كفى يا أبا مازن... تذكر ولو مرة واحدة أنك فلسطيني - الإعلامي أحمد حازم
اريك زيمور اليهودي الجزائري الذي ينافس ماكرون
مجلة الشراع 15 كانون اول 2021
- اريك زيمور مرشح محظوظ
بعد انتهاء العطلة الصيفية فوجىء الفرنسيون بحملة دعاءيه لا مثيل لها في تأريخ فرنسا لاخر كتاب الفه الصحافي السجالي إريك زيمور المعروف بتصريحاته العنصرية ضد العرب والأفارقة والمسلمين .وكان زيمور قد بدأ يومها جولة تشمل العديد من المدن الفرنسية لتوقيع كتابه الذي يحمل عنوان"فرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة" وطبع منه حوالي 300 ألف نسخة.
وكانت أوساط عديدة قد توقعت أن زيمور سوف ينهي جولته الماراتونية بالأعلان رسمياً عن ترشيحه لأنتخابات رئاسة الجمهورية الفرنسية التي ستجري في شهر نيسان من العام المقبل.
- جولة زيمور هذه حظيت بتغطية يومية وعلى مدار الساعة تقريباً من محطات البث المباشر الخاصة التي يملكها اصحاب المليارات لاسيما. C news التي يملكها فنسان بللوريه وهو في نظر الجميع عراب زيمور منذ فترة طويلة .
هذه المحطات راحت تتابع يوميأ تحركات زيمور و تصريحاته ،كما اشرنا ، وتنظم لقاءات وحلقات نقاش بين صحافيين ومفكرين ينتمون بأغلببتهم إلى اليمين و اليمين المتطرف ،وهي معاملة لم يحظى بمثلها كل الذين اعلنوا ترشيحهم للأنتخابات قبل ذلك.
من هو إريك زيمور؟ إنه يهودي من اسرة جزاءرية الأصل (رغم ان زيمور يصر على أنه ليس من اصل جزاءري بل قبيلي) وهو معروف بعنصريته إزاء العرب والأفارقة واحتقاره الأسلام والمسلمين،ورفضه للمساواة بين حى هوالرجل والمرأة. ولابد من ان نذكر بأنه ادين عام ٢٠١١ بتهمة التحريض على التمييز العنصري،وعام٢٠١٨ بتهمة التحريض على الكراهية ألدينية ضد المسلمين.
برنامج المرشح زيمور يتمحور حول موضوعين اساسيين الاول هو خطورة الهجرة الأفريقية والمغاربية على نقاء الشعب الفرنسي عرقيأ وعلى حضارته الاوروبية . اما المحور الثاني فيركز على ضرورة تنقيح تاريخ فرنسا من التشويه الذي تسببت به بعض جماعات الضغط لا سيما الفترة التي خضعت فيها مناطق شاسعة من فرنسا للاحتلال الألماني النازي والدور الذي لعبه الجنرال فيليب بيتان.
بالنسبة المحور الأول من برنامجه يعتمد زيمور على نظرية الأستبدال الكبير( le Grand remplacement) اللتي ابتدعها الكاتب الفرنسي رينو كاميس ( Renaud Camus) وفحواها ان فرنسا تعيش عملية استبدال الشعب الفرنسي والاوروبي بشعب اخر غير اوروبي قادم من افريقيا ما وراء الصحراء ومن المغرب العربي .هذه العملية ستوءدي لامحاله بالإضافة الى التغيير السكاني الى تغيير حضاري ايضاً. أما سبب ذلك كله فهو ان النخب المتعولمة في فرنسا وفي اوروبا عموماً تشجع على استعمار اوروبا من قبل العرب والأفارقة بهدف الحصول على يد عاملة رخيصة ومطيعة ، وهم يبررون ذلك بالتراجع الديموغرافي وشيخوخة السكان المتعاظمة .
وبناء على ذلك فان الأرتفاع المستمر في اعداد المهاجرين القادمين سنويا ،بالاضافة الى معدلات الأنجاب المرتفعة نسبيا لديهم سيوءديان لا محالة مع مرور الوقت الى تحول سكان البلاد الأصليين الى أقلية وستفرض عليهم ثقافة مختلفة عن ثقافتهم الأصلية.
على ان الخبراء العاملين في هذا المجال ينتقدون بشدة هذا التحليل لأنه لا يستند في نظرهم الى اي اساس واقعي .
- اولا لأن نسبة المهاجرين القادمين سنويا الى فرنسا من أوروبا وآسيا واميركا واوقيانيا تبلغ اكثر من54% اما القادمين من افريقيا والمغرب العربي فهي أقل من 46% يضاف الى ذلك أن نسبة السكان الفرنسيين من أصول مهاجرة لا تزيد عن 10% من مجموع السكان ،وهي اقل بكثير من نسبة المهاجرين بين سكان كل من المانيا واسبانيا.
ومع أن الارقام التي ذكرناها صادرة عن باحثين ومراكز دراسات معروفة بجديتهأ فان زيمور يصر على استخدام أرقام مبالغ فيها وغير صحيحة بهدف بث الخوف لدى المواطنين الفرنسيين بهدف كسب تاييدهم .
على ان سبب النقص المستمر في عدد السكان في كافة الدول الاوروبية مرده الى مايسميه بعض الباحثين ( الانتحار الجماعي) اي الهبوط المستمر في عدد السكان بسبب اهمال الطبقة السياسية بكافة اطيافها الموضوع الديموغرافي وعدم اتخاذ الأجراءات الكفيلة بتشجيع زيادة معدل الولادات سنويا لدى الأسر الفرنسية.
ورغم ذالك ،
يستمر زيمور في ديماغوجيته ويصر على انه سيطرد كل المهاجرين ،الشرعيين وغير الشرعيين... كما انه سيلغي القانون الذي ينص على حق كل مولود على الأرض الفرنسية باكتساب الجنسية الفرنسية.
- الحلقة الثانية: فيشي وابادة اليهود