بيروت | Clouds 28.7 c

اردوغان حيران / بقلم حسن صبرا

 

اردوغان حيران / بقلم حسن صبرا

الشراع 8 أيّار 2022


قدم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اوراق اعتماده الى اميركا والاتحاد الاوروبي عبر طائرة بيرق دار  المسيرة bt2 .. وقد اثبتت فعاليتها عند الاوكرانيين الذين الحقوا بالروس عبرها خسائر فادحة وإذلالاً  شديد الوطأة على فلاديمير  بوتين وبحريته عبر إغراق الطراد الروسي موسكوفا في قعر البحر الاسود نتيجة احداثيات وفرتها طائرتا  بيرق دار  التركية استخدمها الاوكران لقصف الطراد بالصواريخ الاميركية..

فضلاً عن تدمير مئات الدبابات والعربات المصفحة وناقلات الجند الروسية..


لا شك ان اردوغان شديد الفخر بصناعة هذه الطائرة التي تحمل اسم حامل العلم (بيرق دار ) وقد حمل هذا العلم تركيا الى عشرات الدول التي اقبلت على شرائها لفعاليتها ورخص ثمنها خصوصاً بعد نجاحها الساحق (مع مسيرات العدو الصهيوني) في معارك اذربيجان ضد ارمينيا في نزاعهما حول نوجورني كاراباخ...


اردوغان واحداً من الذين اعادوا الإعتبار للحلف الاطلسي الذي كان قادته يعتبرون ان تركيا قبل اردوغان هي القوة البرية الثانية في الحلف بعد الولايات المتحدة الاميركية فلما جاء اردوغان الى السلطة في تركيا تراجع الدور التركي السياسي والامني والعسكري في هذا الحلف حتى جاء الغزو الروسي لاوكرانيا فأعاد الإعتبار للدور التركي خصوصاً في المجال العسكري ليس بحجم الدبابات التي يمتلكها ولا بأعداد ونوعية الطائرات او الصواريخ… بل ببيرق دار الطائرة المسيرة ..وبطبيعة الحال لن يفوت اردوغان فرصة كهذا كي يحقق مكاسب سياسية واقتصادية ومالية من اميركا واوروبا وسريعاً في ظل الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تضغط عليه فضلاً عن تراجع قيمة الليرة التركية امام الدولار واليورو والاسترليني..


ولكن،


وايا تكن مكاسب اردوغان من الغرب فإن عليه الا ينسى انه شريك مع روسيا  وبإرادته وبالجغرافيا في عدة مناطق في العالم بدءاً من أن  نحو ربع سكان شبه جزيرة القرم التي استعادتها روسيا من اوكرانيا  عام 2014من الاتراك…

فضلاً عن العنصر التركي في جمهوريات الاتحاد الروسي هذا اولاً


ثانياً قد ينقلب السحر على الساحر في موضوع المهجرين السوريين في تركيا  كيف؟ 


كان اردوغان كلما اراد الضغط على اوروبا يهدد اتحادها بإغراقه بملايين المهجرين السوريين..

الآن يمكن لبوتين ان يبتزه هو شخصيا بإغراق تركيا بأكثر من مليوني سوري من محافظة ادلب التي لجأ اليها مئات الالاف من ابناء سورية بسبب العدوان الروسي على مناطقهم وهرباً من البراميل المتفجرة وتنفيذا لصفقات عقدها اردوغان مع بوتين..

الآن يمكن لبوتين ان يستخدم الاسلوب نفسه فيصعد عدوانه على ادلب ضد السوريين الذين لن يبقى امامهم إلا الهروب الى تركيا نفسها…

وهنا يواجه اردوغان مشكلة مزدوجة:

  1. الأولى: ان مناخاً عاماً يتصاعد في تركيا شعبياً ضد المهجرين السوريين لاسباب مختلفة..
  2. الثانية: ان تركيا واذا لم تسارع دول الاتحاد الاوروبي الى احتضان مهجري سورية كما تحتضن مهجري اوكرانيا سيواجه ضغوطا ومشاكل اقتصادية واجتماعية وامنية وادارية تضاف الى ما يعانيه النظام كله من هذه المعضلة!


يبقى امراً آخر في العلاقات التركية مع روسيا وهو:

امكانية استخدام بوتين لسلاح الحذر والمنع ..!


اي ان بوتين سيمنع ايصال المنتوجات الزراعية الروسية الى تركيا كما سيفرض حظرا على السياحة الروسية الى تركيا بما يجعل هذه البلاد السياحية تعاني مثلما عانت مصر وشرم الشيخ تحديداً  من حظر بوتين السياحة الروسية الى مصر بعد تفجير طائرة مدنية روسية بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ عام 2015..


نعم، 


يستطيع اردوغان ان يقول ان شركة خاصة تركية هي التي باعت مسيرات بيرق دار الى اوكرانيا 
ويستطيع ان يقول انه قام بوساطات مباشرة بين بوتين والرئيس الاوكراني فلاديمير زيلنسكي..

ولكن،

الى ان يقتنع الدب الروسي بمبررات اردوغان يكون الصوت التركي في الانتخابات الرئاسية قد نزل في الصناديق مفضلاً شخصاً آخر غير اردوغان وهو التحدي الاعظم امام هذا الحاكم المتلون..

لذا يبدو اردوغان حيران..


الشراع