بيروت | Clouds 28.7 c

تظاهرات الآلاف هل هي أول الغيث؟

 

أول الغيث قطرة.. ثم ينهمر، المهم ألا تتحول سحابات الغيوم السوداء الى مكان آخر، او ان يتم سحبها وتشتيتها فتضيع هباء.

البداية في تظاهرة للحزب الشيوعي اللبناني لم يتجاوز حجم تأثيرها حجم وجود الحزب الهزيل في السياسة.. بل هو عكس هذا الهزال.

بعدها حراك احتجاجي على الأوضاع المختلة والمختلفة في لبنان في كل أمر، ومسؤولية الحكام جميعهم عن هذه الأوضاع.

هل شكلت تظاهرة الثلاثة او الأربعة او الخمسة آلاف انسان جرس إنذار للسارقين الكبار واتباعهم من الأبقار والأغنام والماعز والصيصان؟.. صعب هذا التصور، فالحجم ما زال متواضعاً والسارقون محصنون ليس بالسلطات فقط، بل بالبلادة أيضاً وبإنعدام الضمائر، وبالمناعة ضد الأخلاق.. لن تهزهم هتافات مهما علت.. ولا بُح الحناجر او شدة القبضات..

لن يهز اللصوص الكبار وبلاع المجرور السياسي إلا مئات ألوف الناس تنـزل الى الشارع مرة واحدة ولا تخرج منه إلا بعد ان يسحب المجرور السياسي أصحابه الى حيث يستحقون البقاء الى الفناء.

ماذا عن تظاهرة الأحد في 21 - 12 - 2018.

1-دعوات التحرك توزعت بين كل نشطاء المجتمع المدني عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واستجاب لها أناس فاض بهم وما عادوا بقادرين على التحمل لكن الذين استجابوا وخرجوا الى التظاهر لا تتجاوز نسبتهم الخمسة بالمئة ممن  يجب ان يكونوا في الشوارع.

2- شارك في التظاهرات نشطاء مستقلون وحزبيون خارج قرارات أحزابهم وحزبيون بقرارات لزوم ما لا يلزم، ووطنيون منفعلون بقضايا الوطن والناس ومنهم أغنياء ورجال دين ونقابيون مستقلون، وفتيات وشبان أحرار.

3- غلب على بعض التظاهرات الحضور الشيعي وتحديداً من ضاحية بيروت الجنوبية.

4- قصد بعض المتظاهرين سرايا الحكومة، وتجنبوا مجلس النواب، قصدوا شارع الحمرا ولم يتظاهروا في الضاحية.

5- كان التعبير سلمياً عدا إحراق مستوعبات قمامة ومحاولة تحطيم زجاج بعض المحلات..

6- ظهر بينهم ملثمون بما يعني وجود جهات منظمة بين المتظاهرين لا تريد ان تكشف عن هويتها.. لماذا؟

7- تواعد المتظاهرون على العودة الى الشوارع في الأحد المقبل في 30- 12 – 2018.

8- سرت بين بعض المتظاهرين المتواعدين همسات من تخوف مما ينتظرهم يوم الأحد المقبل.. لكن للبعض رأي آخر وهو ان التظاهرات المقبلة ستكون أوسع وأشمل؟

هل هو أول الغيث.

هل وصلتهم أنباء وفاة إعلامي تونسي أحرق نفسه احتجاجاً على أوضاعه الاجتماعية!.. وكان بائع الخضار محمد البوعزيزي أحرق نفسه في بلدته التونسية ففجر ثورة تونس التي كانت بداية الربيع العربي؟

 

 

الوسوم