بيروت | Clouds 28.7 c

من هنا نبدأ / 10 نصائح من بشار الى ماكرون / كتب: حسن صبرا

لو ان بشار الأسد وجه رسالة الى مانويل ماكرون، ما هي النصائح التي سيقدمها والي روسيا السوري الى رئيس الجمهورية الفرنسية؟

  1. النصيحة الأولى: هي التخلص من كل إرث الثورة الفرنسية العظيمة التي ألهمت اوروبا والعالم مبادىء الحرية والعدالة والمساواة، فهذه المبادىء هي سبب خراب فرنسا وهي التي أولدت السترات الصفراء..

الحرية هي لعنة البشرية – يقول بشار في رسالته لماكرون – وبسببها تثور شعوب وتنغص على الحكام حياتهم الغارقة في النعيم والثراء وممارسة السلطة وإشباع الرغبات.. عليك يا ماكرون ان تئد الحرية، وأن تقتل كل منادٍ بها وداعٍ اليها.

الحرية الوحيدة المسموح بها هي فقط حرية الحاكم في ان يفعل ما يشاء بالمحكومين حتى لو انتخبوه.. اذ يكفيهم انه أعطاهم شرف انتخابه.. هكذا علمني والدي حافظ الأسد وهو درس عظيم في الحكم، ولولاه لما أصبحت انا نجله الثاني في الحكم وقد قتل شقيقي باسل الذي كان أبي يعدّه لحكم سورية من بعده فجئت أنا الى السلطة حاكماً الى الأبد.. وهذا هو الشعار الذي كان يدغدغ عواطف والدي وهو يقرأه في اللافتات التي كان ((الشعب)) يرفعها لمطالبته بالحكم.. وكان أبي يرى هذا ((الشعب)) مرة كل سبع سنوات.

  1. النصيحة الثانية: يا أيها الزميل رئيس جمهورية فرنسا هي ان تحيط نفسك بالأبناء وأن تختار من بينهم من يصلح لحكم فرنسا من بعدك، فإن تعذر عليك الانجاب فليكن الشقيق او ابن العم او أحد المقربين منك، لأن الحكم استمرار والاستمرار يؤمن الاستقرار.. انظر الى حال سورية طيلة عهد أبي حافظ.. ثلاثون عاماً كان فيها وحده الحاكم وإلى الأبد لا تسخر من عبارة الى الأبد.. فوالدي أمضى 30 سنة، وها قد مرّ على حكمي 18 سنة، وأنا أجهز ولدي حافظ للحكم.. أما شقيقي ماهر.. فهو سينتظر كثيراً كي أموت أنا ليرثني.. وفي هذه الفترة سيكون ابني حافظ قد تهيأ لوراثتي هو.
  2. النصيحة الثالثة: عليك ان يكون الى جانبك حسناء جميلة تكون زوجك.. وليست هذه الكركوبة زوجك الحالية، فزوجي أسماء جميلة المحيا أنيقة باسمة، شابة جعلت السوريين لسنوات طويلة يتحدثون في مجالسهم عن جمالها وابتسامتها وأناقتها وكانت تشتري بملايين الدولارات ملابس ومجوهرات وحقائب كي تظهر بهذا المنظر اللائق أمام العالم.. والسوريين.
  3. النصيحة الرابعة: اقمع كل تحرك ضدك بالقوة ومنذ اللحظة الأولى ولا تتردد ولا تأخذك بالمتظاهرين رحمة، واجههم بالقوة اللازمة، بالرصاص، وان لم يوجد أطلق عليهم دانات الدبابات، فإن تمادوا في تظاهراتهم اطلق عليهم الطائرات الحربية تحصدهم وتلزمهم التفرق، فإن استمروا بالاحتجاج اطلق عليهم الصواريخ الباليستية فإن استمروا اطلق البراميل المتفجرة.. ولا تنسَ مخزونك من الأسلحة الكيماوية.. وقد عملت كل هذا من أجل قمع المتظاهرين وعندما كنت أثور غضباً من استمرار التظاهرات فكرت بالسلاح النووي، وقد استمعت الى احدى فتياتي واسمها رغدة تدعوني لاستخدام النووي، وأرسلت لها انني لا أملكه لكنك انت تملكه فلا تتردد.
  4. النصيحة الخامسة: اخرج من سجونك المجرمين واللصوص والمغتصبين ومتعاطي المخدرات واجعلهم يندسون وسط المتظاهرين لتخريب دعواتهم السلمية، واجعل هؤلاء يحرقون المحلات، ويطلقون النار على الشرطة الفرنسية، ويطلقون دعوات لتسليم فرنسا الى النازية او الفاشية، ولا بأس ان يخرج من بينهم من يدعو الى إقامة الجمهورية الاسلامية في فرنسا.

هذه وصفة مجربة.. لقد نجحت فيها كثيراً وجعلت اللصوص هم واجهة الثورة التي قامت ضدي، وخصوصاً الاسلاميين منهم. وانظر كيف انني ما زلت في السلطة رغم ان 80% من سورية خرجت من تحت سيطرتي.

  1. النصيحة السادسة: استعن بأصدقاء فرنسا في كل أرجاء المعمورة، خصوصاً من الأنظمة التي تعيش بالقمع والارعاب فهذه لديها الخبرات الأكيدة في سحق المتظاهرين وسحلهم وسحب الآلاف المؤلفة منهم الى السجون بل وممارسة التعذيب ضدهم حتى يتوبوا. وان لم يفعلوا قلنا عنهم انهم عملاء أعداء الوطن.
  2. النصيحة السابعة: الفرنسيون يطالبون بالتغيير؟ إسراع وغيّر رئيس الوزراء، واجرِ انتخابات نيابية تحت سيطرة أجهزتك الأمنية، واكتب دستوراً جديداً يعطيك صلاحيات أكيدة وحدك.. وقل انك لن تجدد فترة حكمك التي تنتهي بعد سنوات.. ومن الآن الى ان يحين أوان انتخاب رئيس جديد: هيىء الملايين للنـزول الى الشارع تطالبك بالبقاء، او احدث فتنة داخلية عميقة تمنع انتخاب رئيس جديد، او ادخل مناوشات مع المانيا تلزم الفرنسيين ان يلتفوا حولك فتبقى بناء على طلب الفرنسيين.
  3. النصيحة الثامنة: اكذب ثم اكذب ثم اكذب على الجميع، وقل لكل من يتحدث معك ما يحب ان يسمعه، وهنا تظهر موهبتك في اخفاء حقيقة ما تفكر فيه، ولا تعطِ أي بال لأي تشكيك في أي كلام تقوله. اكذب وابتسم، اكذب ولا تبتلع او ترتشف بلعابك..
  4. النصيحة التاسعة: لا توقف الحديث عن الوطنية الفرنسية، او الفرانكوفونية، او الاتحاد الأوروبي، او العالمية.. وعن المثل العليا والمبادىء والاخلاق.. وإفعل عكس ذلك تماماًَ، اذا كانت الوطنية ستكلفك الكثير، فدُسها بقدميك، واجعل الفرانكوفونية نعلاً، والاتحاد الأوروبي مدعسة والعالمية مسخرة، أما المثل والمبادىء والاخلاق فإجعلها تجارتك التي لا تبور.
  5. النصيحة العاشرة: إفعل كل هذا ولا تجعل أي جفن في عينيك يرف، ولا تجعل صوتك يرتجف، واذا بصق أحدهم في وجهك فقل له مبتسماً: ان الدنيا ترسل لنا الأمطار لقد فعلوا معي هذا طوال سنوات.. وما زلت على ابتسامتي.

من بشار وفي الختام سلام.

حسن صبرا

 

الوسوم