بيروت | Clouds 28.7 c

بندر بن سلطان: السعودية حذرت الأسد من انفلات الوضع في سورية 3 مرات وأرسلت له سراً 200 مليون دولار دعماً للإصلاحات..

 

*بدأت الثورة في سورية، نصح الملك عبدالله بشار باحتوائها تذرع الأسد بالحاجة لرفع رواتب الجيش، أرسل له العاهل السعودي 200 مليون دولار وضعها بشار في رصيده

*نقل له رئيس الوزراء رياض حجاب تعقيدات الوضع في دير الزور فقال له بشار: شو بدك بهالحكي.. اعطِ عقد الهاتف لرامي مخلوف، وهناك أرض للدولة يملكها ماهر اشتروها منه!!

*تسارعت وتيرة التدخل الروسي – الايراني في سورية نتيجة قناعة بأن اوباما لن يتحرك وأن كل الخطوط الحمراء التي رسمها لبشار مجرد فرقعات اعلامية

*أصبح اوباما كاذباًَ لا يفي بوعوده.. تماماً مثل بشار الأسد

*قال الملك عبدالله لأوباما: انا لا أصدق نفسي ان أعيش ليوم يكذب عليّ فيه رئيس اميركا

*مسؤولون اميركيون طلبوا وساطة السعودية للتحرك لوقف جرائم بشار ضد المدنيين

*ظن هولاند ان اوباما سيطلب مساندة فرنسية لضربة اميركية ضد كيماوي بشار.. فإذا بأوباما يقول ان هذا يحتاج الى ستة أشهر فأقفل هولاند الهاتف.

 

عن موقع ((الاندبنت العربي)) عضوان الأحمري

في الحلقة السابقة، وترتيبها الثاني ضمن خمس حلقات حاورت فيها ((اندبندنت عربية)) رئيس الاستخبارات السعودية وأمين عام مجلس أمنها الوطني وسفيرها الأشهر لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان، توقف الحديث عن الدولة العربية التي اقترح الروس على السعوديين أن تستضيف بشار الأسد وكانت الجزائر، والنقاط الأربع التي عرضتها موسكو على الرياض فيما يتعلق ببشار الأسد.

في الحلقة الحالية، يتحدث الأمير بندر بن سلطان عن تراخي الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما فيما يتعلق بمنع تجاوزات رئيس النظام السوري بشار الأسد تجاه شعبه واستخدامه الكيماوي لقصف المدنيين، وقصة زيارة رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون لمزرعة الأمير خارج لندن ويطلب منه أن تتدخل السعودية لإقناع أوباما بالتحرك، لأن هناك معلومات أنه لن يفعل شيئاً تجاه تجاوزات الأسد. وقبل أن يتحدث عن تراخي أوباما، كشف الأمير بندر تفاصيل لأول مرة حول ما دار بين بشار الأسد ورئيس الوزراء السوري المستقيل رياض حجاب، الذي انشق عن نظام الأسد، والأجواء العامة للثورة السورية ورد فعل حكومة بشار.

200 مليون دولار من الملك عبدالله لبشار الأسد

قال الأمير بندر: ((بداية الأحداث في سورية في درعا حيث قام بعض الأطفال في سن 12-13 عاماً بكتابة بعض العبارات ضد الدولة على بعض الجدران، فقامت الأجهزة الأمنية في سورية باعتقالهم وتعذيبهم وقلع أظافر هؤلاء الأطفال وأدى التعذيب لوفاة أحدهم واستدعي أهالي الأطفال وتعذيب بعض منهم، بل إن أحد الآباء قيل له: ((إذا مَنت قادر تربي أولادك احنا نجيب من أمهم أولاد ونربيهم))، وهذه كانت شرارة التظاهرات التي خرجت لتطالب ليس بتغيير النظام، بل احتجاجاً على ما قامت به الأجهزة التابعة للأسد، والتي قامت بدورها بقمع تلك التظاهرات، التي بدأت تضامنية مع أهالي درعا في المناطق الأخرى وهي أيضاً لم تطالب بتغيير النظام بل باتخاذ إجراءات لكبح جماح الأجهزة الأمنية)).

يقول الأمير بندر إن السعودية كانت تتابع التطورات عن كثب، ولم تعلن موقفاً، بل أرسلت المندوبين للأسد تطلب منه اتخاذ ما يمكن لإنقاذ الوضع وتطوراته ويضيف الأمير:((أرسل الملك عبدالله لبشار مندوباً برسالة مفادها أن عليه أخذ إجراءات سياسية عاجلة لتهدئة الأمور قبل أن تفرط، فوعده بشار بذلك، ولكن للأسف استمر بشار في سياسته القمعية. أرسل الملك عبدالله مندوباً للمرة الثانية يحذر بشار من استمرار تدهور الوضع، فكان رده أنه يعي ما يحصل وسيقوم باتخاذ إجراءات سياسية إصلاحية عاجلة، ولكن هذا يتطلب إصلاحات اقتصادية ورفع مرتبات الجيش. فأرسل له الملك عبدالله 200 مليون دولار كمساعدة عاجلة لتهدئة الوضع والتعامل مع الأمور سياسياً واقتصادياً، ولكن بشار وبذكائه العجيب والذي يعتقد أنه يستطيع أن يخدع به كل الناس بما في ذلك شعبه، أخذ الأموال من دون فعل شيء، بل زاد في القمع والتنكيل بالشعب ثم انشق رئيس الوزراء رياض حجاب وسمعنا منه العجائب عما كان يحصل داخل النظام.. ومن ذلك أن أول لقاء له مع بشار بعد توليه رئاسة الوزراء حاول شرح الوضع الداخلي لبشار في دير الزور، خصوصاً أن حجاب من دير الزور، واتصل به العديد من أهالي الدير يبلغونه بما يحصل فيها من قتل وتنكيل، فكان رد فعل بشار أنه لا عليك، أعرف بالوضع وهو تحت السيطرة.. و((لا تشغل نفسك بهالحكي بس فيه هناك عقد التلفونات بدو تجديد وهذا بدك تعطيه لرامي مخلوف، وفيه أرض للدولة لماهر الأسد بدك تشتروها منه))، وهذا ما جعل رياض حجاب يخرج من الاجتماع بقناعة أن ((الدنيا وما يحدث في وادٍ وبشار الأسد في وادٍ آخر)).

ويضيف الأمير قبل أن ينتقل إلى قصة تراخي أوباما: ((ثم بدأ بشار بضرب المدن السورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وهنا اقتنع الملك عبدالله أنه لا يمكن التعاون مع هذا الشخص. بل وأنا أتعجب اليوم وللأسف لا يوجد بيت أو حي أو قرية أو مدينة إلا وقد سحل فيها الناس وقتلوا ودمروا)).

تراخي أوباما وتدخل الروس الحقيقي

كشف الأمير بندر عن معلومات خلاصتها أن التدخل الروسي والإيراني في سورية بوتيرة متسارعة، جاء بعد ضمانة أن واشنطن لن تتحرك. وفي الوقت الذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تتفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي، كانت الخطوط الحمراء التي رسمها البيت الأبيض أكثر من مرة لرئيس النظام السوري بشار الأسد مجرد فرقعات إعلامية.

يقول الأمير عن انطباعه وما استقاه من زيارته الثانية إلى روسيا، بعد الأولى التي قال له بوتين فيها إن بشار سيأتي إلى موسكو حبواً: ((السبب في تدهور الأوضاع في سورية، وتدخل الروس وغيرهم  هو الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. كان الروس يتوقعون جدية من أوباما، وأن الأميركيين ومعهم البريطانيون والألمان والفرنسيون، والدول العربية الرئيسية كمصر والسعودية والإمارات والأردن، وتركيا كدولة إقليمية سيوقفون تجاوزات الأسد، ولم يكن الروس يريدون اتخاذ موقف يخالف هؤلاء جميعاً، لكن الروس حين شعروا أن لا جدية من أوباما تحركوا)).

كاميرون وزيارة مزرعة الأمير بندر

لكن موقفاً حدث بالصدفة جعل الرياض تتيقن أن أوباما يراوغ، وأن الخطوط الحمراء مجرد استهلاك إعلامي، وأن الأسد سيواصل قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية. لدى الأمير بندر مزرعة خارج العاصمة البريطانية لندن، وكانت عائلته فيها. يقول الأمير: ((مر رئيس الوزراء البريطاني السابق  ديفيد كاميرون بها وطلب أحد أبنائي، خرج له وتفاجأ بوجود كاميرون وذهبا إلى كوخ صغير في بحيرة أمام البيت، وكان بدون أمن وحراسة، وصافحه ابني. طلب كاميرون من ابني السير على الأقدام لمسافة، ثم قال له: هل هناك وسيلة للاتصال بالوالد؟ قال نعم لماذا؟ قال أريدك أن تخبره أن أوباما ليس جاداً في سورية، ولن يقوم بشيء، وأننا قد حاولنا مع الفرنسيين بجهود كبيرة، وأوباما يرفض الاستماع إلينا. وأكمل كاميرون متحدثاً إلى ابني: لو بالإمكان أن تبذل السعودية مجهوداً قد يكون هناك تحرك. قال له ابني : سعادة رئيس الوزراء، والدي لا يدخلنا في العمل، وأنا لا أعدك بإيصال شيء لأننا لا نتدخل. أخبرني ابني بما حدث وقلت له أفضل ما فعلت أنك قلت إنك لن تخبرني وأنكم لا تتدخلون في عملي. وفوراً أخبرت الملك عبدالله، الذي علّق: هذا غير ممكن! قلت له هذا كلام ابني الآن)).

((اندبندنت عربية)) تواصلت مع مكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، وسألته عن تعليقه على هذه القصة، فكان الجواب بتأكيد اللقاء بين كاميرون وأحد أبناء الأمير بندر في غلمبتون خارج لندن، لكن من دون تعليق على التفاصيل التي وردت أعلاه، وجاء في الرد الذي ورد عبر البريد الإلكتروني لمكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق، أن الأمير وكاميرون التقيا عدة مرات حين كان كاميرون رئيساً للوزراء)).

أوباما والوعود الوهمية للسعودية وبريطانيا

طلب الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز من الديوان الملكي إطلاع الأمير بندر على تفريغ المكالمة مع الرئيس أوباما، وفيها طلب أوباما مهلة يومين لاتخاذ الموقف بشأن قصف المدنيين السوريين بالكيماوي وتجاوزات بشار الأسد تجاه شعبه. وكانت من بين 4 مكالمات مليئة بالوعود. وأصبح أوباما - حسب الأمير بندر -  مثل بشار من ناحية عدم المصداقية والوفاء بالوعود. بل إن المسؤولين في حكومته أصبحوا يطلبون الوساطة السعودية للتحرك لوقف الجرائم بحق المدنيين السوريين على يد نظام دمشق.

يستذكر الأمير بندر موقفاً مع وزير الخارجية الأميركي في عهد أوباما جون كيري: ((قال كيري لي أنه سيستقيل إذا لم ينفذ أوباما وعده في ما يتعلق بالخطوط الحمراء، ولكنه لم يفعل رغم عدم تنفيذ أوباما لوعده. وقد سخر منه الأمير سعود الفيصل خلال مكالمة هاتفية وقال له: تكلمني الآن كمواطن أو وزير خارجية؟ في إشارة إلى أنه من المفترض أن يكون قد استقال بسبب عدم إيفاء أوباما بوعده)).

ويذكر الأمير بندر لأول مرة، تفاصيل تعطيل أوباما لأي تحرك ضد بشار الأسد ويقول: ((التقيت برئيس الاستخبارات الأميركي السابق ديفيد بتريوس، في أحد الاجتماعات في الأردن، وقال لي إن مجلس الأمن الوطني موافق على وضع حد لتجاوزات بشار الأسد واستخدامه الكيماوي، وكلما جئنا بأمر تحرك ليوقعه أوباما قام بتأجيله وتجاهله)).

كل ما سبق، حسب الأمير بندر، لم يُجرئ الروس فحسب على التدخل في سورية، بل الإيرانيين كذلك. وأصيب حلفاء واشنطن بصدمة وذهول، حين اكتشفوا لاحقاً أن مكاسب إيران في سورية كانت بسبب مفاوضات أوباما مع طهران على النووي، ويقول: ((اكتشفنا أنه كان في ذلك الوقت يتفاوض مع إيران على الاتفاق المتعلق بالنووي وعلى أنه لا يريد القيام بأي خطوة تفسد هذه المفاوضات، في الوقت الذي كان الجانب الإيراني يستميت لرفع العقوبات، ولو انتظر أوباما قليلاً لحصل على الكثير)).

ويواصل الأمير بندر حديثه عن هذه النقطة: ((كان أوباما قلقاً من انسحاب الإيرانيين من المفاوضات النووية، والعجيب مثلاً، أن فرنسا وبريطانيا أرسلتا طائرات عسكرية إلى قبرص لضرب أهداف الكيماوي السوري وغيرها في تحرك عسكري شامل مع الولايات المتحدة، وهذا دليل جدية. الأميركيون قالوا إنهم سيساهمون بالمعلومات الاستخبارية والدعم واستهداف أماكن الكيماوي، وتخيل أنه في هذه اللحظة روسيا لم تكن تتدخل بعد)).

الملك عبدالله تفاجأ برد فعل أوباما، ومراوغته، ولم يستسغ ذلك، ويقول الأمير بندر إنه في آخر مكالمة بين أوباما وبين الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وكان فيها الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق كاميرون، ومدتها تزيد عن 40 دقيقة، ومما قاله الملك عبدالله لأوباما في مكالمة هاتفية: ((لا أصدق نفسي أنني يوماً ما سأعيش ورئيس للولايات المتحدة الأميركية يكذب عليّ)). وكان أوباما يحاول الدفاع عن موقفه.

مراوغات أوباما مع بريطانيا وفرنسا

الرئيس الفرنسي هولاند أخبر الملك عبدالله عن المكالمة الأخيرة، قائلاً عندما أبلغوني في الأليزيه بأن أوباما يريد التكلم معي، توقعت أنه يريد التدخل فعلاً في سورية، فاستدعيت مسؤولي الأمن الوطني بما في ذلك رؤساء القطاعات العسكرية عندي للاستماع إلى المكالمة، ومن ثم ينفذ كلٌّ ما عليه، توقعت رداً حاسماً من أوباما وموقفاً تجاه استخدام الأسد للكيماوي. وكانت صدمة هولاند أن أوباما قال له، يجب أن أعود للكونغرس للحصول على الموافقة وهذه خطوة قد تأخذ وقتاً، هولاند رد على أوباما: كم تتوقع أن يستغرق كل هذا؟ قال أوباما 6 أشهر وبعدها أغلق هولاند الخط وانتهت المكالمة.

كاميرون لم يبذل جهداً مع أوباما - حسب الأمير بندر -، لأن الأخير أخبره بذلك مسبقاً تقريباً، أو أنه هو استطاع معرفة ذلك بطريقته الخاصة.

بداية فقدان الثقة بين الرياض وواشنطن والذي تسببت به ضبابية أوباما تجاه إيران والأسد، جعلت المسؤولين السعوديين يشككون في كل تحرك من الإدارة الأميركية، ويذكر الأمير بندر أيضاً قصة مرتبطة.. يقول فيها: ((كنت في جدة عندما تلقيت اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي جون كيري وقال: من الضروري أن تتصل بالملك عبدالله، وتطلب منه مشاهدة قناة ((السي إن إن)) بعد قليل لأن الرئيس أوباما سيدلي ببيان. في هذا الوقت كنت أعرف أن شيئاً لن يحدث، لأنني سمعت الكلام من رئيس الاستخبارات الأميركية ومن كاميرون ومن الجميع بأن أوباما لن يتدخل. قلت لجون كيري: الملك لديه شاشات الأخبار، ويشاهد القنوات الإخبارية. ولو قال الرئيس أوباما أي شيء يهم السعودية والمنطقة، ستنقله قناة ((العربية)) والقنوات الإخبارية الأخرى، وأود أن أذكرك أنني رئيس الاستخبارات وأمين عام مجلس الأمن الوطني، ولست وزير الخارجية، نظيرك هو سعود الفيصل تستطيع الاتصال به. قال ظننتك تستطيع الاتصال بالملك أسرع، قلت له: هذا غير صحيح. وبعد 5 دقائق اتصل بي الأمير سعود الفيصل وقال لي: هل اتصل بك جون؟ قلت نعم. سألني عن رأيي وقلت له لا دخل لي بالموضوع طلبت منه الاتصال بك. قال لي سعود: هل تتوقع أن الرئيس جاد وسيعلن شيئاً؟ قلت لا. وسألني سعود الفيصل: هل أبلغ الملك؟ قلت له لو كنت مكانك سأصبر قليلاً، إن كان الخبر جيداً فالملك سيشاهده وإن كان سيئاً فلم توصل رسالة سيئة. رد عليّ سعود الفيصل وقال لكن هذه رسالة من رئيس الولايات المتحدة كيف لا أوصلها؟ قلت له من قال لك لا توصلها؟ أنت طلبت رأيي وأخبرتك به)).

حدس الأمير بندر وتوقعه، والمعلومات التي كانت لديه عن موقف وجدية الرئيس أوباما، أنقذته ومعه الأمير سعود الفيصل من موقف محرج مع الملك عبدالله، يقول عن تلك اللحظة: ((وبعد ذلك بقليل خرج الرئيس أوباما على قناة ((سي إن إن)) ولم يعلن شيئاً وقال إنه سيعود للكونغرس للموافقة، واتصل بي الأمير سعود الفيصل يشكر الله أنه استشارني. وبعدها مباشرة اتصل الديوان الملكي يطلبني للقاء الملك، وكذلك الأمير سعود الفيصل)).

4 مكالمات بين أوباما والملك عبدالله عن الأزمة السورية!

4 مكالمات عن الأزمة السورية بين الملك عبدالله والرئيس أوباما، يسردها الأمير بندر كالتالي: ((المواقف السابقة والمكالمات كانت: المرة الأولى عبر وزير الخارجية  جون كيري لتأكيد الموقف الثابت من سورية، والمرة الثانية عبر وزير الدفاع تشاك هيغل والمرة الثالثة عبر رئيس الاستخبارات ديفيد بتريوس، ولم يحدث أي شيء. والمكالمة الأخيرة والرابعة هي التي قال فيها الملك عبدالله لأوباما إنني لم أتوقع أن أعيش لأرى اليوم الذي يكذب فيها علي رئيس الولايات المتحدة. وكان الملك مذهولاً من خداع أوباما، وكانت مكالمة من الرئيس أوباما تسبق دائماً هذه المواقف ليؤكد موقف واشنطن الثابت من الأزمة السورية، وتحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط)).

وأخيراً.. حول أوباما،

ينفي الأمير بندر أنه كان يتجاهل الالتقاء بأوباما، ويقول بأن الظروف هي من تسبب بذلك، ويرى أنه ليس نادماً على أنه لم يلتق به، حيث سألته عن معلومات تقول إن الأمير اعتذر أكثر من مرة حين تمت دعوته لإستقبالات أوباما.

 

يتبع

 

 

السودان وطائرات F 5

بعد حديثه عن أوباما، وقبل أن ينهيه، قال الأمير بندر إن أوباما أعاد المنطقة عشرين عاماً للوراء، وإنه ترك رئاسة الولايات المتحدة الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط في أسوأ حالاتها، ثم يسرد عمله مع رؤساء الولايات المتحدة الأميركية ويقول: ((عملت مع الرئيس الأميركي جيمي كارتر قبل أن أصبح ملحقاً عسكرياً لبلادي في واشنطن، والتقيت به حين كنا في السعودية نعمل على صفقة الـ F15 وعرفَني وأخبرته بأنني قادم للحصول على دورة أركان في إحدى الكليات العسكرية في الولايات المتحدة)).

وعن بداية علاقته بكارتر قبل أن يصبح الأمير سفيراً يقول بندر: ((اتصل الرئيس كارتر بالكلية العسكرية حين بدأت الدراسة، وتفاجأ قائدها بالرئيس الأميركي يتصل ويطلب أحد الطلاب، وهو أنا. كلّمته هاتفياً وقال: بندر، كلمني من هاتف مؤمّن، قلت له: فخامة الرئيس أنا طالب عسكري في الكلية ولا أملك هاتفاً مؤمناً. قال صلني بالجنرال، وتم تأمين هاتف لي. قال كارتر لي ((أنا في ورطة!)) وقتها كان جعفر النميري هو رئيس السودان، قلت ما هي؟ تم الاتفاق بين كارتر والملك فهد - أميراً في ذلك الوقت - والرئيس السوداني على شراء طائرات ((F5)) للسودان، على أن تدفع السعودية قيمتها ويستفيد منها السودان. الملك فهد كان أميراً وولياً للعهد، وأخذ موافقة الملك خالد، ولم يكن الأمير فهد وقتها مرتاحاً للصفقة، وقال بما أن الملك وافق أبلغوا الإخوة في السودان، وأبلغوا الأميركيين أن السودانيين سيأخذون طائراتهم، ونحن ندفع لهم ثمنها)).

ويكمل الأمير بندر: ((جاء الرئيس السوداني ((جعفر)) النميري إلى السعودية والتقى بالملك خالد، واشتكى له من أن الأميركيين يعتقدون بأنكم لا تثقون بنا، لو تعطونا المال ونحن ندفع. رد عليه الملك: هل تريد الطائرات أم ثمنها؟ فكان رد النميري بأن المسألة متعلّقة بالكرامة أمام الناس. وفعلاً، أرسلت السعودية 500 مليون دولار للنميري، ووصلت الطائرات إلى السودان من دون سداد قيمتها.. وعندما سأل الجانب الأميركي عن ثمن الصفقة ولمَ لم يتم سدادها؟ طالبهم السودانيون بالتوجه إلى السعودية لأخذ المال، وقالوا بأن السودان لا يملك المال)).

 وهذه هي القصة، حين تواصلت بالرئيس كارتر من هاتف مؤمن، قال إنه يجب عليه تقديم وثيقة البيع للكونغرس، ولا يمكن فعل ذلك من دون وصول مبلغ الصفقة وأن الجانب السوداني لم يدفع شيئاً على الرغم من وصول الطائرات للأراضي السودانية. أبلغت كارتر أنني سأذهب للسعودية فوراً وأخبر الملك فهد - ولي العهد آنذاك - وفعلاً ذهبت وأخبرت الملك فهد بالقصة، ونظر إلي وقال بالعامية : ((كنت متوقع)). اتصل الملك فهد بوزير المالية وقتها محمد أبا الخيل ووجهه بسداد قيمة الصفقة. بعد هذه القصة أصبح هناك تقدير لي ومكانة عند الرئيس كارتر)). والأمر نفسه حدث مع الفرنسيين، بشأن منظومة دفاع جوي يمنية تكفلنا بها وأعطينا المبلغ للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح ولم يقم بالسداد، وسددنا نحن ذلك)).

 

النميري: يقبض وينكر

علي صالح: يقبض ويخفي
 

الوسوم