بيروت | Clouds 28.7 c

الوليد بن طلال: أفلست مرتين.. وعدت هبطت ثروتي 50 % أنا أول من دعا لمقاومة الفساد والملك سلمان ساعدني دائماً

 الوليد بن طلال: أفلست مرتين.. وعدت هبطت ثروتي 50 % أنا أول من دعا لمقاومة الفساد والملك سلمان ساعدني دائماً

مجلة الشراع 29 اذار 2019 العدد 1894

 

في حديث شامل أجرته محطة ((روتانا خليجية)) مع مؤسس المملكة القابضة الأمير الوليد بن طلال كشف رجل الأعمال الأغنى عربياً أسراراً كثيرة عن علاقته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واعتباره مثل والده أخ الملك الأمير الراحل طلال بن عبدالعزيز، كما كشف ان اهتمامه بالسياسة صفر، مع توكيد علاقته ومبايعته لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وانه كان أول من كشف الفساد في الدولة وأنه نبه مراراً من انهيار الاقتصاد السعودي في عهد نسيبه وزير المالية ابراهيم العساف الذي أصبح اليوم وزيراً للخارجية.

الوليد كشف ان ثروته هبطت 50% عما كانت عليه وانه بدأ استعادة ما خسر وانه أفلس مرتين ثم استعاد وضعه المالي، كاشفاً مؤكداً ان 95% من الموظفين عنده سعوديون وان عدد اللبنانيين في شركته لا يتجاوز عددهم الستة موظفين.

وقال: نعم أنا مؤيد لحملة مكافحة الفساد، من قبل أخي الأمير محمد بن سلمان، وفي عهد والدي الملك سلمان بن عبدالعزيز، فالفساد إذا تفشّى في أي مجتمع، وفي أي اقتصاد، فمن المستحيل ذاك الاقتصاد والمجتمع أن ينمو وينهض.

والوليد بن طلال غير فاسد، وبطبيعة الحال الحكومة السعودية والنائب العام أعلنا مباشرة أنه ليس كل من دخل ((الريتز)) فاسدًا، فهناك من عليه شبهة، وهناك من عليه تهمة، هناك من دخل كشاهد، وهناك من دخل لإعطاء معلومات عن الآخرين، وأنا لست فاسدًا أبدًا.

أضاف: نعم الوليد بن طلال كان في ((الريتز)) بطبيعة الحال، ويُعتبر أحد عمداء ((الريتز))، قلّما يأتي اسم ((الريتز)) في أية وسيلة إعلامية إلا ويتم ذكر اسمي، وعندما كنت فيه تابعت وشاهدت كل ما قيل في القضية، وعندما كنت في ((الريتز)) شاهدت أسماء الموجودين، فاستغربت من وجود اسم إبراهيم العساف، وخلال إقامتي كان يأتيني مندوبو وممثلو الدولة، كبار رجال الدولة، وخلال النقاش معهم كنت أدافع عن إبراهيم العساف، ومتفاجئ من وجوده، ليس لأنه نسيبي، بل لأنه كان بريئًا.

والدليل عندما خرج العساف من ((الريتز))لم تتم إعادته إلى مجلس الوزراء برتبة وزير دولة، بل تم ترفيعه إلى وزير خارجية، وأنا عندما أكون في ((الريتز)) وأدافع عن ((العساف))لم أكن أعرف أنه سيُدان أو لا.

والعساف بين عامي 2013 و2015 عندما كان وزيرًا للمالية، كنت أطالب بإصلاحات اقتصادية، ومالية قوية، متوقعاً أنه لو استمرت السعودية على الوضع السابق، لكان من الممكن أن ينهار الاقتصاد خلال 4 أو 5 سنين، بل كانت حرب ضروس بيننا، وعلنية، وموثق ذلك في ((تويتر)).

أنا دافعت عن نزاهة العساف، ولكن عندما تأتي مصلحة الدولة، والاقتصاد السعودي ((ما في نسب ولا حسب ولا ابن أو ابنة))، مصلحة الدولة العليا، تعلو على كل شيء.

وتابع الوليد قائلاً: عندما كنت في ((الريتز)) تابعت اشاعات ترددت عن تعذيبي، فكنت أضحك عندما أسمع ذلك، ساعة يقولون ذهبت إلى الحائر، وساعة أخرى أتوا بلجنة تحقيق من أميركا لتعذيبي، وتارة يقولون قاموا بتعليقي من رجلي، ورأسي إلى الأسفل، لكن كل ذلك كان كذبًا في كذب، وأنا أؤكد، لا أنا ولا أي شخص آخر تعرض للتعذيب 100% هذا الكلام موثوق.

 في ((الريتز)) كنت أرى الموقوفين ولكن لم نكن نلتقي كان يتوفر كل شيء من فطور وغداء وعشاء، وفي آخر شهرين، كانت تأتي الذبائح للجميع كل يوم، وهذه عملية رمزية، لكن أؤكد أن المعاملة كانت ((5 ستارز)) للجميع مقدّرين ومحترمين لأبعد الحدود، وكل ما ذكر عن موضوع التعذيب افتراء وكذب.

نيران حبيبة

وقال الأمير في المقابلة  أن هناك سوء تفاهم، وعندما خرجت كان هناك ((مفاهمة)) مع الدولة، فالوليد وقع ضحية ما يسمى ((نيران صديقة))  لكن أنا أسمّيها ((نيران حبيبة)).

أنا أملك من الشركة القابضة 95 %، أملك ممتلكاتي ضمن مكتبي الخاص، وكل القائمين على شركاتي يجتمعون دوريًا.

لا قيود مالية أبدًا عليّ، بل حتى في وجودي داخل ((الريتز))كانت المملكة القابضة والأمور الخاصة بها تسير على قدم وساق، وكانت تأتيني المراسلات من ولي العهد محمد بن سلمان، كما كان يحضر مسؤولون كبار في الدولة، وزراء وغيرهم، والعمل يسير بشكل طبيعي.

التواصل مع سمو ولي العهد أسبوعيًا، فالمحبة والمودة بيني وبين سمو الأمير محمد بن سلمان لا حدود لها.

الملك سلمان كان يقدم لي راتباً

قال الوليد: علاقتي مع الملك سلمان تتعدى النصف قرن، أكثر من 50 عامًا، فقد كنت أدرس في السعودية، ثم ذهبت إلى لبنان، ثم عدت إلى السعودية، وبعدها سافرت إلى الولايات المتحدة، الملك سلمان بعد والدي كان يقدم لي راتبًا شهريًا منه تقريبًا، وكان -آنذاك- أميرًا للرياض، سواء عندما كنت في لبنان، أو في أميركا، أو عندما عدت في بداياتي.

كما أنه ساعدني في شراء منزلي بكاليفورنيا، الولايات المتحدة، وعندما عدت إلى الرياض بدأت في مرحلة تأسيس نفسي، وأشتغل، والأمير طلال قدم لي الدعم في البداية، ثم بعد ذلك الملك سلمان قام بدعمي في مشروعات استثمارية كبرى.

فمثلاً برج المملكة في الرياض، عند بداية المشروع من ناحية التصميمات والجدوى الاقتصادية وغيرها، كانت هناك ((عراقيل)) بروتوكولية في الدوائر الحكومية، ذهبت إلى الملك سلمان عندما كان أميرًا للرياض، وقلت له: ((عندي مشروع ناطحة سحاب بالرياض.. لكن واجهتني عراقيل))، فسأل الملك: ((هل مستوف شروط المشروع أم لا؟))، وعندما علم بأنني نظامي، اتصل بأحد الأشخاص وطلب منه استخراج رخصة المشروع، فتم تنفيذ الأمر فورًا.. فالملك سلمان حاسم وحازم منذ البداية.

طموحي السياسي صفر

قال الوليد: طموحي السياسي ((صفر))، فهناك تناقض كبير بين رجل الأعمال والاقتصاد، ويقصد نفسه، ورجل سياسي، ليس هو، فرجل المال والأعمال والاقتصاد يثبت نجاحه من فشله من أرباحه وقيمة ثروته، سواء التي حصل عليها أو التي قدمها للمساهمين في شركاته أو مؤسساته الخاصة أو العامة، بينما رجل السياسة في نهاية العام، إذا حصل على ثروة أكثر من راتبه الشهير أو السنوي، فأول سؤال يطرح عليه: من أين لك هذا؟ فيصبح فاسدًا، وبالتالي هناك تناقض بين الرجل الاقتصادي والسياسي.

وهناك مثال آخر، كان لدي 3 شركاء وأصدقاء رؤساء وزراء، واحد في شرق آسيا، وآخر في أوروبا، والثالث في منطقة الشرق الأوسط، فالشخص في شرق آسيا كان رجل أعمال ودخل السياسة وفر من بلده، والشخص الثاني في أوروبا خسر الانتخابات وثلثي رأس ماله، والشخص الثالث قتل بالشرق الأوسط، فالأخير حاول أن يكون سياسياً واقتصادياً لكنه لم ينجح، رغم نجاحه كرجل أعمال.

دعوة من نتنياهو

وقال الوليد: لدي استراتيجية خاصة أعمل بها، ولدي 4 أذرع لا يمكن أن تتعدى الحدود، وجميعها موازية لسياسات المملكة، وهناك مثالان على ذلك، فذات مرة داعبني الملك عبد الله -رحمه الله- قائلاً: ((وليد أنت رايح إسرائيل صحيح؟))، وعرض علي دعوة تقول إن نتنياهو يدعوني لزيارة إسرائيل، فأكدت له أنني لا أعلم عن هذا الأمر شيئاً، وتأكدت في اليوم التالي أنه كانت هناك دعوة بالفعل.

مقتل جمال خاشقجي

وقال الوليد: جمال خاشقجي كان صديقًا، وبدأت صداقتنا عندما كان رئيس تحرير إحدى الجرائد السعودية، وطلب إجراء مقابلة صحفية معي، فقابلته بالفعل وكانت مقابلة قوية، واستمرت العلاقة بيننا بعدها، وطلبت منه العمل معي عندما تقاعد من تلك المؤسسة الصحفية وعمل معي بالفعل 5 سنوات.

وما حدث معه جريمة نكراء لا يقبلها دين ولا عقل ولا فلسفة، فما حدث كارثة لأبعد الحدود ولا يمكن قبولها، وأنا كلي ثقة في القضاء السعودي، كما أنني على علاقة وثيقة بعائلته، والجميع ينتظر حتى تأخذ المحكمة قرارها النهائي، دون تسييس خارجي.

السعودية في مرحلة انتقالية

وقال: أنا متفائل لأبعد الحدود، والدليل أن مجلس إدارة شركة ((المملكة القابضة))، اتخذ قرارًا واضحًا بأن مجمل استثماراتنا المستقبلية يكون مع السعودية، وعلى المواطن والقطاع الخاص أن يستوعبا أننا نمر بمرحلة انتقالية.

خسارة 50% من الثروة

وكشف الوليد ان: جزءاً كبيراً من ثروتي في شركة ((المملكة القابضة))، وفي ذروة صعود أسهمها وصل سعر السهم إلى 28 ريالاً، ثم انخفض إلى 9 ريالات، وهذا العنصر الأساسي في انخفاض الثروة.

سعر السهم في الشركة انخفض من 28 ريالاً، إلى 11 ريالاً قبل ((الريتز))، وانخفض بعدها إلى 7 ريالات ثم ارتفع إلى 9 ريالات وما زلت أملك 95 % من اسهم ((المملكة القابضة)).

أفلست مرتين ونهضت وسأنهض

خسرت على الورق 77 مليار ريال لكنها خسارة ورقية وأنا أفلست مرتين في حياتي، ولكن الحمد لله بإيماني بالله ومثابرتي ودعم المساهمين معي، نهضت مرة ثانية وسأنهض مجددًا بقوة.

86 % من موظفي المملكة سعوديون

وأكد الأمير الوليد ان نسبة الموظفين في شركته من السعوديين هي 86 % وان عدد اللبنانيين لا يزيد عن 5 او 6 موظفين، وان مؤسسة الوليد الانسانية تدار من قبل 10 سيدات سعوديات.

اعتذرت عن التوزير وإمارة احدى المناطق

قال الوليد: في عهد الملك فهد دار نقاش بيني وبينه، فعرض عليّ الدخول إلى الحكومة، فاعتذرت لأني أحب أن أكون في المال والأعمال ‏والاقتصاد وأن أبقى رجل أعمال ولا دخل لي بالسياسة، فقال لي: ((كما تحب يا الوليد)).

وختاماً أكد الوليد:‏ علاقتي بأسرتي وثيقة جدًا خاصة مع أخي خالد وريم وحفيداتي، صحيح أنني قد اضطر إلى العمل من 17 إلى 19 ساعة باليوم، ‏ولكن مقابلاتي مرتين بالأسبوع لهم شيء محسوم وغير قابل للنقاش، كما أنهم يزوروني مرة في الشهر، ونظرًا للحالة الصحية لوالدتي ‏وأخي أزورهما يوميًا بالمستشفى.‏‏

 

 الأمير الوليد: أمير الانسانية

الأمير محمد بن سلمان

الامير الوليد مع الملك سلمان في العرضة

 

الوسوم