ، قبل مغادرته هذا البيت !
مجرم الحرب بنيامين نتنياهو يدرك تماماً هذه المعادلة ، وهو لا يراقبها فقط ، ولا يراهن عليها فحسب بل هو يعتبر نفسه جزءاً منها ومحركاً اساسياً فيها ، وهو يبذل جهداً كبيراً لدعم ترامب ، ومد عدوانه على غزة ومن ثم إلى لبنان ، إلى حافة الانتخابات الرئاسية المقبلة في أميركا لإسقاط بايدن وإنجاح ترامب … عندها سيفلت على لبنان كله ، وعلى ما تبقى من فلسطين ، وسيحاول ضرب النفوذ الإيراني العميق في العراق وفي سورية !!
لذا
سنكون في لبنان على لائحة الانتظار لمدة تستمر حتى عودة ترامب إلى البيت الابيض ، ويا ويل لبنان والمنطقة من بعد ذلك ، حين تتكالب فيها همجية نتنياهو وعنصرية ترامب …إلا إذا نجحت حماس في مواجهة العدو الصهيوني في غزة ، ونجحت أسر عائلات الرهائن الصهاينة في ايدي حماس ، بإسقاط نتنياهو في بقية فلسطين المحتلة ، عندها سيكون لكل حادث حديث !!!
حسن صبرا
الشراع