بيروت | Clouds 28.7 c

النائب فيصل الصايغ: الجبل مفتوح للجميع والحكومة قد تكون عيدية للبنانيين /حوار: فاطمة فصاعي

  • *ان لم تشكل الحكومة فإن لبنان سينتقل الى تصنيف أدنى
  • *لن يصار الى عزل الحريري حتى من قبل حركة ((امل)) وحزب الله
  • *حزب الله لا يغطي وهاب انما هو حليف له
  • * لا خوف أمني من حزب الله وهو حر في تحالفاته
  • *نحن ضد فكرة الأحزاب الطائفية والتنوع غنى
  • *الوضع الاقتصادي سيىء جداً
  • *نحن بحاجة الى رؤية واضحة وهيئات ناظمة

يشعر عضو اللقاء الديموقراطي النائب فيصل الصايغ بتفاؤل حيال ملف تشكيل الحكومة التي باتت قريبة، داعياً الى أهمية انهاء الملف الحكومي قبل ان يتفاقم الوضع الاقتصادي أكثر مما هو عليه. وتحدث الصايغ عن علاقة الحزب التقدمي الاشتراكي مع حزب الله، مؤكداً عدم خشية الحزب التقدمي من أي تحرك أمني من قبل حزب الله وان الأخير حر في تحالفاته.

وأكد الصايغ أهمية التنوع السياسي الموجود في الجبل والذي يعتبر غنى، داعياً من جهة أخرى الى استقلال القضاء.

هذه المواضيع وسواها تحدث عنها الصايغ في هذا الحوار:

 

#جرت محاولات عديدة لتشكيل الحكومة، حتى وصلنا الى مرحلة أصبحنا نستبعد فيها الوصول الى حل في مسألة تشكيلها، ما رأيك؟

  • نحن متفائلون باقتراب تشكيل الحكومة ان شاء الله قبل الأعياد لتكون عيدية للبنانيين. علماً ان الحكومة كان من المتوقع ان تشكل بسرعة بعد الانتخابات النيابية.

لكن للأسف مررنا في عدة عقبات بدءاً من عقبة الاشتراكي، فالقوات.. ولاحظنا انه على مدى هذه الأشهر فإن الأفرقاء أبدوا ليونة ولا سيما الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تساهل في موضوع الدرزي الثالث، والقوات اللبنانية قبلت بعدد أقل وحقائب أقل.

الرئيس سعد الحريري تنازل عن حقائب لصالح القوات، المهم اننا وصلنا الى أخذ فخامة الرئيس المبادرة في ان يطلق مشاورات لتأليف الحكومة. ولما أخذ هذه المبادرة كان قد وضع في حساباته انه قد يضطر للقيام بإيجابية ما من أجل ان يحل المسألة.

أتوقع ان يصار الى التنازل عن السني من حصة فخامة الرئيس. واعتقد ان الأفرقاء الثلاثة، حيث يتوقف الموضوع عندهم، سيصلون الى حل مقبول من الجميع.

#هل ثمة فريق معين يسعى الى عرقلة تشكيل الحكومة؟

  • الآن لا، ولكن لو سألتني منذ شهرين او ثلاثة عندما كان الصراع الاميركي – الايراني والسعودي بعد حادثة مقتل الصحافي جمال الخاشقجي، ربما هذه العوامل تتطلب الانتظار على كل الساحات الموجودة فيها هذه القوى، واذا لاحظنا ان هذا الأمر أدى الى تأجيل تشكيل الحكومة في العراق أيضاً وحصل صراع بين ((حماس)) واسرائيل حيث استخدمت أسلحة جديدة، وفي اليمن أصبح الصراع أكثر حدة.

أما اليوم فإننا نشهد بوادر حلحلة في اليمن ولبنان والعراق كما ان موضوع التهديدات الاميركية بالعقوبات لم يتبين ان لها أثر.

انا متفائل ومتفائل جداً. ولا أرى ان هناك عرقلة خارجية، الموضوع هو داخلي بحت. وداخلياً هناك مسؤولية في التعاطي بالموضوع لا سيما بعد التقارير الاقتصادية التي نشرت وآخرها موضوع Moody's agency الذي وضع لبنان في دائرة الخطر. فإن لم نسعَ الى تشكيل الحكومة والقيام باصلاحات فإن لبنان سينتقل الى تصنيف أدنى وهذا ينعكس على خدمة الدين.

اللبنانيون اتخذوا القرار في تشكيل الحكومة وحسناً فعل فخامة الرئيس حينما بادر هو بنفسه واجتمع مع الجميع.

#بالرغم من كم التفاؤل الذي تتحدث عنه بخصوص الحكومة ألا تخشى من تنحي الرئيس الحريري او عزله في ملف تشكيل الحكومة؟

  • الميزان السياسي اللبناني والاقليمي لا يوحي بهذا وفي بدايات مبادرة الرئيس عون كان قاسياً تجاه الرئيس الحريري بسبب سفره وغيره.. حيث ظهر الى الاعلام انزعاجه من الرئيس الحريري.

في اللحظة نفسها كان هناك رسالة من حزب الله تجاه الرئيس الحريري بأننا لا نسير بهذا الاتجاه. حتى حزب الله وحركة ((أمل)) أبلغا الأطراف انهما لن يخرجا من تكليف الرئيس الحريري بالرغم من الخلافات حتى لو اعتزل الرئيس الحريري سنعود لتكليفه.

لذا لا يوجد قناعة من قبل كل القوى الأساسية للخروج من الرئيس الحريري، لأنهم يشعرون ان ثمة مطلباً دولياً بهذا المجال وهناك مصداقية من قبل الرئيس الحريري.

#هل حادثة الجاهلية، يمكن ان تكون ولّدت عقدة درزية جديدة غير تلك التي كانت موجودة من قبل؟

  • في الموضوع السياسي، الرئيس وليد جنبلاط صارم بموضوع بأن الجبل يتسع للكل، الجبل مفتوح للجميع. أما في الموضوع الأمني ثمة مأخذ على أي حركة أمنية يمكن ان تحصل. وهذا الموضوع نضعه برسم الجيش، حتى الجيش تصرف في موضوع الجاهلية والجبل وعمل على تهدئة الوضع.

كل الأحزاب لها الحرية بالعمل، ونحن مرتاحون للثقة التي حصلنا عليها من قبل الناس وأثبتتها الانتخابات وهذا الأمر يجعلنا نرتاح. لذا لا نشعر بعقدة نقص او خوف من أحد.

ومن حق الجميع ان يعمل في السياسة، ونحن سنتوسع الى خارج الجبل، اذ ان الحزب التقدمي موجود في كل الطوائف وعابر للطوائف والمناطق.

هدفنا ان ندخل في اطار مطالب الناس والعدالة الاجتماعية والمطالب الاقتصادية والتكافؤ الاقتصادي. لدينا استراتيجية جديدة للعمل على مستوى أشمل في البلد.

#هل برأيك حزب الله يعمل على تغطية الوزير السابق وئام وهاب؟

  • حزب الله لا يغطي وهاب وإنما هو حليف له ولا أحد يخفي ذلك وانه كان يتلقى الدعم من حزب الله. ولكن ليس على حساب أمن الناس والصراع مع الآخرين.

العلاقة مع حزب الله جيدة وعندنا اجتماع معه في موضوع الورقة الاقتصادية التي أنجزها الحزب التقدمي.

التحالف ليس مخفياً وتلاقينا مع حزب الله في بعض المواضيع، والعلاقة جيدة وأينما وجد خلاف ينظم. وواضح ان حزب الله لا يخرّب أمنياً وليس لدينا خوف من هذه الناحية. أما من الناحية السياسية فهو حر في تحالفاته.

#هل تخشى من حصول مواجهة درزية – درزية؟

  • خارج المستوى السياسي لا. هناك عقلاء كثر في الطائفة الدرزية والقيادات عاقلة. ووليد بك في موضوع عدم المس في الأمن والدخول في أي صراعات غير مجدية. وبالفعل يمارس ديكتاتورية بهذا الموضوع على الحزب التقدمي فممنوع الخطأ واللخبطة فلا يوجد نية في نزاع.

لذلك تلاحظين نشاطات دائمة في موضوع الاعلام والاقتصاد والمواضيع الاجتماعية والمرأة. خلال سبعة أشهر قدم الحزب التقدمي عدة مشاريع قوانين حيث فعّلنا عمل المرأة وموضوع حماية المرأة من العنف الأسري وموضوع الطفولة. وأصدرنا ورقة اقتصادية على مدى أشهر حيث اجتمعنا بخبراء اقتصاديين وخرجنا بورقة اقتصادية مهمة تساهم بنقل لبنان من موضوع تنامي العجز الى الموضوع التقشفي وكبح جماح الدين الذي يزداد بشكل كبير. لذا نحن متفائلون ولاقينا تجاوباً. فنرى انه لا بد من تخفيف مصاريف الدولة قدر الامكان والعمل على زيادة المداخيل مع اصلاحات جدية في موضوع الفساد والهدر حتى نواكب العالم الذي يريد ان يساعدنا لأن هناك قراراً دولياً بمساعدة لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. و((سيدر)) سيكون احدى هذه المحطات.

ولا ننسى انه جرى عقد جلستين في تشريع الضرورة وشاركنا فيها وكان للأحزاب دور في تمرير العديد من القوانين التي لها علاقة بمرحلة ((سيدر)) ومرحلة تطوير البنى التحتية.

فالحزب يعمل على مستوى وطني ولسنا ((ملتهين)) في ملفات القرى انما نعمل بشكل أوسع ونعمل على تطوير الحزب بشكل أفضل.

#هل هناك محاولة لتوحيد الشارع الدرزي؟

  • نحن ضد فكرة الخطاب الطائفي وهذا لا يمثلنا. والكلام عن حقوق المسيحيين والدروز والسنة نحاول ان نخرج منه في الوقت المناسب. التنوع هو غنى ان كان ضمن الوطن او الطوائف.

نحن ضد فكرة الأحزاب الطائفية، حزبنا هو حزب علماني يدعو الى دولة علمانية وعدالة اجتماعية. وثقافتنا لا تشبه الثقافة التي نراها اليوم.

اليوم أصبحنا نغذي الرأي العام بما يسمى بالحقوق المرتبطة في الطائفة. يعني بدل ان يكون التنوع الطائفي غنى للبلد أصبحنا نحوله الى أزمة نظام.

نحن لسنا مع فكرة ان يكون هناك النظام الواحد لا ضمن الطوائف ولا ضمن البلد، أساساً نحن موجودون في كل الأماكن والطوائف وسنعمل على تعزيز هذا الأمر.

#ما رأيك بالدور الذي يقوم به القضاء اللبناني. هل نحن أمام قضاء نزيه؟

  • هناك العديد من القضاة النـزيهين والجديين. ومثل كل شيء في هذه الدنيا ((في هيك وفي هيك)) ولكننا ندعو الى استقلالية القضاء كما ورد في الطائف ومثل الدول التي تحترم نفسها. للأسف الوضع السياسي لا يسمح بهذا الشيء أبداً.

وأدعو القضاة ان ينتزعوا استقلاليتهم من الوسط السياسي من خلال قوتهم الذاتية لأن النظام السياسي لن يهديهم استقلاليتهم.

#هناك العديد من الملفات الشائكة في لبنان من أزمة كهرباء ومياه وأمراض مستعصية ونفايات. كيف يتعاطى الحزب التقدمي الاشتراكي مع هذه الملفات؟

  • شعرنا عبر اللجان النيابية التي نجتمع فيها بأن هناك غياباً للرؤية في لبنان. المشكلة الأساسية انه لا يوجد رؤية واضحة في بعض الملفات وهذا ينعكس على كل المشاكل من أزمة المطار والكهرباء والمياه وتلوث الليطاني.. كل هذه المشاكل سببها عدم وجود قرار وطني بالحلول.

مثلاً وزير الأشغال هو من الوزراء الممتازين. اذا حصل زحمة في المطار سوف يحملونه المسؤولية، هذا الموضوع لا يحل إلا من خلال قرار وطني. وهذا الأمر ينطبق على ملف الكهرباء أيضاً..

المشكلة أننا نريد رؤية جديدة لدور لبنان في المنطقة. أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يعتبر ان دور لبنان هو دور خدماتي – سياحي. في حينها كانت الأمور ماشية ولكن اليوم تبدلت الأحوال بعد ان أصبح هناك وجهة سياحية غير لبنان مثل تركيا واليونان وقبرص.. فلم يعد بإمكاننا المنافسة في الأسعار والطبيعة.

لذا علينا ان نحدد دور لبنان الاقتصادي في المنطقة. وهناك دور جديد له وعلينا ان نحدده وهذا الأمر يحتاج الى رؤية ووضع استراتيجية لتنفيذ هذه الرؤية.

على القوى السياسية والخبراء ان يجلسوا معاً ويضعوا خطة. نحن كلقاء ديموقراطي نحاول ان نرسم رؤيتنا وتحديداً في الموضوع الاقتصادي حيث عملنا ورقة اقتصادية مؤلفة من 14 صفحة تتعاطى بكل شيء في الموضوع الاقتصادي – الاجتماعي. ونتمنى ان يتم تبنيها.

وفي الموضوع السياسي نعمل أيضاً في هذا المجال.

قبل ان نخرج في ورقتنا الاقتصادية عملنا تركيبة او طرحاً اقتصادياً يناسب الجميع  لنجعل الغني مرتاحاً دون ان نحمل الفقير.

يجب ان يتم توزيع للثروات بشكل عادل أكثر. هناك 12 ألف حساب في البنك تملك 70% من الودائع. يعني اذا كان هناك 170 ملياراً كودائع هناك 100 مليار يملكها 12 ألف حساب وليس 12 ألف شخص لأن كل شخص قد يكون يملك أكثر من حساب. يعني 4000 عائلة او بيت يملكون 100 مليار دولار وهناك شعب لبناني ليس لديه المال ليشتري الطعام.

#هل الوضع الاقتصادي على حافة الهاوية؟

  • الوضع الاقتصادي سيىء جداً. كل التقارير الاقتصادية تؤكد ان نسبة الدين هي 150 % على الناتج القومي وهذا رقم غير طبيعي. البطالة 35% والتضخم 7%، في الوقت الذي كنا نتوقع فيه الوضع أفضل من ذلك، كل الأرقام الايجابية انخفضت والأرقام السلبية زادت.

البشائر ليست جيدة. سلسلة الرتب والرواتب احتسبت خطأ وقد سبق ان ذكر رئيس الحزب بأنه يجب تأمين موارد قبل ان نطرح السلسلة. وللأسف هذه السلسلة زادت حجم عجز الخزينة مليار دولار.

هناك فوضى وعبثية في التعاطي مع الملفات. هناك ترقيع ويتم العمل بالقطعة مثل المياوم الذي يعمل كل يوم بيومه.

نحن بحاجة الى رؤية واضحة. أنا لا ألوم الوزراء الحاليين.

وعلينا ان نواكب بعضنا بالاتفاق على كل القضايا وعلينا ان نحيي الهيئات الناظمة للطيران المدني والنفط والغاز والكهرباء والاتصالات. ودور الهيئات الناظمة ان يكون هناك أشخاص أصحاب خبرة يعملون في قطاعاتهم دون تسييس. الوضع في لبنان ليس مستحيلاً على الاطلاق.

المحافظة على الليرة هي مسؤولية كبيرة على مصرف لبنان والكلفة باهظة وبالتالي علينا ان نحسن اقتصادنا كي نحمي ليرتنا.

وتحسين الاقتصاد يحتاج الى اصلاح حقيقي ومواكبة المجتمع الدولي في المساعدات وان نتصرف بمسؤولية وكرجال دولة.

اذا كان هناك نيات طيبة يمكن ان تحل الأزمة خلال ستة أشهر. اذا أوقفنا السفرات الزائدة والـ Bonus والمعاشات غير المنتجة مع تطوير قانون المناقصات والالتزامات لنخفف الهدر ونزيد الشفافية.

حوار: فاطمة فصاعي

 

الوسوم