أسرة آل الصدر
الاصل لبناني والفعل مشترك بين لبنان وايران والعراق / بقلم محمد المشهداني- العراق

الشراع 8 كانون اول 2022

هي فرع من أسرة آل شرف الدين القادمة من جبل عامل في لبنان .أسرة دينية وعلمية عريقه لها دورها الديني والسياسي والاجتماعي والإصلاحي في كل من العراق ولبنان وإيران والمنطقة".واشهرها في العصر الحديث شخصيات انخرطت في العمل السياسي - المرجعي كالسيد حسين الصدر والسيد مقتدى الصدر في العراق والامام موسى الصدر في لبنان والسيد محمد حسن الصدر وهو موضوع مقالتنا الآن 

• "السيد محمد حسن الصدر" 

  ودوره السياسي

•  

هو 
رئيس الوزراء العراقي الاسبق . 
ولد السيد محمد الصدر في منطقة الكاظمية . وبعض المصادر تقول سامراء في 7 كانون الثاني عام 1882. كان والده السيد حسن الصدر مرجعا للشيعة. وقد درس الصدر على يده قبل الانتقال إلى النجف الاشرف لإكمال علومه الدينية. عند نهاية الحكم العثماني. أسس حزب الاستقلال سنة 1919. ثم شارك في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني انطلقت الثورة في أيار واستمرت حتى شهر تشرين الأول وكان له دور كبير في تنظيمها وتوحيد صفوفها وتحديداً لدى العشائر . وكان الإنكليز يكرهون الصدر وهذه الكره خلت الميس غيرتدور بيل السكرتيرة الشرقية لدى دائرة الاعتماد البريطانى في بغداد. توصفه بأن لديه تقاسيم شريرة وشخصية مغمورة. 
شهد السيد محمد حسن الصدر سقوط الحكومة العربية بقيادة الملك فيصل الأول في سوريا ، إثر المواجهة العسكرية مع الاحتلال الفرنسي في معركة ميسلون .أودت بدولته وعرشه وادت إلى نفيه إلى أوروبا. كان السيد الصدر معجبا بالملك فيصل الذي لم يميز بين الأديان والطوائف خلال فترة حكمه في دمشق . واحاط نفسه بمستشارين من كل المذاهب كان من بينهم 
رستم حيدر من لبنان. 

توجه الملك فيصل إلى بريطانيا لمقابلة الملك جورج الخامس ، والاحتجاج على الطريقة التي اقصي بها عن حكم سوريا فعرض عليه البريطانيون الحكم في العراق. توجه من أوروبا إلى الحجاز للتشاور مع أبيه الشريف حسين بن علي زعيم الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين ، وفي 5 حزيران عام 1921. ابحر من ميناء مدينة جدة إلى مدينة البصرة على متن سفينة كان على متنها عدد من السياسيين والأعيان العراقيين المؤيدون له ولعائلته .كان من ضمنهم مرافقه العسكري الدمشقي تحسين قدري ومستشاره حيدر رستم والسيد محمد الصدر. 

وصلوا العراق في 23 حزيران استقبلهم وزير الدفاع جعفر باشا العسكري ، وانتقلوا معه إلى بغداد حيث تم تتويج فيصل ملكا على العراق يوم 23 اب عام1921. 

ولكن نشاطات السيد الصدر المعادية ضد الإحتلال الانكليزي أثارت حفيظة المندوب السامي البريطاني 
بيرسي كوكس.  الذي أمر بملاحقته ونفيه خارج البلاد سنة 1922. عاد بعد وضع الدستور العراقي بدعم من الملك فيصل الذي زاره في بيته في الكاظمية ، وسماه عضوا في مجلس الأعيان سنة 1925.قبل انتخابه رئيسا له سنة 1929. وكان الصدر يشغل هذا المنصب عند الإعلان عن وفاة الملك فيصل في سويسرا عام 1933. حيث عمل على ترتيب البيت الداخلي والانتقال السلمي للسلطة للملك غازي ثم عاد وفعل الشيءنفسه  مع الملك فيصل الثاني عند وفاة ابيه في حادث سير في 
4 نيسان عام 1939. 

ظل الصدر في منصبه حتى شهر كانون الأول عام 1943. وفي عام 1947. عين عضوا في مجلس الوصاية على الملك فيصل الثاني الذي كان يرأسه الأمير عبد الإله بن علي خال الملك.
في 15 كانون الثاني عام 1948. وقع رئيس الحكومة العراقية صالح جبر معاهدة بورتسموث مع بريطانيا لتعزيز موقعها العسكري في بغداد ، ومنحها سيطرة كاملة على السياسة الدفاعية والخارجية في العراق .كان ذلك بعد الحرب العالمية الثانية. حيث اردات بريطانيا تحويل العراق إلى قاعدة لمحاربة النفوذ الشيوعي السوفياتي في الوطن العربي. ثار ت جموع واسعة من العراقيين ضد المعاهدة فيما عرفت بانتفاضة الوثبة .ما أدى إلى استقالة صالح جبر من منصبه وسفره إلى لندن . ليتم تكليف السيد محمد حسن الصدر ليكون رئيس الحكومة العراقية الجديدة.

• "الحكومة الصدرية" 

•  

شكلت حكومة السيد الصدر في 29 كانون الثاني عام 1948. واختار ثلاث رؤساء حكومة سابقين ليكونوا وزراء سياديين في عهده الأول.

هم ارشد العمري وهو من أعيان مدينة الموصل الذي عين وزيرا للدفاع و سمي وزيرا للخارجية. اما وزارة الداخلية فقد تسلمها جميل المدفعي (رئيس وزراء العراق في منتصف عقد الأربعينيات والذي كان قد خلف الصدر في رئاسة مجلس الأعيان. ) 
أبرز أعمال حكومة السيد محمد حسن الصدر كان إلغاء معاهدة بورتسموث الإشكالية والإشراف على انتخابات نيابية في البلاد.

وفي عهد حكومة الصدر تم الإعلان عن انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين وقيام الكيان الصهيوني في 15أيار عام 1948. …ونزولا عند قرار جامعة الدول العربية. شارك العراق رسميا وبقوة في حرب فلسطين. فرضت الهدنة الأولى بقرار من الأمم المتحدة في 11 حزيران عام 1948. واستقال السيد الصدر بعدها بخمسة ايام من الحكومة. وابتعد عن عالم السياسة بسبب تقدمة في السن وتوفي في بغداد يوم 4 نيسان عام 1956.

محمد المشهداني _ العراق _ الشراع