بيروت | Clouds 28.7 c

العروبة في مأزق... سُنّة لبنان ايضاً! / بقلم حسن صبرا

 

العروبة في مأزق... 
سنة لبنان ايضاً / بقلم حسن صبرا 

الشراع 22 كانون ثاني 2022 


وليس ادل على مأزق العرب وسنة لبنان من حالة سعد الحريري وهو اقوى شخصية سنية في لبنان على الرغم من كل التراجعات والخطايا والاخطاء وضمور وضعه المادي..

والحصار السعودي- السوري له ..


حالة سعد الحريري الذي سينكفىء عن العمل السياسي بضغط سعودي تشرح حال العروبة من جهة ليصل الى المأزق الذي يعيشه سنة لبنان وهم يرون ان اقوى قياداتهم مصاب بحرم سعودي وكراهية سورية، ولولا ان دولة الامارات العربية المتحدة حضنته ليعمل على اعادة تكوين ثروة حبسها عنه شقيقيه واخوته ووالدتهم واهدر هو بقيتها لإنزوى سعد الحريري لاسباب مادية قبل اي اعتبار سياسي
ومن مفارقات السياسة والجغرافية ان التحدي الذي هرب منه العرب وهو قضية فلسطين هو نفسه الذي كان يمكن ان يعطي قيمة اكبر للدور السني في لبنان لو  ظلوا على مواقفهم السياسية السابقة على الاقل وهي مواقف نظرية قبل ان تنتقل الى مواقف فاجرة في التعاطي المباشر والمستفز مع العدو الصهيوني من دون اي مبرر امني او سياسي او جغرافي ...


والغريب ان الانظمة العربية التي تعترف بسقوط لبنان ضمن مشروع ايران في المنطقة بسبب قضية فلسطين لا تسعى لإسترجاعه من خلال فلسطين بل هي تحرض على القوة السياسية والعسكرية الوحيدة الباقية على سلاحها دفاعاً عن فلسطين...

وهو الممر الاساس لوجود ايران في لبنان وفي غزة تحديداً 

  •  اما اذا ارادت الانظمة العربية معاقبة لبنان والسنة تحديداً على عدم حمل السلاح لمقاتلة حزب الله وايران في لبنان فإن من حق السنة ان يسألوا هذه الانظمة لماذا لم تحملوا انتم السلاح لمقاتلة محتلي فلسطين؟
  • وان يسألوهم ايضاً: لماذا لم تواجهوا انتم ايران داخل العراق وداخل سورية بدلاً من الهروب من العراق ودعم نظام سورية؟


 اذا انكفأ سعد الحريري عن العمل السياسي في لبنان بضغط سعودي كما يقال فهي دعوة لتفتيت السنة في لبنان وهي دعوة لحمل نكرات في السنة ليكونوا واجهتهم فتتراجع قيمة طائفة العروبة لتصبح في حجم متمول تافه هنا ولص سارق هناك...

وهل لتافه ولص ومتمول ان يجتمع حولهم من يرون في انفسهم طلائع العروبة حاملة امانة فلسطين؟ 


واخيراً ودائماً


اذا لم يقتنع العرب ان قضية فلسطين تجمع وانهم ما تفرقوا الا عندما تخلوا عنها وأنهم قبل ان يلوموا سعد الحريري وسنة لبنان لأنهم لم يحاربوا حزب الله في لبنان  عليهم ان يلوموا انفسهم لأنهم تخلوا عن فلسطين...

واذا تحدثوا عن مشروع ايران التوسعي فعليهم ان يفهموا ان الطبيعة لا تحب الفراغ وهم لم يمتحنوا ايران ليكتشفوا إن كانت ستقاتل اسرائيل الى جانبهم ام انها ستهرب مثلهم ساعة الحقيقة...

ايران دعمت حزب الله طيلة 18 سنة لمقاتلة اسرائيل ونجحت في فرض انسحاب احتلالها للقسم الاعظم من الارض اللبنانية المحتلة وكانت النتيجة المأساوية ان إسرائيل ما زالت في قسم محتل من جنوبي لبنان بينما انسحب قسم مهم من العرب من لبنان، ومن بقي منهم فيه فالزيارات الدورية والبيانات الفصلية والتعاطف مع مآسيه الطارئة هي عناوين وجودهم 
في لبنان وجود ايراني فاعل ليس في الشيعة فقط 
في لبنان احتلال اسرائيلي في قسم من اراضيه . 
في لبنان يشهد وطن الثقافة العربية ومدرسة امتحانات كل الافكار والتيارات العربية انسحاباً عربياً وآخرها حتى الآن الزام سعد الحريري زعيم السنة الاقوى وروحهم العربية ينسحب تحت ضغط ما تبقى من ألعرب 
حسن صبرا
الشراع