بيروت | Clouds 28.7 c

الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت...قتلوا لبنان ويبحثون عن الفاعل/ بقلم: أحمد حازم

 

مساحة حرّة/ الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت...قتلوا لبنان ويبحثون عن الفاعل بقلم: أحمد حازم

الشراع 6 آب 2022

في سنوات السبعينيات كتبت مقالاً في صحيفة لبنانية قلت فيه:

 

" لقد ظلموا بيروت عندما قالوا عنها انها باريس الشرق، لأن الأصح أن يقولوا ان باريس هي بيروت الغرب".

 

قد يقول قائل ان في الأمر مبالغة، لكني أستند في قولي إلى أني أمضيت جزءاً من حياتي في بيروت دراسة وعملاً وبحكم معرفتي الأكثر من جيدة في هذه العاصمة الفريدة من نوعها عربيا وأعني قبل الحرب الأهلية منتصف عام 1975التي ضربت لبنان، الذي أعرف طبيعته السياسية وتركيبته وساسته من فاسدين ومرتشين وانتهازيين ومتآمرين على شعبهم.

 

لبنان شهد عدة أزمات وخرج منها، لكن ما حل بلبنان في العام 2020 لم يشهد له التاريخ مثالاً.

 

ففي الرابع من شهر أغسطس / آب من ذلك العام وقع انفجار شديد في مرفآ بيروت، الذي يعتبر أحد أهم المرافيء في المنطقة إن لم يكن أهمها على الإطلاق. ففي العنبر رقم 12 في المرفأ بدأت الحكاية منذ العام 2014. في هذا العنبر قام عديمو الإنسانية والضمير والفاسدين بتخزين كميات كبيرة من نترات الأمونيوم . وقد انفجر العنبر كليا حيث أدى الانفجار الذي يعد أحد أكبر الانفجارات غير النووية المسجلة في العالم، إلى دمار هائل بالمرفأ وفي الأحياء المجاورة.

وبالرغم من مرور عامين على الانفجار المروع، لايزال مشهد الصوامع المدمرة يؤلم اللبنانيين إلى اليوم، ولا يزال لبنان عاجزاً (نظريا) عن اكتشاف المسببين للحدث، وعملياً يعرفون بالأسماء والتواريخ من الذين تسببوا في هذا الإنفجار. هم يعرفون ولا يتكلمون، لا أحد يملك الجرأة على قول الحقيقة. كلهم ساكتون:

 

قضاة ساسة جنرالات، كلهم خائفون من الموت إذا تكلموا.

رئيس الحكومة السابق سعد الحريري قال في تغريدة له على "تويتر": "انفجار 4 آب:

 

جرح عميق في قلب بيروت لن يلتئم الا بسقوط اهراءات التعطيل والاستقواء على الدولة والقانون وتصدع صوامع الاهتراء السياسي والاقتصادي وعروش الكراهية والتعصب الطائفي.

 

العدالة لبيروت وأهلها وتخليد ذكرى الضحايا فوق كل اعتبار. لن ننسى".

 

هكذا بكل سهولة يقول الحريري لا ننسى. لكن عدم النسيان فقط يا دولة الرئيس لن يجلب القتلة والفاعلين الى قفص المحكمة،

أما رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي، فقد واسى شعبه بطريقة أخرى، إذ قال في تغريدة على تويتر إنه "يوم حزين لن ينجلي سواده قبل معرفة الحقيقة الكاملة، لترقد أرواح الضحايا بسلام وتتبلسم قلوب ذويهم.

لن يستقيم ميزان العدالة من دون معاقبة المجرمين وتبرئة المظلومين، ولا قيامة للبنان من دون العدالة الناجزة، مهما طال الزمن".

لا أعرف عن أي عدالة يتحدث ميقاتي في بلد لا يعرف كلمة عدالة، فكل شيء في هذا البلد "مباح ومخربط" والقوي يأكل الضعيف والقوي هو الذي يقرر وليس العدالة التي يتحدث عنها نجيب ميقاتي.


كان الله بعون شعب لبنان.