بيروت | Clouds 28.7 c

: آخر الأخبار

"السامريون"…من هم؟/ كتب: محمد المشهداني

 

"السامريون"…من هم؟/ كتب: محمد المشهداني

الشراع 21 اب 2023

 

قراءة تعريفية 


معنى كلمة السامري يعني المحافظ ،وهو مصطلح عبري منشق من الشامري. 

 


هم من أقدم الطوائف الدينية في العالم في عصرنا الحالي ،ويعتبرون أنفسهم من السلالة الحقيقة لبني إسرائيل ،واتباع النبي موسى الاصليون الذين خرجو من مصر إلى فلسطين .

 


حافظوا على نقائهم العرقي قبل حوالي اكثر من 3600 عاما.

 


يعتبر السامريون ان تاريخهم يرجع إلى بداية الخلق ،مع النبي ادم ،ويعتقدون أن نبي الله ابراهيم هو جدهم العشرين ،وان  الله بعث النبي موسى ابن عمران ليحررهم من عبودية فرعون ( فرعون هو حاكم مصر المعروف والذي ورد ذكره في القرآن الكريم ، ومن المضحك ان ينسب البعض نسبه اليه فخراً واعتزازاً ) فقادهم إلى الأراضي المقدسة ليدخلوها بقيادة يوشع بن نون.

 

تقول الرواية السامرية ؛ ان نبيهم نصب خيمة على قمة جبل جرزيم _ نابلس. لتكون مقرا للكهنة .

 


ظل بنو إسرائيل شعبا بقيادة موحدة خلال سنوات  الرضا ، حتى نشأت خلافات بينهم أدت لعدة أسباب وانقسامات، نتج عنها الاختلاف بين اليهود والسامريين.

 

وعلى مدى قرون نأى السامريون بأنفسهم عن اليهود ،وتوالت الحروب بينهما حتى زحف قائد  المملكة الشمالية والجنوبية نبوخذ نصر بجيوشه واحتل بلاد الشام ، وسبى الكثير من اليهود والسامريين لسنوات.

 

وفي عهد الإمبراطورية الرومانية و البيزنطية دمرت منازلهم وقتلت إعداداً كبيرة منهم ، ما أدى إلى تناقص مجموعتهم .

 


يعتبر السامريون انهم أثناء العهد الإسلامي ، عاشوا في أمن واستقرار واستقرت قبائلهم في القرى والمدن المحيطة  بنابلس ،واعتنق الكثيرون منهم الإسلام .

 


ترتكز الشريعة السامرية على الوصاية العشر التي نزلت على النبي موسى :ويؤمنون بخمسة أركان أساسية وهي

 

وحدانية الله

ونبوءة موسى ابن عمران

والتوراة

وقدسية جبل جرزيم

واليوم الآخر 


ومن دونها لا يعتبر الشخص سامريا

،يقدسون يوم السبت ويصلون فيه ولا تجوز لهم مزاولة اي عمل مهما كان نوعه، والصلاة عندهم للتقرب من الله تعالى صباحا ومساء، يؤدونها طوال الاسبوع ويصومون يوما واحدا في العام ،وهو يوم الغفران كبارا وصغارا ،وهو فرض على الجميع.

 

يؤدي السامريون الزكاة ويحجون في السنة ثلاث مرات إلى جبل جرزيم ،حيث أماكنهم المقدسة.

 

السامريون لا يأكلون اي طعام مطبوخ خارج بيوتهم ،ويحرمون اللحوم المذبوحة على غير شريعتهم.

 

تناقصت إعداد الطائفة ووصلت إلى إعداد منخفضة وصلت بنحو 146 شخصا في العام 1917. وحاليا يبلغ عددهم حوالي 800 شخصا يسكن نصفهم في جبل جرزيم، والنصف الآخر في منطقة حولون في فلسطين المحتلة. 

 


يتزوجون فيما بينهم فقط ،وحين شح وجود الفتيات او النساء اجيز لهم الارتباط من خارج الطائفة بشرط التحول إلى الديانة السامرية،

اما المرأة السامرية فلا يحق او يجوز لها الزواج لغير سامري، ابدا واذا فعلت فإنها تخرج من الطائفة او الديانة. 

 

السامرية..

 

لهم مدرسة يتعلمون فيها أركان الدين ويشتهرون بالعمل في التجارة خصوصاً  بالوساطة بين الفلسطينيون والاحتلال الإسرائيلي ،وينخرط جزء منهم في الوظائف الحكومية الفلسطينية.

يتحدثون اللغة السامرية وتعتبر من أقدم اللغات في العالم تقرا من اليمين  إلى اليسار.

 


اللغة العبرية القديمة وتتكون من 22 حرفا انتشرت روايات ..تنسب للسامريون ممارسة طقوس السحر والشعوذة، لكنهم يرفضونها ويؤكدون ان السحر (والشعوذة) محرم في شريعتهم التوراة القديمة  ،ويقولون أنهم بالمقابل يقرؤون الطالع من خلال علوم الفلك ،وتحليل الاسم وتاريخ الميلاد الشخص .

 

ترتبط الطائفة بعلاقات قوية ووثيقة مع أهالي نابلس ،وتجمعهم العادات الاجتماعية المتشابهة.

 

السامريون يعتبرون أنفسهم جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني، ويرفضون اعتبارهم يهودا …

 

وقد منحهم الرئيس ياسر عرفات مقعدا في البرلمان الفلسطيني، لكنهم لا يفضلون الانخراط والدخول في العمل السياسي ،ويقولون أنهم يؤمنون بالسلام ويرون أن إقامة دولة فلسطينية امر ضروري لتحقيق السلام،


 يحملون الجنسية الإسرائيلية لكن دون أن يتنازلوا عن هويتهم الفلسطينية و كذلك الجنسية الأردنية. 

 


يؤمن السامريون بأن النبي موسى هو آخر الانبياء من  بني إسرائيل وينظرون نظرة إيجابية اتجاه الديانة المسيحية ،ويرون ان دين  الإسلام هو أقرب الديانات اليهم على الرغم من  أن الديانة السامرية تعتمد على التوراة، الا انها تختلف عن التوراة اليهودية يعتبرونها محرقة.

 


 يقول السامريون انهم يحتفظون بأقدم نسخة من التوراة كتبت بعد وفاة النبي موسى. ب13 عاما باللغة العبرية القديمة ،وتتكون من خمسة أسفار فقط ،هي التي يؤمنون بها ولا يذكر مكانة لمدينة القدس وتقول ان الموضع المقدس لبني إسرائيل هو جبل جرزيم المقدس وليس القدس اما التوراة اليهودية فيعتبرونها كتابات تاريخية جرفت الديانة الأصلية .

 


لم يسلم السامريون من مضايقات الاحتلال الإسرائيلي الذي يضع مناطق سكانهم ضمن تقسيمات اتفاق أوسلو، كما تغلق السلطات  الإسرائيلية المحتلة المنطقة التي يحجون إليها والتنقيب عن الآثار في جبل جرزيم.

 

محمد المشهداني

 الشراع