بيروت | Clouds 28.7 c

هذا ما يخطط له بشار لـ: بري وجنبلاط!! كتب/ حسن صبرا

من آثار بقاء بشار الأسد حاكماً لسورية سواء بقرار من فلاديمير بوتين، او أي اعتبار آخر، وسواء بشكل مؤقت او لمرحلة انتقالية عابرة، او حتى يكمل مدته التي حددتها ظروف الحرب والأمر الواقع، فإن لبنان يشكل دائماً حالة أرق تقض مضجعه، وينفث فيه بعض أحقاده، بما تبقى منها إثر نفث معظمها على الشعب السوري.

كل لبنان هو في عين عاصفة الغضب التي تتملك بشار الأسد تجاه البلد الذي طرده شر طردة في 26 نيسان/ ابريل 2005، كأحد نتائج ثورة الأرز التي انفجرت اثر قتل بشار للرئيس رفيق الحريري في 14 – 2 – 2005.

الاغتيالات التي طالت كل من ساهم في الثورة التي طردته من وطن الأرز، الفتن التي أشعلها بدءاً من فتح الاجرام وشاكر العبسي، همج ((داعش)) الذين أخرجهم من سجونه كي يعيثوا فساداً في لبنان، فتنة علي المملوك – ميشال سماحة وآخرين نجحوا في التبرؤ منها، بين المسلمين والمسيحيين، تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس.. وغيرها الكثير الكثير، وبعضها تم حين كان الشعب السوري ثائراً ضده.

لم تمنع الثورة الشعبية في سورية، ضد هذا الهمجي، من ان يكشّر عن أنيابه ضد كل لبنان، لهز أمنه واستقراره، ولا ينجو لبناني واحد من أي إساءة لأمنه واستقراره، ولا تنجو منطقة او مدينة او قرية او طائفة او مذهب.. من هذه الإساءات التي يغلي فيها صدره لبثها في وطن الأرز.

لا.. ليس الحريري وحده او سمير جعجع، او أي مشارك جدي في ثورة الأرز هو الذي يحفظ بشار الحقد في صدره ضدهم..

حقد بشار الآن منصبّ على اثنين من سياسيي البلد المعروفين هما رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

من يصدق ان أولويات بشار الآن هي الخلاص من نبيه بري، وما الاحتياطات التي يزرعها بري في محيط منـزل رئيس مجلس النواب في منطقة عين التينة غرب بيروت، إلا تعبيراً عن حرص بري على حياته مما يعلمه من حقد بشار عليه.

بشار هو حاكم حتى 2021 بموجب دستوره حتى الآن.. لم يعد يريد نبيه بري رئيساً لمجلس النواب في لبنان.. وقد حدد بشار لجماعته هدفين:

الأول: هو قتل بري لأن لونه الرمادي لا يعجبه.. فعلى بري ان يكون مع الأسد كلياً.. أو هو ضده؟!

الثاني: هو خلعه من رئاسة مجلس النواب.

وأخطر ما في الأمر ان جماعة بشار يعملون على ترتيب خلافة بري في رئاسة حركة ((أمل)).. عائلياً وهم يتسابقون مع جهات في ايران على ترتيب هذه الخلافة.. كما يتسابقون على ترتيب خلافة ميشال عون.. بين صهره جبران باسيل وحليفهم سليمان فرنجية.. ويرفضون بالمطلق أي صديق لنبيه بري ووليد جنبلاط.. والأخطر ان جماعة بشار مشغولون بعملية شق الصف الشيعي.. بمظاهر متطرفة.. خارج حزب الله وليست بعيدة عن حركة أمل!!

وجنبلاط،

من يصدق ان أولويات بشار الأسد الآن في لبنان هي الخلاص من وليد جنبلاط.. وما مسارعة الأخير الى محاولة توريث ابنه تيمور إلا استجابة لهواجس انسانية قلقة وسياسية مؤرقة على المصير في صدر جنبلاط.. لأنه يعلم ان بشار وشقيقه ماهر مصممان على قتله.. وما نجحت كل محاولات الروس في نزع هذا التصميم من صدري ولدي حافظ قاتل والد جنبلاط.

نعم

يلزم بوتين بشار ان ينـزع الآن من ذهنه فكرة قتل جنبلاط كأولوية.. على أمل ان تلزمه أولوية البقاء في الحكم في سورية حتى إكمال ولايته بالتفرغ لها، مؤجلاً تنفيذ حقده على الرجل الذي وصفه في وقت سابق بالقرد.. والذي قال خلال الثورة عليه انه يجلس على ضفة نهر ينتظر مرور جثة ما..

ويلزم الروس بشار ان ينتظر زيارة تيمور الى دمشق في حياة والده، حتى لا يزورها كما زار وليد حافظ الأسد بعد اغتيال والده عام 1977..

ولا تفوت فرصة إعمار سورية بـ 400 مليار دولار، بشار (اذا ظل حياً او في السلطة او في سورية) من استخدامها لترويض كل القوى السياسية في لبنان مقايضاً إياها بمواقف مؤيدة له من أجل الحصول على مشاريع تتكالب عليها الآن مؤسسات في لبنان، خصوصاً التي تعيش بالفساد وتشربه وتتنفسه.. كما ترويض دول عربية موعودة بحصة من هذه الكعكة.

وبعد.

((وتمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)).

صدق الله العظيم

 

الوسوم