بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ: لا تتركوا بولا وحدها../ بقلم حسن صبرا

ان تترك النائبة بولا يعقوبيان وحدها تواجه جبران باسيل ونادر الحريري او غيرهما بعد ان تحدثت عن المسؤولية في أزمة الكهرباء وما يرافقها.. فهذا مشاركة الرأي العام اللبناني في كم صوت نذر نفسه لكشف أسباب التأخر في توفير الكهرباء في لبنان.

أما ان يلجأ كل من باسيل والحريري نادر للقول بأن بولا تختبىء خلف حصانتها النيابية لتقول ما تقول، فهذا اختباء من الاثنين خلف هذه الحقيقة.. فينطبق على رديهما مقولة: كلام حق يراد به أمر آخر.

هل تقف الأمور عند هذا الحد؟

أبداً.. بولا زعيمة أصوات الناس التي لا تصل الى المسؤولين، واذا وصلت لا يفعلون شيئاً.. واذا اشتكى الناس من الفساد زادوا فساداً واذا تحدث الناس عن هدر زادوه.

بولا زعيمة الناس داخل مجلس نواب يمثل ست قوى سياسية حزبية – حركية – تيارات.. هي الوحيدة التي تملك حرية صوتها وتقوله من دون حسابات لأي زعيم او رئيس او قائد.. إلا لضميرها وللناس.

لم يعد جائزاً ان نترك بولا وحدها.. هل هي وحدها؟ الناس متفائلة بحركة وزير حزب الله في وزارة الصحة جميل جبق.. وهو بفضحه حال مستشفى الفنار قطع الطريق على احدى فضائح الفساد المغطى بالقانون..

الناس تتابع بأمل حركة النائب حسن فضل الله، وهي المرة الأولى ربما التي يهتم فيها اللبنانيون بمؤتمر صحافي لنائب ليصبح مثار نقاش على مختلف المستويات.. وعندما يكون نائب عن حزب الله متصدراً المشهد في الحديث عن الفساد وبين يديه أوراق ثبوتية عن الفاسدين، فإن المسألة أصبحت أكثر جدية، والأهم أكثر فاعلية من أي مرحلة مضت..

ينتج عن كل هذا ان ثقافة مواجهة الفساد باتت مدعومة من مصدرين:

المصدر الأول هو نواب في المجلس الذي لم يحظ سابقاً بثقة كبيرة تؤهله لتأدية دوره كممثل للأمة.

المصدر الثاني هو ان الناس باتت تعتبر مقاومة الفساد ذات أولوية لم يعد جائزاً تقديم أي أمر عليها لا إقليمياً ولا دولياً، لا فنزويلا ولا سورية، لا السودان ولا اليونان، لا ريال مدريد ولا برشلونة.. لا فستان هيفاء وهبي ولا فستان رانية يوسف.. لا مذهب ولا من يمثله.

الأهم هو ان الناس باتت تربط بين افلاس هذه الشركة وإرسال عمالها وموظفيها الى البطالة وبين غنى هذا المسؤول رئيساً او وزيراً او نائباً او مديراً عاماً او قاضياً او ضابطاً او رجل أعمال.. فالافلاس هنا يقابله ثراء هناك.. لا الافلاس مقبولاً ولا الثراء شرعياً.. ولا أحد يطبق من أين لك هذا.

بولا يعقوبيان.. حسن فضل الله.. جميل جبق وبالتأكيد هناك العشرات قبلهم ومعهم وبعدهم.. هناك نزاهة سليم الحص، وهشام الشعار والقاضية فاطمة الصايغ ومدير عام رئاسة الجمهورية السابق محمود عثمان، ورئيس دائرة المناقصات.. واللواء سامي منقارة، والمهندس كلود مسعد، وأمين سر محافظة الشمال السابق عثمان دلول الذي أوقف مرسوم التجنيس.. لكن السلطة مررته رغماً عن مطالعته القانونية برفض منح الجنسية اللبنانية لغير مستحقيها.. وغيرهم وغيرهم..

ومن يظن أننا لم نجد غير هذه الأسماء من أصل 4 ملايين لبناني لنتحدث عن نزاهتهم.. نردد بأن الجيش الجرار يقوده قائد واحد وضباط عدة في الفرق والأركان والألوية.. ولبنان يحتاج الى قيادات نزيهة.. ومثلما كان فيه قادة شرفاء فإننا نقول بأن لبنان الآن فيه شرفاء يخوضون معركة مقاومة الفساد.

المهم: انه مثلما سادت ثقافة الفساد في حياتنا وسيطرت منذ عشرات السنين وما زالت، فإن ثقافة مواجهة الفساد تتقدم وتخوض حرباً ضروساً ضد الفساد والفاسدين.. انها البداية فلنكن جميعاً مع بولا وفضل الله وجبق.. وكل رمز للنـزاهة.

حسن صبرا

الوسوم