بيروت | Clouds 28.7 c

الجنس في الجنة حقيقة ام وسيلة لتجنيد ((الدواعش))  - تحقيق: هلا بوط

ضجة وردود فعل على كلام الشيخ خالد الجندي:لا جنس في الجنة الدواعش يوقفون جرائمهم

((لعلهم يفقهون)) هو برنامج على محطة DMC الفضائية التي تعبر في أحيان كثيرة عن وجهة نظر الحكومة المصرية وأجهزتها.. مرت فيه عشرات الشخصيات، وعبر أشهر طويلة ما لفتت أنظار مشاهدين.. فكانت واحدة من البرامج التي تضج بها المحطات المصرية لتغطي ساعات الليل والنهار بالدين وبرامجه ومشايخه وفتاواهم.. تطعم المشاهدين منها وتسقيهم وتوجههم وتسيطر على حياتهم في أوسع عملية استلاب للثقافة والفكر والعلم والسياسة نحو الدين.. والدين وحده.

لكن الشيخ خالد الجندي المقرب أيضاً من الحكومة وأجهزتها أدخل الحياة الى هذا البرنامج عبر قوله في حلقة فيه ما يلي: ((في الآخرة، عندما نموت، لا أعضاء تناسلية، لا أدوات التناكح المعروفة، يعني الأدوات التناسلية انتهت وظيفتها الدنيوية، وتحولت الى شكل آخر، وأي حديث سوف ترونه او آية قرآنية يقصد بها التقريب والتمثيل وليس المطابقة)).

الجندي قال: كل شيء سوف يخضع للتعديل، قائلاً للمشاهد انت رضيت انه سوف يحدث تعديل في الأرض، وتعديل في الوقت وفي النوم والشرب والتعب.. قبلت هذه التعديلات ولا تعلم انه سوف يحدث تعديل في مناطق اللذة وضعها الله في نص بالمخ، ويمكن ان يحول هذه اللذة الى العين او كف اليد.

ويتساءل الشيخ الجندي: هل يمكن ان تكون مناطق اللذة نفسها المعروفة عند الانسان؟ طبعاً.. الناس الذين لا يستطيعون ان يستوعبوا هذا، لن يفهموا ما أقوله.

ضجت وسائل الاعلام المصرية بحديث الشيخ خالد الجندي.. ولأنه رجل دين، وقد اقتحم مساحة مغلقة تماماً إلا على ((الدواعش)) وجماعات الاسلام المتطرف وقلعته في الأزهر، فإن خصوم الحكومة وجدوها فرصة لضرب مشروعها النظري في تعديل مناهج الأزهر وما اطلق عليه إسم الاصلاح الديني.. هيهات!!

فتنة البوابة

صحيفة ((البوابة)) التي يرأس تحريرها عبدالرحيم علي التي نشرت رأي الشيخ خالد الجندي وصفتها بأنها فتنة، واستدرجت ردوداً متناقضة في تفنيد الفتوى، كما كل فتاوى مشايخ هذا الزمان وكل زمان، فإن الشيخ الجندي ليس جاهلاً كي يطلق هذه الفتوى، وليس غبياً كي لا يدرك انها ستمر من دون ردود عنيفة ضده.

رأي الشيخ خالد في نفي وجود الجنس في الجنة، هو رد عملي وإسقاط لمزاعم التطرف الظلامي العدواني ضد المسلمين (والبشر أجمعين) الذي يستقطب الشباب بالجنس، وتحديداً بتوزيع بطاقات الحصول على عشرات الفتيات الحور العين الأبكار في الجنة التي يصعدون اليها اذا قتلوا وأحرقوا وقطعوا رقاب بشر معظمهم ليس له أي علاقة بأي مشروع سياسي او فكري.

الشيخ الجندي يسقط من مشروع ((داعش)) وشقيقاتها أهم مرتكزاته وهو الذي يستقطب عبره الشباب، أي الجنس في الجنة، أي الحور العين مقابل قتل النفس والناس، وبث الخراب والكراهية، وتيتيم أطفال وأرملة نسوة.

وقبل الشيخ خالد الجندي (المصري) كان المفكر (العراقي) محمد حسن آل ياسين يشرح عبارة الحور العين بأنها تشمل الرجال كما النساء.. وقد فند هذا الشرح بالتفصيل في حوار وزع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. قد نعود اليه فيما بعد. لكننا نذكر ما نسب الى الرسول العربي حديثه: ((ان الجنة ليست مقتصرة او خاصة بالرجال من دون النساء، بل هي عدت للمتقين من العباد)). والله تعالى قال: ((ومن يعمل من الصالحات من ذكر وأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة)).

كلام الشيخ الجندي يمكن ان يكون حائط سد ضد التغرير بالشباب للقتل في الأرض مقابل الجنس في الجنة.. لكن قلعة التطرف الديني المتمثلة بالأزهر ومناهجه وفتاواه ومشايخه هي التي تهدم هذا الحائط ليظل التطرف سائداً ولتظل دعوة القتل التي تمارسها ((داعش)) مستمدة من هذه القلعة.. ويقولون لك ان الأزهر هي حضن التسامح؟!! فما تولى الرد والصد ضد كلام الشيخ الجندي.. إلا مشايخ من الأزهر وكلهم يستندون الى كتابات اسلامية وفتاوى دينية وسير السلف.. هذه قلعة التطرف.

 

((الشراع))، تعرض اضافة الى ما ورد تحقيقاً يتضمن حوارات مع الداع الشيخ خالد الجندي الذي نفى وجود الجنس في الجنة، ومع الشيخين ياسر عودة وأحمد الكردي والبروفيسور الأب يوسف مونس، وتحقيقاً آخر من مصر يتضمن الردود على ما قاله الجندي.

فتنة الجنس في الجنة

*أنس بن مالك نسب للرسول ان المؤمن يعطى في الجنة قوة جماع كبيرة ويحددها استاذ دراسات قرآنية في الأزهر بأنها بقوة مائة رجل في الجماع!؟

*مدير فتوى الأوقاف: الجنس في الجنة موجود كنصوص في القرآن

*الانجاب في الجنة وقف على طلب الرجل

*ينسب الترمذي حديثاً للنبي: المؤمن اذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسِنّه في ساعة كما يشتهي

ردود قوية

الشيخ خالد الجندي الداع وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ألقى، حجراً في الماء الراكدة ليفجر ما أطلق عليه فتنة ((الجنس في الجنة)) بنفيه وجود علاقات جنسية في الجنة، واختفاء الأعضاء التناسلية، وبطلان مهمتها، وتلاشي هذه الأعضاء بتوقف وظيفتها، نافياً مسألة الزواج من الحور العين، أو التناسل، أو وجود الحيض والنفاس والولادة، و ((الاستحلام))، والشهوة، و((التغوط)) وهي الحاجة إلى دخول دورة المياه، فما بين قاعدة ((لا نعبدك طمعاً في جنتك أو خوفاً من نارك بل نعبدك لأنك أهل لذلك، وبين قاعدة أنت أهل للعطاء ولا طمع إلا في وجهه، أتت تصريحات ((الجندي)) لتثير ردود أفعال علماء الدين في خلاف كامل مع ((الجندي)) في خناقة على ((الحور العين))، وكانت ردود أفعالهم كالتالي: كما وردت في جريدة ((اليوم السابع)) المصرية:

العلاقات الجنسية بالجنة

شن أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر الدكتور عبدالفتاح خضر، هجوماً على الداعي خالد الجندي، قائلاً: يثير البلبلة مع قرين له لشغل الرأي العام في فروع الدين لإحداث ضجة إعلامية في الوقت الذي ينشغل فيه العالم ببيع التقنيات لنا بالمليارات، فبدلاً من إثارة هذه الأمور هو ومن معه ((الهلالي))، كان يجب عليهما التركيز على تنمية وبناء الذات ودفع الناس للعمل بعيداً عن أحاديث الجنس والشهوة والمساس بأمور المواريث وغيره.

وأضاف خضر، نحن بحاجة إلى العمل والانشغال بقضايا كبرى، مضيفاً ليست هذه أصول الدين، ومع ذلك نقول أن شهوة العاطفة لا الحاجة هي التي تقود المؤمن في الجنة لطلب الملذات، فما يطلبه المؤمن من أكل وشرب في الجنة ليس بسبب الجوع بل من باب شهوة العاطفة أنه يريد التلذذ بطعم الأكل لأن الجنة لا يوجد فيها جوع بل للتلذذ بشهوة العاطفة.

وأشار خضر، إلى أن العلاقات الجنسية موجودة في الجنة بالطريقة نفسها وهي التلذذ بنعيم الجنة للمؤمن، ولمن ترك الحرام في الدنيا لوجه الله فيمنحه الله إياه للتنعم والتلذذ به ومنه الحور العين، وأن يعطى الرجل الواحد قوة 100 رجل في الجماع، وذلك بنص أحاديث ثابتة في مسألة قوة العلاقة، أما وجود الحور العين والعلاقة نفسها فدل عليه قوله تعالى: ((وزوجناهم بحور عين))، و((وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)) ما يدل على وجود شهوة، ووجود حور عين، مضيفاً قد يختلف شكل العلاقة لكنها موجودة بشهوة موجودة في الإنسان.

 ولفت خضر، إلى ما رواه الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنَ الْجِمَاعِ))، مدللاً بالحديث على وجود الجماع، والعلاقة الجنسية بل ومضاعفتها في الجنة.

كذلك قال مدير عام فتوى وزارة الأوقاف الدكتور نوح العيسوي: إن العلاقات الجنسية في الجنة موجودة بنصوص القرآن والأحاديث، ولم ينكرها أحد بل هناك اتفاق حولها، ولا يوجد خلاف في هذه الأمور بين العلماء إلا في القدرة على الانجاب من عدمه، حيث نصت أحاديث نبوية على أن الانجاب يكون تلبية لرغبة الرجل بأن يأتيه الطفل في ساعة مكتملاً.

وأضاف العيسوى ((أنَّ العُلَماء اختلفوا في ذلك، فقال بَعْضهم هناك توالد ونسْل، مُسْتَدِلِّين بحديثٍ رَوَاه التِّرمذي بسند حسن: ((المؤمن إذا اشتهى الوَلَد في الجنة كان حمله ووضعه وسِنُّه في ساعة كما يَشْتهي)) قال الترمذي: ((اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: في الجَنَّة جماع ولا يكون ولد، وهو مروي عن طاووس وعن مُجاهد والنخعي، وقال إسحاق بن إبراهيم في هذا الحديث: إذا اشتهى ولكن لا يشتهي، لافتا إلى أن هناك رأييْن في التَّوالد، قال بعضهم: لا توالد، وقال بعضهم الآخر: فيه توالد ولكن إذا اشتهى الرجل ذلك، ويكون الحمل والوضع والسن- الذي يريده الإنسان طِفْلاً أو شابًا مثلاً - في ساعة أي زمن وَجيز، وهذا الكلام قيل: إنه موقوف لم يُرفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: مرفوع إليه بإسناد حسن، أو كالمرفوع إليه، لأنه لا مجال فيه للرأي.

 ومن جانبه قال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً الشيخ عبدالحميد الأطرش، لقد أعد الله لأحبابه وأوليائه فى الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولقد ورد أن الانسان في الجنة يتزوج من الحور العين بما شاء، ربما يتزوج الانسان من الحور العين 10 أو 20 أو 50، مع زوجه في الدنيا وتكون زوجه في الدنيا هي سيدتهم، والحور العين كما قال ربنا لم يطمسهن أنس قبلهم ولا جان، وخلقهم الله تبارك تعالى لأهل الجنة وهم في الجنة .

وأضاف الشيخ عبد الحميد الأطرش ((أن حياة الانسان في الجنة أنهم لا يتغوطون ولا يتبولون كما يحدث في الدنيا ويأكلون ما يشاؤون من الثمار والفواكه وما لذ وطاب إلا أن هذه الفضلات تخرج على هيئة عرق وريح هذا العرق كريح المسك، والانسان في الجنة بمجرد أن يطرأ على باله نوع معين من الفاكهة أو الطعام أو النساء يأتيه، وليس في الجنة حقيقة حياة جنسية مثل حياتنا من جماع ومنى وما إلى ذلك، وإنما هي شهوة قدرها الله تبارك وتعالى لمن أراد به خيراً ودخل الجنة فيعيش في الجنة يتلذذ بكل نعيمها وكل ما حرم منها في الدنيا يجدها في الأخرة .

وقال الداعي الإسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف الشيخ احمد المالكي، أن استناد الشيخ خالد الجندي للآية القرآنية ((يوم يفر المرء من أبيه)) في غير محله لأن المقصود بها يوم القيامة والحساب ومعنى الكلام هنا الانسان كل في شأنه، وتعبير القرآن مجازي بمعنى كل واحد حينها شأنه وعمله وسؤاله الذي يسأل عنه بين يدي الله تبارك وتعالى فقط متسائلاً ما هو وجه الربط بين هذه الآية وبين العلاقة الجنسية في الجنة؟ ولكن الشيخ خالد الجندي وصفها بالفرار ما بين الذكر والأنثى والزوج والزوج.

 وأوضح الشيخ أحمد المالكي في تصريح ((أن علماء الدين  على رأيين في مسألة العلاقة الجنسية في الجنة، موضحاً أن الرأي الأول يقول أن الانسان في الآخر ستنعدم حواسه التناسلية عندما يدخل الجنة والرأي الأخر فيه علاقة لم نعرف كيفيتها القرآن لم يذكر شيئاً عن هذه العلاقة .

وتابع الشيخ أحمد المالكي، أن الرأي الأول الذي يرى بأن ليس هناك علاقة جنسية وليس هناك علاقة بين ذكر وأنثى في الجنة، لأن الجنة مرفعة عن أمور الدنيا واستندوا إلى الآية القرآنية بسورة الأعراف التي تقول ((فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ))، وبالتالي لا يوجد أعضاء تناسلية وبالتالي لا يوجد جنس في الآخرة، عموماً جنة ونار، وأن الله لم يخرج آدم من الجنة بسبب معصيته وأكله من الشجرة وإنما أخرجه لما بدت سواتهما والمقصود هنا ((ظهور العضو التناسلي والجنة مرفعة عن ذلك فأخرج منها لعالم آخر)).

 واستطرد الشيخ أحمد المالكي أن الرأي الثاني يرى أن القرآن الكريم ذكر الزواج في حور عين لكنه لم يتكلم عن تفصيلات حول العلاقة ، وذكر الخطاب عام، والخطاب في الآيات عام وربما مقصود منه بعدم وجود علاقة جنسية بالآخرة و الله اعلم بمقصوده من آياته والعلماء المفسرين فهموا هذا التفسير على قدر عقولهم، فالأمر ما بين أمرين هل في الجنة علاقة جنسية ما بين الذكور والأناث أم  ليس في الجنة علاقات جنسية، واذا كان في الجنة علاقات جنسية فهنا السؤال الذي يطرح نفسه اذا كان هناك علاقات جنسية ما شكلها ؟

 وتابع  الشيخ أحمد المالكي، أن  القرآن الكريم لما نزل يخاطب العالمين خاطب الناس بصورة مفهومة وليس بأمور معقدة يصعب فهمها، وخاطب الناس بأمور معهودة ومعروفة حتى لا يستشعروا أن الكلام صعب، وفي الوقت نفسه يستشعرون أنه بيان من الله العالم بأمور البشر، جاء القرآن يحدثهم قدر عقولهم .

الجنس في الجنة حقيقة ام وسيلة لتجنيد ((الدواعش)) - تحقيق: هلا بوط

 

*عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الداع المصري الشيخ خالد الجندي لـ ((الشراع))

  • - لا جنس ولا نكاح في الجنة
  • - اختفاء الأعضاء التناسلية، لبطلان مهمتها. الجنة فيها خمر بدون سكر
  • - من يروج ان هناك جنساً في الجنة، يكون من دعاة تجنيد الشباب في ((داعش))

*الشيخ ياسر عودة لـ ((الشراع)):

  • - يوجد حياة جنسية في الجنة
  • - الحور العين لا يقتصر دورهن على الجنس فقط في الجنة
  • - من يثير هذه الآراء المناقضة للقرآن يهدف الى إسقاط الاسلام

*رئيس محكمة جبل لبنان الشرعية السنية الشيخ احمد الكردي لـ((الشراع)):

  • - مخطىء من يظن ان لا حياة جنسية في الجنة
  • - من مات عازباً في الدنيا، يزوجه الله في الجنة
  • - يوجد جنس في الجنة ولكن لا يوجد ولادات
  • - من يشكك ويتكلم بفساد نية يهدف الى تشكيك المسلمين بدينهم

*البروفيسور الأب يوسف مونس لـ ((الشراع)):

  • لا يوجد جنس في الجنة، هذه كذبة كبيرة ووهم.
  • نظرية النكاح والجنس في الجنة هو لاغراء البعض للالتحاق بـ((داعش))
  • يستخدم الجنس للتحفيز على الذبح والقتل

 

في وقت يغزو فيه العلم باحات الفضاء، يختلق البعض منا معركة جانبية مرتبطة بعالم الآخرة، ويتساءل كثير منهم عن كيفية ممارسة الجنس في الجنة، وكيف تتحدث الأرواح عن الجنس، بل كيف يتعاملون فيه، فلطالما شكل الجنس حيزاً، وأصبح هو الشاغل للكثير من العقول، ليؤرق جوارحهم حتى وهم يدعون الى الجنة، ويتحدثون عن الدار الآخرة، ويقفون موقف الوعاظ والخطباء، يقولون عن الله وهم أبعد الناس عنه، حديثهم حديث السفهاء، نواياهم شيطانية تتسلل الى العقول الخربة..

وفي الحديث عن الجنس في الجنة، لم يقتصر الأمر على إظهار الجنة بأنها مرتع للجنس ونعيم بالنساء فحسب، بل نجده يخلط بين المتع الحسية والجسدية، وكذلك الخوض في قدسية الجنة ومكانة الأرواح وعالمها، ليسلبها مكانتها العظمى في كافة الأديان، وقد ذهب الأمر بعيداً متمثلاً في استغلال الارعابيين والجماعات التكفيرية للشباب من المراهقين، والايحاء لهم بأنهم اذا قاموا بعملية انتحارية وقتلوا ودمروا، فإنهم يصبحون شهداء، وحال موتهم ستستقبلهم الحور العين في الجنة على أسرّة حمراء.

بين من يعتبر الحرية الجنسية فساداً وبغاء تحرّمه الديانات وآخر يراه حرية جسدية وفكرية، وبعد ان كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الجنس في الجنة، يدفعنا شغف القارىء الى اكتشاف هذا المجهول وتحكيم العقل والفكر لنناقش مسألة الجنس في الجنة.

هل حقاً يوجد الجنس في الحياة الأخرى؟ وهل حقاً سيفوز المرء في عالم الجنان بالحور العين؟ فالأمر بات بين أمرين: هل في الجنة علاقة جنسية ما بين الذكور والاناث ام ليس في الجنة علاقات جنسية، هنا السؤال الذي يطرح نفسه: اذا كان في الجنة علاقات جنسية فما شكلها؟

أما عن بعض الآراء التي جذبت الانتباه في قضية الجنس في الجنة، كان لـ ((الشراع)) حوار من القاهرة مع الشيخ خالد الجندي، الداعي وعضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية، والذي بدأ حديثه بالقول: ان الجنة فيها متعة جنسية، ولا توجد بها ممارسة جنسية، واتبع حديثه ان الجنة بها أشياء وليس بها أشياء، فالجنة بها حياة وليس بها موت، والجنة بها يقظة وليس بها نوم، والجنة بها خمر وليس بها سكر، والجنة بها ديمومة وليس بها ملل، والجنة بها راحة وليس بها تعب، والجنة بها ظل وليس بها حر، والجنة بها ذكريات وليس بها حنين، والجنة بها ولدان وليس بها إنجاب، والجنة بها أكل وشرب وبها حور عين. وأكد الشيخ الجندي اختفاء الأعضاء التناسلية، وبطلان مهمتها، وتلاشي هذه الأعضاء بتوقف وظيفتها، نافياً مسألة الزواج من الحور العين او التناسل او وجود الحيض والنفاس والولادة والاستحلام والشهوة والتغوط، وهي الحاجة الى دخول دورة المياه. واستطرد الجندي في حديثه لـ ((الشراع)) مؤكداً ان الجنة لا جنس فيها لأن الأجهزة التناسلية للانسان تختفي، لأنه ليس في حاجة الى كل الغرائز بلا استثناء التي ابتلى الله بها الانسان على وجه الأرض لتستقيم الحياة. الجنة ليس فيها جنس وليس فيها خوف، بل تنعدم فيها معظم الغرائز، واستشهد على حديثه بقاعدة ((لا نعبدك طمعاً في جنتك او خوفاً من نارك، بل نعبدك لأنك أهل لذلك))، وقاعدة انت أهل للعطاء ولا طمع إلا في وجهه.

وأما عن دعاوى بعض مشايخ السلفية المتشددة والذين يقولون الجنة بها الحور العين ليتزاوج منها المسلمون، وان لكل فرد الكثير من الحور، فيقول الشيخ خالد الجندي ان الحور العين لا يمكن ان ننكر وجودهن وان الحور العين من الأمور الثابتة لأهل الجنة بنص القرآن والسنة، ومن ينكر وجودهن فهو آثم وكافر وخارج من الملة، وأما عن مسألة نكاحهن فهذا ضلال، لأنه لا يوجد في الجنة نكاح ولا يوجد ما يدل من القرآن ان هناك نكاحاً بين المؤمنين والمؤمنات فيها، ولكن كافة الآيات تحدثت عن الزوجية في الجنة، والزوجية هي الاقتران، لأن النكاح له لفظ، والزواج له لفظ، فالزواج اقتران أي ان يتمتع كل منهما بالآخر من غير الممارسة الجنسية والحور العين للتلذذ والتمتع، وليسن للممارسة، وأما من يروّج ان هناك زواجاً وممارسة جنسية مع الحور العين، فهم من دعاة التضليل، وكي يتم من خلاله تضليل وتجنيد الشباب للانضمام الى الجماعات الارعابية والتكفيرية.

 

الشيخ ياسر عودة: كل أنواع النعيم في الجنة

وفي ظل الالتباس في الآراء الفقهية حول هذا الموضوع، والذي أحدث لغطاً على الساحة العربية والاسلامية لدى العامة من الناس، كان لا بد لـ ((الشراع)) ان تطرح كافة الآراء الفقهية والشرعية على العديد من رجال الدين من مختلف الطوائف.

بداية التقت ((الشراع)) العلامة والمفكر الاسلامي الشيعي الشيخ ياسر عودة في هذا الحديث:

#أثير في الفترة الأخيرة موضوع الجنس في الجنة. هل هناك فعلاً جنس في الجنة؟

  • في الجنة توجد حياة أبدية، وكما أخبرنا رب العالمين في كتابه الكريم، انها حياة فيها كل انواع النعيم وكل ما تشتهيه الأنفس جزاءً للذين يؤمنون بالله وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأطاعوا الله سبحانه وتعالى ورسوله. الحياة الجنسية موجودة بالطبع في الجنة، والتي هي من ضمن النعيم الذي جعله رب العالمين لأهل الجنة، لكن التركيز من قبل البعض مع الأسف الشديد على هذا الموضوع، بحيث يصورون الجنة وكأنها حظيرة جنس، مؤسف جداً، لأنها جزء من هذا النعيم، أصبح البعض تفكيرهم في البنى التحتية فقط، وليس لديهم تفكير آخر، روحي او سمو. كان يوجد بعض الناس ومع الأسف الشديد لا يؤمنون إلا اذا أغريناهم بمثل هذا الموضوع عن الحور العين، لكن كم هي عدد الآيات في القرآن التي تحدثت عن هذا؟ ليس كثيراً على الاطلاق،  وربما ذكرهم رب العالمين من باب الترغيب ليس إلا، وعلى الانسان ان يرتقي في العبادة، وان لا يقتصر تفكيره على حاجاته الجنسية، بل في عظمة الله وقدرته وقوته فهو يستحق العبادة لأنه أعطى أحب فخلق، ولأنه أهل للعبادة فعبدناه. هؤلاء نمط من الناس يفكرون بهذه الطريقة، فتحدث اليهم بهذا الموضوع عن الحور العين وهناك قسم من الناس يفكرون بالارتقاء والسمو والعلو، فقال تعالى ((انهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر))، ويوجد فئة تفكر ويهمها الطعام والشراب، فذكرهم تعالى ايضاً في كتابه العزيز انه يوجد ما لذ وطاب في الجنة. اذاً، القرآن الكريم، أعطى كل انسان ما يشتهيه حتى يرغبه بالطاعة وبالعبادة، ولكن الهدف من الدين والاسلام هو الارتقاء بالانسان، ولأن الله سبحانه أحب الانسان فجعله خليفته، فعليه ان يرتقي ولا يبقى عند هذا التسافل في التفكير.

#هل فعلاً يوجد حور عين في الجنة. وما هو دروهن؟

  • طبعاًَ يوجد حور عين في الجنة، وذكرهن الله تعالى في بعض الآيات، ولا يقتصر دروهن على الجنس فقط، بل الأنس ايضاً، يأنس اليهن الانسان كما يأنس الرجل الى زوجه، وتتحول الزوج الى حور عين في الجنة، ((وألحقنا بهم أزواجهم وذريتهم))، كما قال سبحانه وتعالى.. الحور العين، هنّ وكما قلت، ذكرن من باب الترغيب في الكتاب الكريم ليس أكثر من ذلك, وللأسف، يوجد بعض المشايخ يذكرون أحاديث غير صحيحة من ان للانسان ألوف الحوريات في الجنة، هذا كلام فارغ وساذج والبعض يستعمله لترغيب الفكر التكفيري.

#وهل البشر سيكونون بشراً بأجسادهم ام بأرواحهم في الجنة، واذا كانوا بأرواحهم، كيف تتزاوج الأرواح؟

  • كما هو رأينا ورأي الكثير من العلماء، ان الانسان يحشر بجسده هذا، الذي أذاق ألم الطاعة وسيذوق حلاوة النعيم يوم القيامة، والجسد الذي أذاق حلاوة المعصية، هو بعينه سيذوق ألم العذاب يوم القيامة والدليل عليه من الآيات الكريمة كثير، ((كما بدأنا اول خلقٍ نعيده))، يعني رب العالمين يذكر انه كما خلقناكم أول مرة بجسدكم الدنيوي، سنعيدكم تماماً كما هو، واذا كانت الروح هي التي تُنعّم فهذا خلاف العدل، لأن الروح ليست أمراً مادياً، فلا تشعر بالأنس كما ذهب علماء آخرون، ولأن الجسد هو الذي تألم في طاعة الله، وحرم نفسه الكثير من المغريات الدنيا، لذلك، هو بذاته يعود ليتنعم.

#برأي سماحتك، هل هناك أهداف ما، من راء إثارة هذه القضايا؟

  • هذا الرأي موجود عند علماء الفلسفة، الذين تأثروا بالفلسفة التجريدية، وقالوا بأن المعاد روحاني وليس جسمانياً، ويوجد أشخاص كل همهم هو ان يعترضوا على الدين الاسلامي، فيطلقون مثل هذه الأفكار، ليس من باب انها بريئة، بل من اجل المساهمة في اثارة الشبهات حول الاسلام، والناس عندما تتأقلم مع هكذا أقوال، فستقول اذا كان المعاد روحانياً فلماذا نتعب أنفسنا، ويقنع نفسه الانسان انه كالذي استفاق من حلم، تألم فيه قليلاً خلال النوم، ولا أظن بأن إثارة مثل هذه الآراء بريئة، بل تهدف الى إسقاط الاسلام.

 

الشيخ احمد الكردي: الجنس موجود في الجنة

التشابه بين رأي الشيخ ياسر عودة والشيخ احمد الكردي واضح، حيث يؤكدان بحسب تفسير بعض الآيات القرآنية ان الجنس موجود في الجنة. وبدأنا حوارنا مع الشيخ احمد الكردي الذي يشغل منصب رئيس المحكمة الشرعية السنية في جبل لبنان بالسؤال التالي:

#ماذا عن المتاع في الجنة الذي تحدثت عنه بعض الآيات؟

  • الجنة هي دار الجزاء للمؤمنين، واذا دخل المؤمن الجنة، ودخلت زوجه معه الجنة أيضاً، فهي زوجه، ويتمتع بها كما كان يتمتعان في الدنيا، إلا انه ليس فيها ما يعكر خاطر المؤمن والمؤمنة، لذلك، قال الله تعالى: ((ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين)). كذلك، منح الله تعالى المؤمنين في الجنة، الحور العين، وهي من باب المكافأة لهم لعفهم وإيمانهم وصبرهم، وثبت ان الله تعالى يعطي المؤمن في الجنة، قوة مختلفة عن الحياة الدنيا، وبالتالي، فإن التخيل والتصور انه لا يوجد في الجنة علاقة جنسية بين الأزواج فيها، فهو مخطىء مئة بالمئة.

#يقول بعض مشايخ الفتوى، ان العلاقات الجنسية موجودة في القرآن الكريم والسنة، كيف ذلك؟

  • في القرآن الكريم، قال الله تعالى: ((وزوجناهم بحور عين))، كذلك بالسنة، ثبت ان المؤمن يعطى قوة أربعين رجل في الدنيا، كما جاءت الأخبار والآثار بذلك، اذاً لا ينكر ذلك أبداً لأنه موجود في كتب السنن والأحاديث الصحيحة.

#ماذا قال الائمة عن الجنس في الجنة؟

  • كل الأئمة، يعني الامام أبي حنيفة، والامام الشافعي والامام احمد والامام جعفر، حتى الصحابة الكرام والتابعون هذا الأمر فيه إجماع وليس اختلاف. فالاختلاف هذا موجود اليوم بسبب فلسفة بعض الأشخاص الذين يحاولون ان يفرقوا بين الدنيا والآخرة، ويعتبرون ان موضوع الجنس هو موضوع نقص، وليس قضية جبل الله تعالى النفس البشرية عليها، وحتى من مات عازباً في الدنيا، رجلاً كان او امرأة، كان في الدنيا مقهوراً، ولم تتهيأ له او لها الفرصة في الجنة يزوجهم الله سبحانه وتعالى ويعطيهم ما يجبر بخاطرهم، إلا انه لا يوجد في الجنة ولادات. الزواج موجود، والعلاقة كذلك، ولكن لا يوجد توالد، والله أعلم.

#برأيكم، ماذا يريد من يثير هذه القضايا؟

  • من يثير هذه المسائل، هم أناس ممكن ان يكونوا بسلامة نية، وقد يكونوا بفساد نية. فإذا كان الاحتمال الأول، فإن كلامهم يكون مبنياً على جهل وليس على علم، أما الذين يتكلمون بفساد نية، فهم يريدون التشكيك بالثوابت التي لا خلاف عليها، وهذا منهج متبع، لتشكيك المسلمين بأصول دينهم، حتى يبقى المسلمون بعيدين عنه كل البعد.

#وهل هناك أدلة بالقرآن الكريم والسنة على وجود جنس في الجنة، وهل إنكار الجنس في الجنة يحمي شبابنا من أيدي الجماعات التفكيرية؟

  • طبعاً الأدلة كثيرة، واذا عدنا الى سورة الواقعة، وسورة الرحمن، نرى الآيات التي تذكر أوصاف الحور العين، والتي وُعد بها المتقون المؤمنون جزاءً لهم لما صبروا ولما عانوا في هذه الحياة الدنيا، وتصوير الجنس بالصورة التي يصورها هؤلاء الارعابيون، هي خاطئة. نعيم الجنة، ليس فقط الطعام والشراب والزواج والنكاح، بل فيه التسبيح والذكر والحمد والشكر، وأعظم نعيم في الجنة، هو النظر الى وجه الله الكريم، وبالتالي، لا يصح ان ننكر وجود التزاوج في الجنة رداً على ما يثيره الارعابيون في موضوع الجنس والنكاح فيها. فقد قال الله تعالى في باب بيان ما أعده الله تعالى للمؤمنين في الجنة: ((يا عبادي، لا خوف عليكم اليوم، ولا أنتم تحزنون، الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، ادخلوا الجنة، انتم وأزواجكم تحبرون، يطاف عليهم بصحافٍ من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون)).

وفي آية أخرى، يقول الله تعالى: ((ان المتقين في مقام أمين، في جنات وعيون، يلبسون من سندس واستبرق متقابلين، كذلك وزوجناهم بحور عين لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان كأنهن الياقوت والمرجان)). كذلك روى البخاري ومسلم، عن ابي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله (ص)، أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء اضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون، ولا يمتخطون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوّة الأنجوج عود الطيب، وأزواجهم الحور العين على خلق واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاًَ في السماء متفق عليه.

وفي رواية للبخاري ومسلم: آنيتهم فيها الذهب، ورشحهم المسك، ولكل واحد فيهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم، والا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد يسبحون الله بكرة وعشيا..

وعن صهيب رضي الله عنه، ان رسول الله (ص) قال: اذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى: ((تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجينا من النار؟ فيكشف الله عز وجل الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب اليهم من النظر الى ربهم.

 

الأب يوسف مونس: لا جنس في الجنة

أما الرأي المسيحي، فكان مناقضاً تماماً لرأي المشايخ، ((الشراع)) التقت البروفيسور الأب يوسف مونس في هذا الحوار:

#هل يوجد جنس في الجنة؟ واذا كانت أرواحنا هي من تسكن الجنة، فهل تمارس الأرواح الجنس؟

  • ابداً، لا يوجد جنس في الجنة، هي أرواح خيولية لا تمارس الجنس، ومن عمل نظرية هذا الجنس والنكاح المقدس و.. فلكي يتم إغراء البعض كي يقاتلوا ويموتوا من أجل الصعود الى الجنة، هذه كذبة كبيرة ووهم كبير، خلقوه في دماغ من يتعلق بـ((داعش))، وأي شيخ يعطي فتوى عن الجنس في الجنة.

#يعني يتم استخدام الجنس للتحفيز على فعل الخير وتقديمه على انه جائزة في الدار الآخرة؟

  • نعم، ولكن يستخدم الجنس ليس على فعل الخير، وإنما على القتل والذبح وسبحان من حلّلك للذبح، لا توجد جوائز في الدار الآخرة، ومن هنا نحكم على أنفسنا، من الحياة يبدأ الحكم علينا، فنصل حاملين أحكامنا بكل ما فيها من حسنات وسيئات.

#هل الحديث عن جنس الجنان واللعب على العاطفة، وجهل العامة، يعود بنا للحديث عن صكوك الغفران التي كان تحدث عنها قساوسة اوروبا قديماً؟

- اللعب على العواطف موجود في كل العوالم وليس جديداً، ولكن يوجد فرق كبير بين العمليات بالغفرانات، الكنيسة الكاثوليكية تؤمن حقاً بالغفرانات للخطايا، بالدعاء والخير والمحبة، ولا نستطيع الربط بين ما هو اليوم وبين العصور الوسطى، لاهوت الغفرانات موجود.

وقبل الختام، همسة في أذن القارىء، فقد كان الأنبياء وأهل العلم أكثر الناس فهماً، وأعمق إدراكاً في التعامل مع الله سبحانه وتعالى، فلم يعبدوه من أجل الجنة ونعيمها، ولا خوفاً من النار وشرها، بل عبدوه حباً لذاته. فهل بات الهوس الجنسي جلياً حتى أصبح يؤرق أرواحنا فيما بعد الموت؟؟

تحقيق: هلا بلوط

 

الوسوم