ان تنطلق تظاهرات في السودان والجزائر رفضاً لاستمرار رئيسيهما عمر البشير وعبدالعزيز بوتفليقة في السلطة.. وضد سعي من معهما لإعادة انتخاب كل منهما في بلده، على الرغم من كل هذا الفشل في حكم كل منهما.. فهذا بوعي او من دون وعي الجماهير الغاضبة في البلدين.. إعادة الاعتبار لمطالبات جماهير تونس ومصر وليبيا وسورية واليمن برحيل حكام هذه البلدان.. كل من قصره الجمهوري..

وهو تجسيد لواقع ان جماهير تونس ومصر وليبيا واليمن نجحت في إلزام حكامها على الرحيل.. بخسائر قليلة كما في تونس ومصر، وخسائر فادحة كما في ليبيا واليمن..

أما في سورية فعلى الرغم من نجاح حاكمها بشار الاسد في تحويل تظاهرات الناس السلمية والوطنية الى حالة عسكرية سمحت له ان يدس بينها عملاءه من الجماعات المتمسلمة.. وان يخضع بلاده لأوسع احتلال حصل في تاريخ سورية وأي دولة في العالم.. إلا ان هذه التظاهرات التي تندلع يومياً في شوارع السودان والجزائر مطالبة برحيل البشير وأبو تفليقة هي نفسها التظاهرات التي اندلعت في شوارع المدن والبلدات السورية منذ ان كتب أطفال على جدران مدينة درعا الجنوبية عبارة ابتدعها الشعب المصري العظيم خلال تظاهراته ضد حسني مبارك: ((الشعب يريد إسقاط النظام)).

تكالب بعض دول العالم كله.. تخاذل بعضها الآخر.. مساندة اسرائيل لبشار الاسد.. تآمر أنظمة عربية لاقتسام ثورة الشعب السوري.. افتراس الثورة من قبل الجماعات الظلامية المتمسلمة.. مراهقة قيادات في الثورة.. تواطؤ بعضها، سذاجة البعض الآخر.. المصير الذي آلت اليه الثورة.. غطرسة بشار وعصاباته.. تهديدهم بالانتقام من كل مواطن سوري لم يحمل السلاح معها ضد أشقائه وقتل أي مهجر سوري يريد العودة الى وطنه..

كل هذا لم يمنع شعبا السودان والجزائر من النـزول الى الشوارع بمئات الآلاف، لتطلب رحيل البشير وأبو تفليقة.. يعني.. ان يبقى بشار على الرغم من ثورة استمرت 8 سنوات ضد فساده وتسلطه واستجداء الاحتلالات من كل الدنيا.. لم تمنع شعبا السودان والجزائر من التحرك للمطالبة برحيل حاكميهما..

وهكذا

بدلاً من ان يحتفل بشار ببقائه في السلطة بعكازات عالم تخلى عن كل قيمة انسانية من أجل شخص فاسد مستبد.. يذكره شعبا السودان والجزائر بأنك لم ولن تنجو من مصائر بن علي ومبارك والقذافي وصالح.. واننا بثورتينا للمطالبة برحيل البشير وأبو تفليقة ندعم شعب سورية بثورته السلمية للخلاص منك.

تظاهرات السودان والجزائر دعوة للشعب السوري للتحرك سلمياً، ضد الفاسد المستبد، ودعوة لابتداع قيادة شعبية من وسط التظاهرات، وترك كل من هو خارج سورية يتحرك كي يدعم هذه الحراك السلمي الجديد المطلوب للشعب السوري من خلال:

1-تظاهرات سلمية تحاصر كل سفارات بشار في الخارج.

2-جمع معلومات عن جرائم بشار وعصاباته لتقديمها الى المحافل الانسانية، ثم الجنائية الدولية.

3-بيانات واطلالات إعلامية يومية وعلى مدار الساعة في كل محطات العالم تشرح مأساة الشعب السوري وفساد المستبد المتسلط.

4-توكيد سلمية ووطنية الحراك السوري في الداخل وفي الخارج..

صدقوا.. ان ما يرعب بشار الآن نجاح شعبا السودان والجزائر في إسقاط البشير وابو تفليقة.

حسن صبرا