"
النجف الأشرف و القضية الفلسطينية" الجزء الثاني
كتب: محمد المشهداني
الشراع 21 تشرين ثاني 2023
وللمرجعية الدينية دور كبير في القضية الفلسطينية في عهد المرجع الديني السيد محسن الحكيم ،في هذا الجانب دور كبير من قبيل التفاعل مع القضية الفلسطينية ،حيث دعا المسلمين كافة للتعبئة والتصدي للغزو الصهيوني في العام 1967. وكذلك رفض اعتراف الحكومة الايرانية آنذاك بدويلة إسرائيل، كما كان له موقف واضح عند حرق المسجد الاقصى من قبل الاسرائيليين وفي العام 1969. حيث اصدر بيانا حمل فيه المسؤولية على الصهاينة.
وفي العام 1967شن العدو الصهيوني عدواناً على الدول العربية فبعث المرجع الديني السيد محسن الحكيم برسالة إلى محمد رضا بهلوي شاه إيران ،يدعوة فيها إلى الاهتمام بقضايا العالم الإسلامي، واتخاذ موقف لدعم الشعب الفلسطيني المسلم، وقضيته الشرعيه كما وارسل رسالة طويلة إلى المؤتمر الإسلامي المنعقد آنذاك في المملكة الأردنية الهاشمية، يدعو فيها زعماء العرب والمسلمين إلى تطهير فلسطين من دنس الصهاينة. بعدها انتهت الحرب بالنكسة التي خيمة هزيمتها على الجيوش العربية فكانت مواقف علماء الإسلام المشهودة والمعروفه ….فقد أصدر الامام ا
الخميني من مدينة النجف الأشرف ،فتواه بتحريم اي نوع من العلاقات السياسة والتجارية ، مع الغرب وحرم كذلك بيع النفط. حيث أن شاه إيران يبيع حوالي مليون برميل يوميا للعدو الإسرائيلي ،وما مواقفه التي اتخذها في إيران بعد الثورة التي قادها ، الا امتداد لذلك الموقف. وكذلك أقام المرجع الديني السيد ابو القاسم الخوئي مجالس تابينية على ارواح الذين سقطوا من اجل فلسطين في يوم 5 من شهر يونيو / حزيران في العام 1967. وبعث برسالة إلى رئيس الوزراء الإيراني الأسبق امير عباس هويدا. طالبه فيها بقطع العلاقات مع إسرائيل، وأشار إلى ضرورة قطع النفط عنها ومساندة البلاد العربية والإسلامية. و كذلك تبنى السيد محسن الحكيم السعي للمنظمات والفصائل الفلسطينية لتحرير أرضها، فكان مندوبو وممثلو منظمة التحرير الفلسطينية يراجعون المرجع الديني السيد محسن الحكيم في شؤونهم، وكانت مرجعيته
ترعى حملة واسعة وكبيرة لجمع التبرعات لاسناد العمل الجهادي الفلسطيني .
واستمر الحال حتى حركة العام 1968. حيث قوض حزب البعث جميع الجهود العراقية الداعمة لموقف القضية الفلسطينية الشرعية. اخذ حزب البعث جميع الجهود في العراق و كذلك يضيقون على الإخوة الفلسطينيون والعمل المقاوم الفلسطيني ورهنوا جميع الامور بأيديهم. بعدها فلم يسمحوا لاي جهة بالتحرك لسيطرة لذلك على العمل والوضع الفلسطيني حتى ان مندوب منظمة التحرير وفد على المرجع الديني السيد محسن الحكيم وهو يبكي حاملا كتابا سريا كان قد صدر من مجلس قيادة الثورة معمما إلى جميع دوائر الحكومة العراقية يبين فيه حدود العمل الفلسطيني وطلب المندوب من السيد محسن الحكيم ان يتوسط لدى الحكومة ويضغط عليها من أجل رفع يدها عن هذا الأمر فطرح السيد محسن الحكيم هذا الموضوع خلال اللقاء الذي جرى بينه وبين رئيس الجمهورية آنذاك ولكن دون جدوى او رد يذكر.
وان لأسرة السادة آل الحكيم بكل شخصياتهم لهم دور ومواقف داعمة للقضية الفلسطينية المباركة.
وفي العام 1973. يوم 8 من شهر أكتوبر. وجه السيد الخوئي نداء إلى كافة المسلمين يدعوهم للتعاون مع الجيوش العربية عقب اندلاع الحرب التي شنتها مصر وسورية على العدو الإسرائيلي الذي كان محتلا سيناء وهضبة الجولان المحتل. جاء فيه لقد قامت القوى الكافرة بغزو قسم كبيرمن الأراضي الإسلامية وفي ضمنها المسجد الأقصى الشريف وقد كابد المسلمون ما كابدوه طوال السنوات الماضية وقد صمموا في الشهر المبارك وهو شهر الله العظيم مستمدين العون من الله تعالى على الدفاع عن أراضيهم، فالواجب الديني يحتم علينا أن نوحد الكلمة، ونقوم بنصرة المدافعين عن الإراضي الإسلامية بما يلزم من العون والمساعدة.
وفي يوم 26 من شهر أكتوبر العام 1973. حضر السيد الخوئي وعدد من علماء وشخصيات حوزة النجف الأشرف إلى المرقد العلوي المبارك ،وكان من بينهم السيد محمد باقر الصدر والشيخ محمد تقي الجوائري والسيد نصر الله المستنبط والسيد علي الحسيني السيستاني. واحتشد فيها آلاف الجماهير من أبناء العراق والنجف الأشرف للاستماع إلى الفتوى التي دعا فيها السيد ابو القاسم الخوئي المسلمين إلى الجهاد من أجل مناصرة الجيوش العربية المشاركة في الحرب ضد العدو الإسرائيلي.
وللسادة آل الصدر بمختلف شخصياتهم دور ومواقف مهمة وداعمة للقضية الفلسطينية المباركة
ويقول المرجع الديني السيد محمد باقر الصدر: "أيها المسلمون إننا أحوج ما نكون دائما، وفي هذا الظرف العصيب بالذات، ونحن نواجه أكبر خطر يهدد الإسلام ،وهو متمثل بالغزو الصهيوني الغادر"، كان في ذاك الوقت غزواً لجزء من لبنان، وصدر هذا البيان: ،ويقول: "إننا أحوج ما نكون إلى الشعور الحقيقي بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى لإنقاذ أرضنا المغتصبة وإرجاع فلسطين إلى دار الإسلام، وإن التصميم والعزم والإخلاص والإرادة في العمل الجاد والابتعاد عن مظاهر الانحلال والتفسخ"، نعم هذا الرجل عبقري. الله عز وجل له حكمة في اختياره وأخذه، إذا فتشت بين الحروف والكلمات تجد المعاني جدا مطابقة، ماذا يقول والابتعاد عن مظاهر الانحلال والتفسخ، الآن ماذا يفعلون؟ ينشرون كل مظاهر الانحلال والتفسخ والدعوة للشذوذ الجنسي، دعوة للميوعة الأخلاقية، لذلك يقول السيد الصدر:" يجب أن يكون هناك تصميم وعزم وإخلاص وإرادة في العمل الجاد والابتعاد عن مظاهر الانحلال والتفسخ" هذا أمر غير عادي. اليوم نحن نُحارب، هنالك حرب شرسة.
وكما قال المرجع الديني السيد محمد محمد صادق الصدر. عن الثورة والحركة الفلسطينية ان الشعور بالوحدة والتضامن مع الثورة الفلسطينية المجيدة التي كانت ولازالت تعطي سيل المضحين انتصارا للحق المغتصب واحتجاجا على الظلم المكثف والاجحاف الحقيقي الموجود في تلك البلاد المسلمة من قبل المستعمرين الصهاينة .ومن هنا تأييدا بمجمل الحركة الفلسطينية والثورة الفلسطينية ونخص بالتأكيد منهم أؤلئك الذين يشعرون بالمسؤولية الإسلامية وعاطفتهم الدينية وهما العم الأغلب فيما اعتقد ،وننصح الباقين منهم إلا أن يميلوا إلى هذا الطريق ويلتفتوا إلى الدين الحق ويصلحوا بذلك ايهما بدنياهم اخرتهم، ولا تغرنهم الشعارات البراقة ،والتي لا تفيد بالواقع الا الإبقاء على إسرائيل وقوتها، كما ثبت ذلك ولا زال يثبت التجارب المستمرة هذا ولو استطعنا من موقعنا هذا ان مدالثورة الفلسطينية بالفكر أولا وبالمال والرجال ثانيا وبشكل نضمن ان فيه رضا لله سبحانه وتعالى فعلنا. ويوجد بعض الأشخاص القلائل خلال السنين المتأخرة ممن يسأل عن تكليفه الشرعي بالمشاركة في الثورة الفلسطينية او العمل ضد العدو الغاشم هناك .ومثل هذه الفرد لا ينبغي نهبه او تثبيط عزمه وشل إرادته بل ينبغي دفعه و تأييده ونصحه بالالتحاق بعد أن يحرز بطبيعة الحال إخلاص القيادة التي يريد الانتماء إليها منهم.
وهنا بعبارة المعروفة و الشهيرة وبقوله كلا كلا إسرائيل _ كلا كلا أمريكا _ كلا كلا استعمار _ كلا كلا يا شيطان.
وأخذت القضية الفلسطينية مكانا مهما لدى المرجعية الدينية العليا المتمثلة بالسيد علي السيستاني اهتماما كبيرا اي عندما ارتكب العدو الصهيوني مجزرة جنين في العام 2002. والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى بعدها أصدر مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني بيانا أدان فيه هذه الجريمة جاء فيه.
ان الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم يقتضي أن لا يهنأ في مطعم او مشرب إلى أن يكفوا عن إخوانهم وأخواتهم أيدي الظالمين المعتدين.
وفي العام 2004. اغتال العدو الصهيوني مؤسس حركة المقاومة الإسلامية _ حماس. الشيخ أحمد ياسين في قطاع غزة. بعدها أصدرت المرجعية الدينية في النجف الأشرف بيان تعزية جاء فيه. وفي صباح هذا اليوم وفي جريمة بشعة ارتكبها العدو الإسرائيلي حيث فقد الشعب الفلسطيني المظلوم احد رجاله الأبطال العالم الشهيد الشيخ أحمد ياسين تغمده الله بواسع رحمته. الذي كرس حياته لخدمة وطنه ودينه وأصبح مثالا يحتذى به في الصبر و المقاومة وأننا إذ نعزي إخوتنا وأخواتنا في فلسطين العزيزة وسائر المسلمين في هذا الخطب الفادح والمصاب الجلل نستنهض أبناء الأمة العربية والإسلامية لرص الصفوف وتوحيد الكلمة والعمل الجاد في سبيل تحرير الأرض المغتصبة واستعادة الحقوق المسلوبة.
وبعدها تأثرت أوضاع اللاجئين الفلسطينييون في العراق بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بعد العام 2003. بعدها تقدم وزير الدولة الفلسطينية لشؤون اللاجئين عاطف عدوان في يوم 9 من شهر أبريل العام 2006. برسالة إلى المرجع الديني السيد علي السيستاني يطلب منه إصدار فتوى تمنع التعرض للفلسطينيين فأتت الرسالة الجوابية بما نصه.
الدكتور عاطف إبراهيم عدوان المحترم وزير الشؤون اللاجئين في السلطة الفلسطينية .السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد نعقيبا على رسالتكم الموجهة إلى السيد السيستاني نحيطكم علما بأنه سبق لسماحته ان اكد مرارا وتكرارا على لزوم رعاية حقوق اخوتنا اللاجئين الفلسطينيين وعدم التعرض لهم بالاذى وقد أجرى مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني اتصالات بالجهات الرسمية ذات العلاقة لحثهم على توفير الحماية لهم ومنع الاعتداء عليهم وسنواصل العمل في هذا الاتجاه ان شاء الله تعالى.
وبعدها في العام 2008. أصدر مكتب المرجع الديني السيد علي السيستاني بيانا أدان فيه الهجوم الوحشي للعدو الصهيوني على قطاع غزة. جاء فيه أن الامتين العربية والإسلامية مطالبتان أكثر من أي وقت مضى باتخاذ مواقف عملية في سبيل وقف هذا العدوان المتواصل وكسر الحصار الظالم المفروض على هذا الشعب الأبي.
وفي العام 2017. قررت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للعدو الإسرائيلي. فصدر تصريح من مكتب السيد علي السيستاني جاء فيه. ان هذا القرار مدان ومستنكر وقد أساء إلى مشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين ولكنه لم يغير من حقيقة أن القدس أرض محتله يجب أن تعود إلى سيادة أصحابها الفلسطينيين مهما طال الزمن ولا بد ان تتضافر جهود الأمة وتتحد كلمتها في هذا السبيل.
وفي العام 2020. سعى العدو الصهيوني إلى ضم أجزاء أخرى إلى أراضيه وتهجير الفلسطينييون كذلك أدان المرجع الديني السيد علي السيستاني هذه الجريمة. وفي العام ذاته أصدرت المرجعية الدينية بيانا حول المواجهات الجارية في فلسطين المحتلة جاء فيه. ان المواجهات العنيفة التي تشهدها ساحات المسجد الأقصى وسائر الأراضي المحتلة هذه الأيام تظهر بلا شك مدى صلابة الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال الغاشم واعتداءاته المستمرة وعدم تخليهم عن أراضيهم المغتصبة مهما غلت التضحيات.
وفي يوم 6 من شهر آذار/ مارس العام 2021. زار بابا الفاتيكان بابا الكنيسة الكاثوليكية المرجع الديني السيد علي السيستاني في مدينة النجف الأشرف _ العراق فكان حديث وكلام السيد علي السيستاني مع البابا فرنسيس في هذا اللقاء التأريخي عن الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.
واخيرا في يوم 7 من شهر أكتوبر العام 2023. عملية الطوفان الأقصى. هذه العملية الذي قامت بها حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية بعملية واسعة النطاق من الهجمات والرشقات الصاروخية والعمليات البرية حيث سيطرت فصائل المقاومة الفلسطينية على عدة مستوطنات وخاضوا اشتباكات عنيفة ضد العدو الإسرائيلي وعلى إثر ذلك أصدر الكثير من البيانات والمواقف من الشخصيات الدينية والسياسية العراقية لا سيما مكتب المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني. الذي جاء فيه.
يمر قطاع غزة في هذه الأيام لقصف متواصل وهجمات مكثفة قل نظيرها وقد أسفر حتى هذا الوقت عن سقوط اكثر من ستة آلاف من المدنيين الابرياء بين شهيد وجريح وتسبب في تهجير أعداد كبيرة منهم عن منازلهم وتدمير مناطق سكنية واسعة ويستهدف مختلف المناطق حتى لم يعد هناك مكان آمن يأوي إليه الناس وفي الوقت نفسه يفرض جيشه الاحتلال حصارا خانقا على القطاع شمل في الآونة الأخيرة حتى الماء والغذاء والدواء وغيرها من ضروريات الحياة ملحقا اكبر الأذى بالاهالي الذين لا حول لهم ولا قوة وكأنه يريد بذلك الانتقام منهم وتعويض خسارته المدوية وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة ويجري هذا بمرأى ومسمع العالم كله ولا رادع ولا مانع بل هناك من يساند هذه الأعمال الإجرامية ويبررها بذريعة الدفاع عن النفس ان العالم كله مدعو للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لالحاق مزيد بالشعب الفلسطيني المظلوم ان إنهاء مأساة هذا الشعب الكريم المستمرة منذ سبعة عقود بنيله لحقوقه المشروعة وإزالة الاحتلال عن أراضيه المغتصبه هو السبيل الوحيد لاحلال الأمن والسلام في هذه المنطقة ومن دون ذلك فتستمر مقاومة المعتدين وتبقى دوامة العنف تحصد مزيدا من الأرواح البريئة ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
ودور العراق والنجف الأشرف كبيرا جدا في القضايا العربية والإسلامية والقضية الفلسطينية المباركة ودعمهم للمقاومة الشرعية في مواجهة أنواع العنجهية الصهيوينة ومختلف أنواع الاستعمار والاحتلال. للبلاد الإسلامية والعربية.
محمد المشهداني _ الشراع