بيروت | Clouds 28.7 c

هكذا سرق بهاء البساتني ومحمد بيضون اللبنانيين

قاسم خليفة وسيط بين بهاء البساتني ومحمد بيضون 

*أيوب حميد كلف قاضياً التدقيق في ملفات بيضون لسجنه 

*بهاء البساتني هرب بعد إدخال موظفين من الطاقة السجن وعاد بعد رشوة الاستخبارات السورية 

*كلما تمّنع البساتني عن زيادة الرشوة.. زادت ساعات التقنين على اللبنانيين 

*احتكر البساتني مشتقات النفط المصرية ليرفع أسعارها على لبنان 

*محمد بيضون سعى لثروة 50 مليون دولار واختلف مع بري ولم تنجح وساطة قبلان بينهما 

 

كتب حسن صبرا 

مرة جديدة تسلط ((الشراع)) الضوء على واحد من الفاسدين في لبنان اسمه بهاء الدين البساتني الذي سرق مئات ملايين الدولارات من أموال الشعب اللبناني. 

مرة جديدة ندعو شرفاء الوطن لتقديم المعلومات الكاملة والموثقة عن الفسدة في هذا البلد ليتم نشرها عبر صفحات ((الشراع)) فيساهم كل شريف بدوره في منع السرقة، من جيبه ومن حقوق أولاده.. ونحن في انتظار معلومات الشرفاء الموثقة. 

انها سلسلة لن تتوقف عند البساتني وجهاد العرب وحامد الخفاف والمجلس الاسلامي الشيعي وميراث المرجع الكبير السيد محمد حسين فضل الله. 

إنه عصر مكافحة الفساد في لبنان.. وأصحابه معروفون.. نحن مستعدون للنشر.. وعلى الشرفاء ان يتقدموا. 

أيوب حميد ومحمد يوسف بيضون 

عندما تسلم نائب حركة ((أمل)) أيوب حميد وزارة الطاقة، سارع الى تشكيل لجنة برئاسة القاضي حسن الشامي (الذي رفض فيما بعد الاعتراف بمقتل معمر القذافي الذي حصل في 20 – 10- 2011) للتفتيش عن الهدر والصفقات التي عقدت في عهد زميله السابق في حركة ((أمل)) زميله السابق في الوزارة نفسها محمد بيضون.. غريمه من قبل ومن بعد! 

لم تستطع اللجنة الحصول على ما يدين بيضون، لكن أمراً غريباً مثيراً حصل فيما بعد، وهو ان كل الطاقم المساعد مع أيوب حميد في الوزارة دخل السجن، بتهم مختلفة يجمع بينها حصول الجميع على الرشى. 

من هو الراشي؟ انه بهاء الدين البساتني الذي هرب من لبنان وعاش في الخارج ثلاثة أشهر أمضى معظمها في لندن حيث يدير أعمالاً خاصة به فيها، وما عاد الى لبنان إلا بعد ان دفع المعلوم لضباط الاستخبارات السورية الذين كانوا يحكمون لبنان. 

يومها نُقل عن أيوب حميد ندمه لأنه لم يقدم دعوى قضائية ضد البساتني، لأنه الراشي المعلوم، وإذ يعترف البساتني بتقديمه الرشى فإن ايوب حميد سيصل الى مبتغاه وتقديم غريمه محمد بيضون الى المحاكمة بتهمة تلقي رشى من بهاء الدين البساتني.. 

لكن المشكلة كانت ستبدو كبيرة.. فمن كان يقول ان البساتني كان سيعترف على من كان يتلقى منه الرشى؟ 

مصادر حركة ((أمل)) التي كانت تعمل يومها في مدار وزارة الطاقة وكانت تؤدي وظائفها مع كل وزير من الحركة تسلم هذه الدجاجة التي تبيض ذهباً.. تأكل وتطعم كانت سترشد الى شخص واحد كان وسيطاً بين محمد بيضون وبهاء البساتني أي بين المرتشي والراشي هو قاسم خليفة. 

خليفة هذا هو قاسم مشترك بين كل وزراء الطاقة وبين البساتني أي بين الراشي والمرتشين، الراشي واحد والمرتشون كثر. 

قاسم خليفة كان ذا حظوة عند الاثنين، فهو الذي كان يحمل المال نقداً، او بإسمه من البساتني ويسلمه الى محمد بيضون، وكان خليفة ذا حظوة لدى البساتني الذي أصدر له بطاقة سحب أموال باسمه من أحد المصارف ليصرف منها على احتياجات بيضون، كما تولى استئجار شقة فخمة في فندق ((بالم بيتش)) سجلها بإسمه لينصرف فيها محمد بيضون الى راحته. 

غير ان الأمور لم تكن دائماً سمناً على عسل بين الراشي البساتني والمرتشي بيضون وبينهما خليفة.. بل ان البساتني كان ((يستكتر)) على بيضون المزيد من دفع الرشى، فكان ((يقطّر)) عليه بالمدفوعات، وكان يسترضي قاسم خليفة بالقليل ليقنع بيضون بتأجيل طلب الرشى. 

لكن بيضون الذي كان أقسم أنه يجب ان يجمع خمسين مليون دولار قبل ان يترك الوزارة، وهو كان يخشى أن تكون وزارة الطاقة آخر مهمة رسمية يتولاها بعد خلافه مع مرجعه السياسي نبيه بري، رغم وساطة نائب رئيس المجلس الشيعي عبدالأمير قبلان بين الرجلين، ما كان ليسكت عن تهرب البساتني.. فكان العقاب بوقف أجهزة الكهرباء عن البث، فتزداد ساعات التقنين، وتقوم ضجة المسؤولين والناس. فيفهم البساتني الرسالة فيسارع الى طلب قاسم خليفة فيدفع الرشوة، فتعود الكهرباء الى البيوت والمكاتب والشوارع.. 

 

مافيا المولدات 

ولأن أصحاب مولدات الكهرباء.. كما مستورديها كما بائعي المازوت باتوا جزءاً من منظومة مافيا الكهرباء التي ما توقفت عند وزير مرتشٍ ورجل أعمال راشٍ، فإن هؤلاء باتوا يعملون في هذا الحقل كمن يعمل في البورصة، لكنهم ما كانوا يخسرون ابداً.. اذ مع كل تقنين ناتج عن خلاف في الدفع او تأخير فيه بين الوزير (بيضون) ورجل الأعمال (البساتني) كانت أشرطة الاشتراك تتشابك وتتعدد وتصل الى من كانت لم تصل اليه قبل ذلك فتزداد أرباح مافيا أصحاب المولدات.. وبات معظمهم تابعاً لهذا الزعيم (من زعم – مزعوم) السياسي او ذاك القبضاي في الحي او هذا الجهاز الأمني او هذه العصابة من الشبيحة.. وكلهم يتمنون ليل نهار خلافاً جديداً بين الوزير والراشي. 

وحتى لا يفوت أي لبناني أي نص من هذا المسلسل المسرحية الهزلية – المأسوية ، فإن ما يجري اليوم وحتى الآن في مصلحة أصحاب المولدات، وهو صورة طبق الأصل يفصل بينها عن ذلك الماضي القريب نحو عشرين سنة فقط ما تغير فيها شيء.. بل ازدادت خبرة مافيا المولدات.. كما مصالحهم. 

نعم 

المتغير الأساسي في هذه المسرحية – الهزلية – المأسوية هو تغير الوزراء.. لكن الثابت الأساسي هو بهاء الدين البساتني صاحب شركة B.B.energie 

نعم 

في لبنان – وكثير من بلدان التخلف الثقافي والاجتماعي يقدرون رجل أعمال كبهاء البساتني، لأن مقاييس النجاح عند هذه المجتمعات هي القدرة على جمع المال، فاللص الذي يسرق مال الدولة او أموال الناس يطلقون عليه وصفاً بأنه يأكلها من فم السبع، أما الرجل الشريف فيصفونه بالحمار لأنه لم يدبر نفسه.. وتجد نخبة مزعومة في المجتمع وفي الاعلام وفي السياسة تحوم حول هذا اللص كما الذباب حول الجيفة او الأوساخ ((يطنون)) مديحاً وإشادة وأملاً بفتات او ارتزاق او واسطة. 

نعم 

نجح بهاء الدين البساتني في أعماله في لبنان، وعوامل نجاحه قبل ومع رشاويه متعددة منها: 

خلال إقامته في الخارج أنشأ البساتني 49 شركة مشتقات نفطية، وكل شأن مرتبط بالطاقة، كان يفلسها جميعاً واحدة بعد الأخرى عندما تؤدي وظائفها المالية بالنسبة له.. سواء بطرق قانونية او غيرها. 

أطل من خلال هذه الشركات على عالم النقل البحري النفطي، وأقام مع اصحابها ومدرائها علاقات منافع متبادلة، نجح خلالها في شبه احتكار لوسائلها البحرية بمنع التعامل مع كثير من شركات بيع المشتقات النفطية اللبنانية وغيرها. 

أسس البساتني تجمعاً لاستيراد المحروقات ضم كل شركاتها.. لكنه فشل مع اثنتين هما شركة ((توتال)) الفرنسية، وشركة ((الوردية)) التي تشتري مشتقاتها من شركة ((توتال)) نفسها. 

هنا 

كانت كل الشركات الأخرى تشتري المشتقات عن طريق مناقصات داخلية، فيجتمع هؤلاء ويوزعون المشتريات على كل الشركات، فتبقى شركة B.B. energie صاحبة الحظوة الكبرى، بسبب شبكة علاقاتها الواسعة في لبنان وفي الخارج، مع قدرتها على النقل السريع وتأمين البضائع الأفضل. 

بهذا ومعه شكل البساتني أشرس احتكار لبيع المشتقات النفطية للدولة اللبنانية، وسيطر على كل الشركات الأخرى وفرض السعر الذي يريد، حتى وصل الى زيادة 15 دولاراً عن كل طن فوق سعره المعمول به عالمياً. 

وكلف البساتني أحد موظفيه في B.B. energie أنس منيمنة انجاز المعاملات المتعلقة بالبواخر المحملة بالمشتقات النفطية التابعة لكل الشركات الأخرى التي تبيع هذه المشتقات للدولة اللبنانية، وهي مفارقة مفضوحة حيث ان من المفترض ان هذه الشركات تتنافس للحصول على حق بيع المشتقات للدولة، فتخفض سعرها لإقناع الدولة بأنها الأفضل.. لكن البساتني نجح في لجمها كلها، ليفرض السعر الذي يريد مع توزيع أرباحه من الدولة على أصحاب هذه الشركات فيحصل هو على الغنيمة الأكبر ولا يتقاضى هؤلاء إلا الفتات.. وكان لهذا تفسير واحد وهو ان البساتني كان يوفر الشكل القانوني لهذه المعاملات والمناقصات من خلال مناقصات متفق عليها مسبقاً وتحت إشرافه.. بحيث يقدم أصحاب الشركات الأخرى أسعاراً مرتفعة كثيراً فيقدم هو سعراً أقل منها بقليل، وبتدبير مع وزير الطاقة كانت المناقصة ترسو على البساتني حتى لو كانت أرقامها أعلى من أسعارها العالمية. 

 

البساتني يبتز الدولة 

كان البساتني يتعمد تأخير تسليم الفيول لتوليد الكهرباء بذريعة عدم دفع الدولة اللبنانية المستحقات المتوجبة عليها، فيتم التقنين، وتنطلق الصرخات والاحتجاجات ويتم قطع طرقات، واعتداء على جباة الكهرباء.. وهو يعلم ان الدولة تعاني صعوبات في توفير المال، ومنها تمنع بعض المصارف او مصرف لبنان عن مدها بالمال.. فيتم تحت ضغط الحاجة دفع أسعار أعلى من السعر العالمي من جديد للبساتني. 

وعقد البساتني صفقة مع وزارة البترول في مصر لاحتكار شراء المشتقات النفطية منها بسعر أعلى مما تدفعه شركات أخرى، وشحن المشتقات المصرية الى لبنان (وغيره) ليبيعها بسعر مرتفع من جديد. 

كما ان البساتني كان يشتري مشتقات نفطية من سورية، ومواصفاتها لا تناسب المعامل اللبنانية، وكان من المفترض عرضها على المختبرات المعنية بالفحص، لتخرج كلها ضمن المواصفات المقبولة.. بعد ان تتم رشوة بعض المسؤولين في هذه المختبرات، فتتعرض كل المعدات العاملة في هذا المجال للتلف او التعطيل.. وليس هذا مهماً.. لأن الأهم ان البساتني يراكم أرباحه. 

هل عرف اللبنانيون الآن كيف كان بهاء البساتني يسرقهم؟ وهل يعلم كل لبناني ان له في ذمة هذا الراشي حقاً مادياً مباشراً..؟ 

هذا بلاغ للنائب العام كي يسحب بهاء الدين البساتني وكل من يثبت ضلوعه في الرشى من دفعها ومن قبضها الى التحقيق.. وحملة مكافحة الفساد مستمرة. 

 

بهاء البساتني: من يسترد منه سرقاته؟ 

محمد بيضون: يتوقف البساتني عن الرشوة.. فتزداد ساعات التقنين 

ايوب حميد: طاقمه المساعد دخل السجن بتهمة الرشوة 

 

بساتني يبيع التلوث 

أقام البساتني مصفاة ضخمة للنفط في قبرص عملت لعدة سنوات، بعدها وجدت حكومة هذه الجزيرة ان المصفاة باتت تسبب نسبة تلوث عالية، فقررت فكها.., اشتراها البساتني ووضعها في أحد مستودعاته في الجزيرة المتوسطية.. ثم راح يعرض بيعها بعيداً بسعر مغر وهو يعلم أنها باتت ملوثة للبيئة. 

 

البساتني شريك تمرز في تأسيس بنك 

اثر ارتفاع أسعار النفط أسس بهاء البساتني بالاشتراك مع روجيه تمرز بنك استثمار تولى الترويج له خبير نفطي ومالي لبناني وأطلق عليه اسم S.B.A سوسيتي بنك آراب.. شاركهما فيه السعودي حربي زهير وروجيه تمرز. (هكذا تحول بهاء البساتني من بائع غاز الى تأسيس مصرف لم ير النور لأسباب مختلفة.

 

بهاء البساتني.. اخطبوط 

نجحت شركة Z energie التي رفض صاحبها الزغرتاوي يمين الرضوخ لاحتكار البساتني في شراء كميات مشتقات نفطية ضخمة بأسعار مخفضة جداً من الاتحاد السوفياتي، بما جعل الرئيس المظلوم رفيق الحريري، الذي علم بالأمر يفاتح نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام بشراء كميات ضخمة من هذه المشتقات، بسبب رخص أسعارها، بحيث لم تكن تزيد عن 10% من مثيلاتها خارج الاتحاد المنهار، للبنان وسورية ولعدة سنوات. 

 البساتني الذي علم بأسرار هذه الصفقة عبر علاقاته مع مافيا النفط العالمية، اعتبر نفسه المتضرر الأكبر فسعى لإيقافها.. وجاء الايقاف عبر تهديد أميركا للبنان بوقف تقديم المساعدات له.. بذريعة ان هذه المشتقات يتم بيعها لتبييض الأموال، فتراجع الحريري عن عقد الصفقة رغم أنها توفر على لبنان نحو مليار دولار. .. ولا تتوقف

سرقات جهاد العرب 

يتابع بعض البيارتة بدهشة ورشة إبدال بلاط الأرصفة في بعض شوارع مدينتهم البيضاء.. وتزول الدهشة عندما يعلمون ان ملتزم هذا الإبدال لأرصفة بيروت هو نفسه جهاد العرب.. وجهاد العرب هو الذي كلف منذ ثلاث سنوات بعمل هذه الأرصفة.. فيضربون كفاً بكف.. بعد ان يعلموا ان جهاد العرب يفك البلاط الجميل مرتفع الثمن ويحتفظ به في مستودعاته تمهيداً لبيعه بأعلى الأسعار.. ثم يسلم بلدية بيروت لصاحبها جمال عيتاني بلاطاً من معمله بسعر 23 دولاراً للمتر الواحد.. ودائماً بالتراضي. 

المضحك المبكي الآخر، ان المهندس المختص في البلدية المذكورة والمكلف استلام الأرصفة بعد انجازها يوقع على تسلمها قبل ان ينجزها العرب.. فيعمل ((رامي مخلوف لبنان)) على تجاهل وضع أعمدة حديد على الأرصفة لمنع الصعود اليها، رغم أنه يسجل في التزامه أنه سيضع هذه الأعمدة التي يفصل بين الواحد والآخر على الرصيف نحو متر وخمسة عشر سم!!. 

 

الوسوم