بيروت | Clouds 28.7 c

النائب وهبي قاطيشة: ما يحصل لإحراج الحريري وإخراجه  / حوار:فاطمة فصاعي

  • *موضوع الحكومة ما يزال مقعداً جداً
  • *عقدة السنة المستقلين ابتدعها حزب الله حتى لا تشكل الحكومة
  • *من الصعب التفكير في مؤتمر تأسيسي لأنه يعيدنا الى الصفر
  • *لا نؤيد طريقة المعالجة التي حصلت في الجاهلية
  • *اذا ثبت كلام الاسرائيليين فهذا يعني ان حزب الله كسر القرار 1701
  • *نحن اليوم تحت رحمة سلاح حزب الله ورحمة العدو الاسرائيلي
  • *أخشى ان يشهد الداخل عمليات أمنية محدودة

يعتبر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب العميد وهبي قاطيشة ان موضوع الحكومة ما يزال معقداً وان الحكومة لن تتشكل في الوضع الراهن، مشيراً الى ان بعض العقد ما هي إلا ذرائع لعرقلة تشكيل الحكومة.

ويرى بأنه قد يكون هناك نوع من التصعيد في ملف الحكومة، وان الممارسات التي تحصل تهدف الى إحراج الرئيس سعد الحريري لإخراجه.

الملف الحكومي اضافة الى عملية ((درع الشمال)) التي قامت بها اسرائيل مؤخراً، والوضع الأمني والوضع الاقتصادي، مواضيع تحدث عنها قاطيشة في هذا الحوار..

 

#أين أصبح ملف الحكومة وهل تشكيلها أمر مستبعد؟

ما زال الموضوع معقداً جداً. فمنذ ستة أشهر حتى الآن العقد البسيطة التي كانت تعترض تشكيل الحكومة تحلحلت، وعندما تحلحلت استبشرنا خيراً في تشكيلها. ولكن فيما بعد ظهرت عقدة مخفية وكأنها كانت تختبىء خلف العقد الأساسية. لذلك الحكومة لن تشكل في الوضع الراهن لأنه بدلاً من ان تكون مسألة حصص وتشكيلات أصبحت العملية في اطار اقليمي. محور الممانعة يريد ان يضع يده في الداخل اللبناني، يعني خرج من الباب ويريد ان يدخل من الشباك. فنحن لم نخرج سورية من الباب حتى تدخل من الشباك.

#هل العقد هي ذرائع حتى لا تشكل الحكومة؟

  • طبعاً ما يحصل هو ذريعة. ولكن عقدة القوات والحزب التقدمي الاشتراكي لم تكن ذريعة ولكن هي مسألة حصص في الدولة ولكن العقدة الأخيرة هي ذريعة حتى لا تشكل الحكومة وأقصد فيها عقدة السنة المستقلين، وحزب الله ابتدعها حتى لا تشكل الحكومة.

لماذا يريد حزب الله ان يحمي السنة لذلك أشعر ان هناك قطبة مخفية ويريدون ان يختبئوا خلفها ليعقدوا تشكيل الحكومة. ويبدو ان هناك تصعيداً، ففي السابق كانوا يقبلون بوزير دولة أما الآن فيريدون حقيبة أساسية او داخلية او اتصالات. على ما يبدو انهم يريدون ان يعرقوا تشكيل الحكومة خدمة لمحور ما.

#هذا الأمر يخدم حزب الله؟

  • طبعاً يخدم حلفاءهم، وخصوصاً ايران وسورية. واليوم سورية أخذت القليل من ((الأوكسيجين)) ولكن برأيي ما يزال النظام في حالة الخطر، وبعد ان أخذ ((اوكسيجين)) يريد ان يستحكم في لبنان.

وإيران هي في مواجهة أممية مع الغرب وتريد ان تخوض هذا الصراع بواسطة حلفائها. وأكثر حليف لها هو حزب الله الذي يستطيع ان يؤثر لذلك وضعت يدها لتعطيل لبنان.

#هل العقدة الدرزية عادت مجدداً بعد مقتل مرافق الوزير السابق وئام وهاب؟

  • حاولوا ان يستحدثوا العقدة الدرزية، ولكن تصريح المير طلال ارسلان قال ان ما اتفق عليه قد اتفق عليه. لذلك اعتقد ان هذه العقدة لن تستجد لأن صاحب العلاقة وهو المير طلال قال ان ما اتفقنا عليه اتفقنا عليه وهم يحاولون استحداثها ولكن دون جدوى.

#الى أين تتجه الأمور اذن. هل نحن أمام مؤتمر تأسيسي مثلاً؟

  • نحن في فراغ حكومي. والمؤسف ان العهد العوني، الذي دعمناه، ليضع لبنان على السكة ويسيّر الدولة ريثما تأتي الحلول، يبدو انه رغم كل التحالف بين التيار الوطني الحر وبقية الفرقاء وعلى أساس يتم استثماره لنسير على السكة. فإنهم يريدون ان يعرقلوه، لذلك نحن في فراغ حكومي ولا أدري ان كنا سنصل الى حد الفراغ في النظام او حتى سنصل الى مؤتمر تأسيسي لأن المؤتمر التأسيسي كلمة كبيرة جداً. مؤتمر تأسيسي مثل الطائف كلّف لبنان الكثير الكثير لأن كل واحد كان يقاتل عن لبنان كما يهوى هو. من الصعب التفكير في مؤتمر تأسيسي لأنه يعيدنا الى نقطة الصفر.

قد نتفق على تعديل الطائف في حال تبين ان هناك ثغرات. ولكن شرط ان ننسق كل شيء. ومن دون ذلك فإن هذا يقود لبنان الى مخاطر كبيرة ويصعب التحكم فيها.

#هل هناك محاولة لإخراج الحريري؟

  • الممارسات لاحراجه وإخراجه تدخلنا في موضوع آخر وهو من سيأتي بديلاً عن الحريري. يمكن ان نختار شخصاً ولكنه لا يمثل وهذا سيعني اننا أخذنا لبنان الى متاهات وأخطار كبيرة. اعتقد انهم يضغطون على الرئيس الحريري كي يسيّرونه مثلما يريدون او لأنهم يريدون تأخير الحكومة لأن ذلك جزء من الصراع الذي تقوم به ايران وسورية مع الغرب.

#كيف تقرأ حادثة الجاهلية؟

  • عادة هذه الحادثة لا نعلق عليها لأن هناك أخطاء تراكمت سواء من قبل القضاء او الدولة. طبعاً نحن ندين التهجم والشتائم ولكن المعالجة ممكن ان تكون بشكل قانوني وأكثر فعالية. يفترض ان تعالج بطريقة أخرى وأكثر فعالية والمذنب يدفع ثمن ذنبه. ولكن الآن وصلنا الى وضع آخر. طريقة المعالجة لم نؤيدها.

#التفاف حزب الله على وئام وهاب هدفه درء الفتنة، هل كان الحزب يخدم مصالحه أم يخدم الوطن؟

  • مع احترامي للوزير وهاب دائماً يقول انه لا يريد ان يوتر الجبل او الشوف او البلد. التفاف الحزب عليه لا يعني لمنع التوتر وقد يكون للدفاع عن أحد مكونات لحزب الله لأنه حليف عضوي معه.

حزب الله يدافع عن حليفه وليس لمنع التوتر. ففي قضية محمد ابو دياب لم يتم التعاون في الجاهلية او مستشفى الرسول الأعظم مع السلطة القضائية ربما يريدون استغلال هذا الوضع حتى يكبروا الشرخ بين فرقاء معنيين ويزيدوا الاتهامات على تيار المستقبل ورئيس الحكومة لذلك أظن ان المسألة تقع في اطار الدفاع عن الحليف.

#في تصريح للدكتور سمير جعجع قال فيه ان القوات اللبنانية وصلت للقمة، هل بالفعل وصلتم الى القمة، وهل بإمكاننا ان نصل الى الوطن الذي نحلم به؟

  • عندما قال الدكتور جعجع هذا الكلام فهو يقصد به انه خلال هذه المرحلة وصلت القوات الى القمة نتيجة لممارستنا السياسية ومحاربة الفساد والدفاع عن المؤسسات. أعطانا الدفع لنحصل على 15 نائباً، لذلك فترة النضال أوصلتنا الى القمة.

ولكن لا نقف عند هذا الحد، القمة ان تبني دولة وتبني المؤسسات وان يكون قرار الحرب والسلم نابع من سلطاتها الدستورية، هذه القمة التي نطمح لها.

الدكتور جعجع يريد ان يقول بأن الشعب كان وفياً معنا وبكل الطروحات التي طرحناها، مع العلم اننا لم نوظف أحداً كما فعل غيرنا.

وبالنسبة للوطن نحن نعمل لهذا الوطن وكما نقول في نشيدنا: ((الحراس لا ينامون)) ولا يمكننا ان نتخلى عن هدفنا لأننا ندرك الحد الذي وصلت اليه الدولة من الاهتراء. نحن نعتبر أنفسنا رأس حربة ولن نتخلى عن هذا الأمر، لذلك فكرة الوطن المزدهر أمنياً وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً لا يمكننا التخلي عنها ونحن نناضل لأجلها أينما كان.

ان لم نحلم في صنع وطن مثالي هذا يعني انه راحت علينا جميعاً.

#الى ماذا تهدف عملية درع الشمال التي قامت بها اسرائيل مؤخراً؟

  • عندما صرحت اسرائيل عبر وسائل الاعلام قلت ان هذا الأمر مزعوم  لا يصدق ان لم تثبت شيئاً وهي تريد التعدي على لبنان، علقت قوات الأمم المتحدة وحرصت على القول ان هناك نفقاً من المطلة ونفقاً آخر على حدود مروحين ورامية.

اذا ثبت هذا الكلام هذا يعني ان حزب الله كسر القرار 1701، وهو يشبه بما حصل عام 2006 عندما قطع الخط الأزرق وأسر جندياً اسرائيلياً.

وهذا يعني ان هناك عملاً عسكرياً ضد اسرائيل من قبل حزب الله. هذا العمل غير مبرر، ولكن سكوت الدولة اللبنانية مؤسف ويسبب احباطاً. على الدولة ان تجتمع وتضع يدها على الموضوع لتتأكد مما يحصل.

من المؤسف ان الحكومة مغيّبة مع العلم ان الموضوع ما يزال يتفاعل. فإذا صح هذا الكلام من وجود انفاق فهذا يعني حدوث خرق كبير جداً. وهو تعدٍ واضح. لذلك اعتبر ان الأمر خطير، واسرائيل لا تمزح على الاطلاق.

فالدولة اللبنانية مقصّرة. فالمجلس الأعلى للدفاع لم يجتمع ولا حتى الحكومة اللبنانية اجتمعت إزاء هذا الوضع الخطير. لذا الأمر خطير.

#هل نحن أمام سيناريو شبيه بـ 2006؟

  • في العام 2006 حصل العمل العسكري ونحن لم نصل الى هذه المرحلة، وما زلنا في مرحلة التحضير تمهيداً لعمل ما.

لا يمكن لاسرائيل ان تعتبر ما حصل شبيهاً بما جرى عام 2006.

#هل الجيش اللبناني قادر على التصدي لاسرائيل؟

  • فيما خص موازين القوى، بالطبع الجيش اللبناني لا يمكن مقارنته بإسرائيل, ولكن اذا الدولة اللبنانية صاحبة القرار على أرضها أرادت ذلك. نحن قادرون ان نعمل جيشاً يتصدى لإسرائيل. انا ضد من يقول اعطونا سلاحاً لنقاتل اسرائيل. الدفاع عن الأوطان عادة يحصل من خلال الدبلوماسية أي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والجامعة العربية. وجغرافية لبنان وطبيعة شعبه قادرة ان تمنع اسرائيل من ان تسيطر عليه لأنه اليوم لا يمكن لجيش ان يدخل بلداً آخر ويحتل. كلنا نعلم ما حصل مع الجيش الاميركي في الفلوجة وفي الرمادي رغم امتلاكه للطائرات والمدافع.

لذلك اذا عملنا جيشاً يتآلف مع الناس والأرض، فإن الإسرائيلي سيعد للألف قبل ان يدخل. صحيح انه يخترق أجواء لبنان ولكننا ما زلنا في حالة حرب.

فنحن اليوم تحت رحمة سلاح حزب الله ورحمة العدو الاسرائيلي. عندما يريدون ان يقاتلوا بعضهم نحن ندفع الثمن.

#ما رأيك بالوضع الأمني اللبناني؟

  • حتى الآن هناك اجماع ان كل الفرقاء يريدون وضعاً أمنياً مستقراً. ولكن الصراع الاقليمي الحاصل لا أدري ان كان هناك نية في توتير الأمن سواء من قبل الشام او طهران، قد يحصل ارتباك أمني، ويخشى ان يتحول في الداخل الى عمليات أمنية محدودة تذكرنا بالأيام الماضية. انا غير مطمئن لهذا الوضع لأننا لا نعلم ما يضمره الفرقاء الآخرون.

#الوضع الاقتصادي سيىء هل نحن أمام انهيار اقتصادي؟

  • الوضع سيىء للغاية اقتصادياً لناحية البطالة ولبنان هو بلد غير منتج ونخشى من الوصول الى مرحلة الافلاس لأنه لا أحد قادر ان ينقذنا لا الغرب ولا  الدول العربية لأن كلاً منهم منشغل بهمومه. هناك اهتراء اقتصادي في الدولة.

حوار: فاطمة فصاعي

 

الوسوم