بيروت | Clouds 28.7 c

انفصام شخصية / بقلم حسـن صبرا

 

انفصام شخصية / بقلم حسـن صبرا

الشراع 14 أيار 2022


من يقرأ الغضب العربي واللبناني ضد العدو الصهيوني في قضية اغتيال العدو للإعلامية الفلسطينية المظلومة شيرين ابو عاقلة يجزم ان فلسطين ما زالت هي قضيتهم المركزية كما كانت طيلة عقود وان إسرائيل هي عدوتهم الاولى وأنهم واقفون على رجل واحدة في انتظار الهجوم على العدو وان قلوبهم مؤتلفة في مواجهته..

لكن,

من يقرأ كتابات وخطابات لبنانيين وعرباً آخرين ضد الجهة الوحيدة التي ما زالت تحتفظ بسلاحها لمقاتلة هذا العدو وهو حزب الله يرى انفصام شخصية مرضية بقول الشيء وعمل نقيضه الى درجة ان لائحة مرشحين في بيروت اعلنت انها مستعدة للتحالف مع العدو وحتى مع ابليس ليخلصها من الاحتلال الفارسي وكاتبها يقصد حزب الله!!


انها مسافة ايام بين هذا الكلام الغريب وبين هذا الاحتشاد الكلامي المجاني في الغضب لإغتيال الاعلامية الفلسطينية…

والغريب ان مقتل شيرين على يد العدو الصهيوني والحقد علىى حزب الله الذي يحشد القوة الفعلية التي تخيف هذا العدو يسيران جنباً الى جنب من دون ان يجعل الحاقد بحق على إسرائيل يخفف حقده المبالغ فيه على المقاومة الوحيدة الباقية ضد العدو الصهيوني..


نعم هناك اسباب مختلفة لهذا الحقد على المقاومة منها:


١- انها مقاومة شيعية ضد العدو الصهيوني وفي ميزان الصراعات لا يريد بعض السنة تسجيل سبق للشيعة في هذا المجال...

ولكن لماذا  لا يكون السنة جزءاً من هذه المقاومةً؟

وهل يعدل حزب الله توجهه فيسمح لأصدقائه السنة الكثر في لبنان  بأن يكونوا جزءاً من هذه المقاومة كما هي في غزة مثلاً؟

وهل يقبل السنة على هذه المقاومة وهي حتماً ستكون تحت قيادة حزب الله موضوعياً وعملياً؟...

الامران وجهان لعملة واحدة وتكاد العلاقة بينهما  تكون جدلية..

هل فان الاوان؟

نجزم بأن الوقت ما زال متاحاً ولتكن العصبية اسلامية- عروبية ، وليخفف حزب الله من عصبيته الشيعية لمساحة اوسع نحو الاسلام والعروبة وهو اقدم على ذلك فعلاً بتبنيه لقضية فلسطين العربية - الاسلامية، وهو لا يستطيع الا ان يعطي ايران حقها لاسباب لا يجوز ان تخفى على احد..


٢- ان حزب الله يدعم  واحدًا من اعتى واظلم وافسد الانظمة في التاريخ وهو نظام آل الاسد في سورية ويدعم في لبنان افسد سياسي مر في تاريخه وهو نبيه بري واكره من مارس السياسة في لبنان الفاسد الكبير وهو الصهر الصغير جبران باسيل فكيف تستوي مهمة حزب الله  المقدسة في القتال ضد العدو الصهيوني في فلسطين  مع دعم افسد من عليها في سورية وفي لبنان؟

ولكن لو كان حزب الله اقدم على تغيير سياسته تجاه آل الاسد في سورية وتجاه بري وباسيل في لبنان هل كان المزاج السني ليتغير ؟ سؤال افتراضي ينطبق عليه مقولة:

زرعنا اللو طلعت يا ريت!!


هنا يطرح السؤال الجوهري والمبدئي:

هل يقدم خصوم نظام الاسد ضمانة اذا اسقطوه ان يستمر خط امداد حزب الله من ايران عبر العراق فسورية الى لبنان من اجل قتال العدو الصهيوني؟

هل يقدمون ضمانة قبلها بأن تكون سورية جبهة مواجهة ضد العدو لإنهاء الصفحة السوداء التي اختفى خلفها آل الاسد وهي دعم حزب الله في قتاله إسرائيل من لبنان  وصمت جبهة الجولان صمت القبور من اجل بقاء نظامهم الاستبدادي الفاسد؟ 


وهل تصبح جبهتا لبنان وسورية جبهة واحدة ذات اغلبية عربية وسنية في سورية وذات اغلبية عربية وشيعية في جنوبي لبنان بدعم السنة ومباركة ايران؟ 


   المأساة الفعلية ان الدول العربية بمعظمها تسير في اتجاه علاقات عار مع العدو الصهيوني في وقت تعطي فيها الاولوية ليس لدعم لبنان المقاوم بل لمحاصرته خدمة للعدو الصهيوني نفسه .. والمشين فعلاً ان تبرر لها فعاليات لبنانية هذه الخيانة ثم تبكي على شيرين ابو عاقلة ليلاً لتهاجم حزب الله ليلاً نهاراً


الم نقل لكم اننا نعاني كمجتمع عربي مرض انفصام الشخصية ؟ 


حسن صبرا 
الشراع