الجريمة بين اللبناني الصابر والسوري الهارب.../ كتب: الدكتور احمد عياش
الشراع 19 ايلول 2023
صار لافتاً للانتباه ،ازدياد مشاركة السوريين في جرائم القتل في لبنان ،فاليوم وحده تحدث الاعلام عن جريمة في بلدة البساتين قرب عاليه ،ساعد فيها سوريان امرأة لبنانية بقتل الزوج اللبناني وجريمة اخرى في جبيل راح ضحيتها سوري و زوجه على يد سوريين آخرين ...
يبدو ان اللاجىء والنازح والمهجّر والهارب، وحتى المحتال السوري عندما يغادر بلده تزداد عدوانيته ،الى جانب حاجته للعيش بحدّ ادنى من الكرامة ،وهذه العدوانية المكبوتة من جانب الهارب السوري لاعتبارات كثيرة اقلها حالة القمع الفكري من مخابرات النظام من ناحية ،ومن ناحية أخرى من قبل الاطراف المتمردة على النظام التي تجعل حرية التعبير صعبة كي لا نقول جريمة اضافية...
يستسهل الهارب السوري جريمة القتل، اكثر من الصابر والصامد اللبناني عند الكلام عن الدين و عن الشرف، وعند الثأر لانهم مثلث فكري مقدّس غير قابل للمساومة في بيئة العائلة والعشيرة والقوم ،وما شخصية ابو عنتر وشبريته في صح النوم، و لا شخصية العقيد ابو شهاب والنمس في باب الحارة ،ولا باقي الشخصيات في مسلسلات الدراما السورية بمخيلة كاتب انما اسقاطا لعقليات اجتماعية سائدة ومحاولات لمعالجتها فنياً.
من اكثر اسباب القتل .
حقيقة البرمجة الفكرية لاي شخص فإن كانت البرمجة الفكرية حاصلة وفق معطيات ممنوع السكوت عنها الا باستخدام الشدة ،تكون النتائج بالتأكيد جرائم قتل...
من العوامل المساعدة لاحتقان العنف وانفجاره، في لحظة ما مؤاتية شعور الهارب السوري انه مرفوض من الجماعات اللبنانية، كي لا نقول انه صار مكروها لقناعة لدى اللبنانيين ان فقراء السوريين ينافسونهم على لقمة العيش ،ويزيدون من مأساتهم المعيشية ما جعل الفقير اللبناني يحقد على الفقير السوري ويتمنى له السوء.
الحقيقة ان اوغادا في سورية تسببوا بخراب بيوت السوريين ،ما ادى الى تهجيرهم الى لبنان ليقفوا عن غير قصد امام لبنانيين فقراء دمرحياتهم اوغادا لبنانيين آخرين...
يظن اللبناني ان الفقير السوري يحصل على مساعدات و تأمينات دولية، لا يستطيع هو الحصول عليها بينما هو غير قادر ان يحاسب اي فاسد لبناني تسبب بقهره، وبفقر حاله ولان اللبناني غير قادر على مواجهة اوغاده ولان السوري غير قادر على مواجهة اوغاده في بلاده يصبح تفريغ شحنات العنف باتجاه من يظنونهم الاضعف ، او من يظنونه خصما او عدوا محتملا او حتى من يظنون بموته فرصة نجاة لهم من مآسيهم ...
يظن هؤلاء انهم بارتكابهم الجريمة يحسنون من وضعهم النفسي والمادي، و ربما البعض بقتلهم الاخر انما ينتحرون على يد القانون اللبناني.
انه اكتئاب السفر او الهجرة او الهرب او اقتحام المجهول.
اقل ما يمكن ان يحمل السوري الهارب معه ،هو عنفه المكبوت واغلب الذين يدخلون لبنان خدموا كعسكر في الجيش و ذاقوا الامرّين، ولم يكملوا تعليمهم الثانوي اي ان محدودية العلوم والثقافة يؤدون دورا اساسيا في محدودية الذكاء الاجتماعي ، ما يجعلهم عنيفي السلوك عندما يشعرون بالخطر...
ماذا تنتظر من عامل سوري مسكين ،يقف على خشبة مربوطة بحبلين ليصبغ الجدار بالباطون ،عند الطابق الرابع عشر من دون اي احتياطات الزامية للنجاة...؟
اللبناني الصابر، والسوري الهارب او الباقي في بلاده لديهم الاسباب كافة لارتكاب العنف ولاستعمال الشدة ،وحتى القتل ومن ينتظر من اللبناني الصابر المدعوس ومن السوري الهارب اخلاقا و دروسا وعِبر واهم جدا...
ليعلم الجميع ،انهم جرائم مؤجلة تارة بالقانون وتارة من خارجه...
ليست الملوخية التي تسببت بالجريمة، ولا حتى السمّ بل اضطرابات نفسية نتيجة تراكمات لضغوطات العيش ،يحتار فيها المرء ،كيف يعالج نفسه، ويبدو ان البعض اختار معالجة فوضى احاسيسه وفوضى افكاره عبر القتل...
في احيان كثيرة يقتل اللبناني السوري ،انما لا يضخم الاعلام الخبر.
تكاثر الجرائم نتيجة طبيعية لوضع مأزوم غير طبيعي.
من ينتظر الاخلاق من الناس عليه ان يعالج اوهامه...
تباً وسحقا للذي تسبب بخراب سورية ،ومن تسبب بافلاس الدولة اللبنانية ،اذ هم المجرمون الحقيقيون المتروكون بلا حساب...
#د_احمد_عياش.
الشراع