بيروت | Clouds 28.7 c

أبشروا حزب الله بخير/ كتب: الدكتور حمود النوفلي (جامعة قابوس)

 

أبشروا حزب الله بخير/ كتب: الدكتور حمود النوفلي (جامعة قابوس)

الشراع 30 ايلول 2024


قرأت  الكثير من المقالات والتغريدات من أنصار المقاومة والغيورين عليها ،وقد تسرب إلى داخلهم الشعور باليأس والهزيمة والإحباط ،وكأن الحرب انتهت بانتصار الكيان الصهيوني!!
نود أن نطمئنكم  بأن ما حدث من اغتيالات لا يعد نصرا ولا جديدا لأول مرة يحدث،،.فقد تم اغتيال عشرات القادة من حماس ومثلهم من الجهاد الإسلامي وعشرات من قادة حزب الله، والسيد بنفسه تمت محاولة اغتياله في عام 2006 ثلاث مرات،
العالم الغربي ومعه مجموعة من العرب الذين يأتمرون بأمرهم ..اتقهروا بنصر 2006 ، فتخيل أن تجتمع عليك مخابرات أمريكا وفرنسا وبريطانيا والموساد والدول العربية الواقعة تحت أوامرهم،ونصف الحكومة أو الثلثين منها تم تحريضه ضدك، ونصف الشعب تم تحريضه ضدك، ومن يملك ويدير شركات الاتصالات والمطارات والبطاقات الذكية وإدارات الجوازات والبصمات الخ كل أو أغلب هؤلاء موالون  لأعدائك،
ومع كل ذلك استمر الحزب بكل قوته ولم يهزم ولم يستسلم، فحاولوا سحب سلاحه، وتعيين رئيس حكومة ورئيس جمهورية ضده ولم يبقوا وسيلة إلا واستخدموها حتى الحصار ومنع الوقود عن محطات الكهرباء وترك الدولة اللبنانية تدخل في الكساد وعدم القدرة على سداد الديون،  وكل ذلك لإرغام قيادات لبنان بمحاربة حزب الله أو طرده،
ولم يكتفوا بذلك بل شكلوا جيوشاً  جرارة من الدواعش والتكفيريين من كل بقاع العالم لمحاربة حزب الله لمدة عشر سنوات،
ومع كل تلك الضغوطات والازمات الحزب موجود ويزداد قوة في العدة والعتاد بأحدث الاسلحة من المسيرات والصواريخ البالستية، بل هو من دعم وأسند بالتصنيع والتدريب والخبرات بقية جبهات المقاومة في العراق وغزة واليمن، 
طبعا الفضل يعود لله أولا ومن ثم لدعم إيران المتواصل، فحتى في الاجتماعات اغتيل أكثر من مسؤول عسكري كبير إيراني، وهذا يدل أن إيران موجودة يداً  
بيد مع قيادة حزب الله في غرفة عمليات واحدة،
الحزب لديه بنية هيكلية قوية اقتصاديا وأمنيا وعسكريا وإداريا، وهذه الهيكلية بنيت منذ عقود، بل تخيلوا معي أن خليفة السيد جاهز في المنصب منذ عام 1992!
لذلك الضربات على الكيان الصهيوني لم تتوقف حتى ساعات مع الضربات والاغتيالات  .وهذا يدل أن نواب القادة الميدانيين ما زالوا يديرون  الخطة وإن اغتيل القائد الاكبر،
أما عن اغتيال السيد فذلك ليس عمل خارق قام به الكيان، فالضربة تمت في مقر القيادة، ومقر القيادة يعرفه عامة الشعب ومراقبة من يدخل به ويخرج سهل بالجو أو بالكمرات أو بالجواسيس والمناظير،
والمقر محصن تحت 14 طابق، ولكن نوعية القنابل المستخدمة لم تستخدم حتى في غزة، فهي أحدث ما توصل له العالم من قدرات، وطبعا الكيان يزود بها ويمكن الضربة أمريكية وليس فقط صهيونية.
مقتل  القادة الذين  تجاوزت أعمار غالبيتهم  65 سنة يفترض أ ن لا يحزننا ،فهم أحياء عند ربهم، وهنيئا لهم الموت بالقتل  وليس بمرض أو سكتة،
الذي يفترض أن يحزننا هو لو انتصر الكيان واستولى على الاسلحة واستطاع أن يحقق هدفه من الحرب وهو انسحاب الحزب وتوقف الصواريخ وإرجاع سكانه المهجرين،
ولكن الحقيقة أبشركم أن ذلك حلم وبعيد عن الواقع، فأسلحة الحزب باقية كاملة ولم تتأثر، والصواريخ والمسيرات لم تتوقف حتى في لحظة العزاء والحزن، والملايين يعيشون في الملاجئ، والحزب لم ينسحب شبراً واحداً بل قبل قليل هاجم قوة متقدمة وقصفها بالمدفعية وطرح أفرادها بين 
 قتلى وجرحى،
والحزب دمر مطارات وقواعد عسكرية ليس في الشمال فقط بل  وحتى في تل أبيب، ولكن العدو يتكتم على ما يتعرض له، وعملية الاغتيال والغضب أتى بعد الضربة لقاعدة الموساد والتي قتل فيها قادة كبار جدا، فالموساد أراد أن ينتقم بالرد بالمثل.
انظروا فقط ل3 أخبار بثت قبل قليل خلال دقائق وكيف تشعرنا بالقوة والبأس بأن حزب الله أدخل مليون صهيوني إلى الملاجئ وهو متعرض لقصف واغتيال قادته بالامس ومع ذلك هو يفعل بهم هذا،
خلال أيام وبعد انتهاء الترتيبات الامنية والعزاء سوف تسمعون صريخ وعويل الصهاينة وسيبدأ اللوم بينهم بإننا ليتنا لم نغتل السيد، فقد فتحوا عليهم جحيماً من كل الجبهات وهذا الجحيم لن يتوقف إلا بالتحرير وإنهاء الكيان مع ما سيحصل من دماء وتضحيات.
اطمئنوا إيران تدعم بقوة كل الجبهات وليس شرط أن ترد هي لتعطي لأمريكا والغرب مسوغ لتدميرها، وإنما يكفي أنها تمد كل هذه الجبهات بالمال والاسلحة، وستحاول إدخال أسلحة قوية لو سمحت لها الظروف، فلا تصدقوا أكاذيب صهاينة العرب الذين يريدون أن يحرفوا الأمور  ضد إيران حتى لا تكتشف الشعوب والجبهات أنهم هم شركاء مع الكيان الصهيوني في التجسس وتبادل المعلومات الاستخبارية مع الصهاينة، فيخشون أن ينكشفون فيتم الانتقام منهم وقد انكشفوا.