بيروت | Clouds 28.7 c

أطفال فلسطين...أذهلوا العالم بعبقريتهم وأبكوه في معاناتهم / الإعلامي احمد حازم

 

أطفال فلسطين...أذهلوا العالم بعبقريتهم وأبكوه في معاناتهم / الإعلامي احمد حازم

الشراع 15 نيسان 2024

 

في الثاني والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين ثاني العام الماضي قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمام مجلس الأمن الدولي بعد زيارتها جنوب قطاع غزة، إن أكثر من 5300 طفل قتلوا في 46 يوما فقط، أي 115 طفلا يوميا خلال أسابيع قليلة.

وبحسب هذه الأرقام فإن القتلى الأطفال شكلوا نسبةأربعين في المئة من مجمل ضحايا الحرب في تلك الفترة، اَضافة الى فقدان 1200 طفلاً. هذه الأرقام تم تسجيلها في فترة الستة وأربعين يوما الأولى من الحرب. فهل قتل هؤلاء الأطفال هو دفاع عن النفس؟

الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء قال إن القوات الإسرائيلية تقتل 4 أطفال كل ساعة في قطاع غزة،

وأن من بين 33 ألفا قتلوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هناك 14 ألفا و350 طفلا. أما عدد الأطفال الذين يعيشون حاليا في القطاع من دون والديهم أو أحدهما فيبلغ اكثر من 43 ألف طفل فلسطيني.

الأشهر الستة الماضية منذ اندلاع الحرب على غزة كانت ولا تزال جحيماً للأطفال في قطاع غزة، لدرجة انها دفعت بوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، الى الاعتراف على منصة «إكس» بإن قطاع غزة بلغ «مرحلة مروعة وأن الحرب جلبت الموت والدمار للقطاع وتحصد كل يوم مزيداً من الضحايا المدنيين. العالم يرى ويعرف ماذا يجري في قطاع غزة ولكنه لا يفعل شيئا.

صحيح أن مآسي الشعب الفلسطيني كثيرة كونه عاش مراحل من المجازر والتهجير والاحتلال والنكبات، منذ النكبة الأولى عام 1948 حتى الحرب الحالية عليه في غزة، لكنه يعيش أيضا ذكريات لا علاقة لها في القتل والترحيل واللجوء،

أطفال فلسطين بشكل عام وغزة بشكل خاص أذهلوا العالم في مصائبهم وبكائهم. لكنهم برهنوا للعالم أيضا أنهم قادرون على إذهاله ابداعاً. الطفلة الغزية أريج المدهون التي لم تكن تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها، تحدث عنها العالم قبل سنوات لأنها حصدت المركز الأول على العالم بمسابقة حساب الذكاء العقلي. فقد استطاعت حل 182 مسألة حسابية معقدة في ثماني دقائق بالمسابقة التي أقيمت في ماليزيا. وقد حصدت فلسطين في المسابقة التي شارك فيها 1500 طفل من عشر دول والتي تقام كل عامين، خمس جوائز وهي المرتبة الأولى والثانية والرابعة والخامسة والسادسة.

ولا ننسى الطفلة الفلسطينية إقبال الأسعد، وهي من أب فلسطيني وام لبنانية من سكان لبنان، فقد التحقت بكلية "وايل كرونيل" لدراسة الطب في قطر، عام 2006، لتدخل موسوعة غينيس العالمية، بصفتها أصغر طالبة جامعية في العالم (13 عاماً)، وتتخرج من بعدها في عمر العشرين، لتدخل موسوعة غينيس للمرة الثانية، وتنال عن جدارة لقب أصغر طبيبة في العالم.

الرئيس اللبناني الأسبق ميشيل سليمان كرمها بجائزة تقديرية ووزير التربية الأسبق خالد قباني قام بتكريمها أيضاً، لكنها وللأسف لم تحظ بتكريم فلسطيني لا من رئيس ولا من وزير. اقل من نقول "يا عيب الشوم" و "اللي بستحوا ماتوا"

وأخيراً...

اختلفت مع الراحل ياسر عرفات في بعض الآراءـ لكني اتفقت معه في أن الفلسطينيين شعب الجبارين.

رحمك الله أبا عمار.