بيروت | Clouds 28.7 c

قضية جمال خاشقجي ليلة القدر التي هبطت على أردوغان/ كتب حسن صبرا

من هنا نبدأ

قضية جمال خاشقجي ليلة القدر التي هبطت على أردوغان/ كتب حسن صبرا

 

  • *جمال خاشقجي: معجب بأردوغان ناقم على السيسي
  • *هل يحوّل أردوغان قضية اختفاء خاشقجي الى صفقة تلغي العداء السعودي للاخوان؟
  • *هل تدفع التهديدات الاميركية للسعودية الى انفتاح الرياض على طهران وحماس وحزب الله؟
  • *أردوغان يحقق مصالحة الرياض مع الدوحة؟
  • *جمال خاشقجي ابن النظام السعودي المدلل.. حتى جاء الامير محمد بن سلمان ولياً للعهد
  • *خاشقجي يدعو ابن سلمان الى الافادة من الحرية.. لا محاربتها
  • *فقدت الرياض أي تأثير لها في مصر، إلا ما ترسمه لها القاهرة

 

وهكذا

بينما كان العالم يترقب تاريخ فرض العقوبات الاميركية على الجمهورية الاسلامية في ايران، في الاسبوع الأول من ت2/ نوفمبر 2018، ظهر الحديث فجأة عن عقوبات اميركية على المملكة العربية السعودية. قبل ثلاثة أسابيع فقط من بداية ت2/ نوفمبر.

وبينما كان الحديث غالباً عن صفقة اميركية – سعودية، لإلزام ايران بالتموضع داخل حدودها الجغرافية - السياسية، صار التهديد الاميركي فرصة للحديث عن تطبيع العلاقات الايرانية – السعودية لمواجهة العقوبات والتهديدات الاميركية.. ضد الاثنين معاً.

كان الاعتقاد سارياً حتى مطلع ت1/ اكتوبر بأن اميركا ستضرب ايران بعد الغاء رئيسها دونالد ترامب للاتفاق النووي مع ايران (بمشاركة الدول الخمس..) اعتماداً على المملكة العربية السعودية، والبعض يستعيد صفقة الـ 450 مليار دولار بين ترامب ومسؤولين سعوديين ثمناً لذلك، فإذا السعودية تتحدث عن تهديدات اميركية لها بديلاً عن ايران.

والأدهى من ذلك ان في اميركا من يشجع الآن على ضرب السعودية.. وكلهم من الذين كانوا ضد إلغاء الاتفاق النووي مع ايران، كما ان الاميركان الذين كانوا ضد فرض العقوبات الاقتصادية على طهران، هم من أكثر المتحمسين الآن لفرض عقوبات على الرياض.

كانت أميركا تريد من فرض العقوبات على طهران دفعها لقبول المفاوضات مع اميركا على وضع اتفاق جديد بديل الاتفاق الذي ألغاه دونالد ترامب.. وكان جزءاً من برنامجه الانتخابي.

والآن.. تريد اميركا من التهديد بالعقوبات على السعودية.. استثمار الموقف الاميركي غير المتعاطف مع المملكة في الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ وحكام الولايات الخمسين، وكل مجلس النواب.

كانت اميركا تعتمد على السعودية للترويج لصفقة القرن المزعومة حلاً للقضية الفلسطينية بعد نقل سفارتها الى القدس المحتلة.. فإذا الأزمة التي تلوح في الأفق بين واشنطن والرياض بدافعٍ للحديث عن امكانية استعادة ((حماس)) مكانتها السابقة في المملكة.. وربما ((الاخوان المسلمين)).. وربما حزب الله وايران نفسها.

كانت العلاقات الاميركية – التركية في أسوأ حالاتها منذ كانت مصيرية لتركيا – استراتيجية لاميركا، وسيئة بين تركيا والسعودية, حتى ان الرئيس رجب طيب أردوغان رد على مقالات في الرياض تقلل من أهمية القدس المحتلة وتكتب بأنه ليس للسعودية أرض محتلة حتى تخوض الحروب ضد اسرائيل.. لتحريرها فقال ان التخلي عن القدس يعني التخلي عن الحرمين الشريفين مكة والمدينة، وان القدس أغلى من اسطنبول ومن الرياض ومن القاهرة ومن جاكرتا ومن اسلام أباد ومن دمشق.. فإذا به يصرح بأن العلاقات بين تركيا والسعودية استراتيجية وضرورية.

كانت اميركا تعتمد على السعودية لتعويض النفط الايراني الذي سيكون ممنوعاً من التصدير اعتباراً من مطلع شهر ت2 / نوفمبر 2018، فإذا بالرياض تهدد بأنها ستعود الى استخدام النفط كسلاح ضد السياسة الاميركية، بما يمكن ان يرفع سعر برميل النفط الواحد من 80 دولاراً الى مائة وربما مائتي دولار!!

كانت أثمان صفقات السلاح بين اميركا والسعودية بلغت نحو مائة مليار دولار، فإذا الرياض تتحدث عن امكانية شراء أسلحة روسية بربع هذا الثمن ومن دون واسطة او سمسرات او مغالاة بالأسعار.

كانت وكانت وكانت.. ثم تحول كل هذا الى عكس كل ما كانت عليه العلاقات الاميركية – السعودية.. ما الذي حصل؟ ولماذا الانقلابات في نهج بلدين هما أكثر أنظمة الأرض وعبر مئات السنين تقليداً وثباتاً..

بل ان العلاقات بين الرياض وواشنطن كانت الأكثر متانة منذ اللقاء الشهير بين الملك عبدالعزيز آل سعود (مؤسس المملكة العربية السعودية) والرئيس الاميركي تيودور روزفلت عام 1945، أي منذ نحو ثلاثة أرباع القرن.

وما عرف عن النظامين هذا الانقلاب ولو جزئياً في العلاقات لا مع بعضهما البعض ولا مع الدول الأخرى، فكيف يحصل الانقلاب بنسبة 180 درجة في ما كان عليه قبل اسبوعين فقط؟

 

قضية جمال خاشقجي

انها قضية اختفاء الصحافي – السياسي – الأمني السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في تركيا.

هذا هو السبب المباشر لهذا الانقلاب المستهجن والغريب.. اختفاء جمال خاشقجي مواطن سعودي كان مقرباً جداً من أصحاب القرار في المملكة طيلة ربع قرن على الأقل.. وكان آخر لقاء سياسي – أمني له هو مع ابن ملك السعودية سفيرها في واشنطن احمد بن سلمان بن عبدالعزيز في سفارة بلاده في العاصمة الاميركية قبل مجيئه الى اسطنبول، حيث اشترى شقة بمئتي ألف دولار للاستقرار فيها، وكان آخر عمل علني له هو دخوله قنصلية بلاده للحصول على تأشيرة لمن قيل انها خطيبته التركية!!

البعض يعتبر انها احدى شطحات دونالد ترامب التي هدد فيها المملكة بأوخم العواقب..

البعض رآها محاولة ابتزاز جديدة ضد المملكة التي لم تدفع الكثير مما اتفق عليه معها (450 مليار دولار).

لكن

اذا كان في الأمر ابتزاز اميركي عادي في عهد ترامب كما رؤساء اميركا السابقين، فإن الأمر لا يستدعي هذا التحدي السعودي المباشر ضد اميركا والتهديد بالتوجه شرقاً.. شرقاً نحو ايران وروسيا مثلما فعل بشار بعد انطلاق ثورة الشعب السوري ضده في 18 – 3 – 2011. طبعاً مع فارق ضخم بين النظامين.

كانت الرياض تدرك تكلفة عمليات الابتزاز الاميركية ضدها فتسارع الى اللقاء في منتصف أو أول الطريق لملاقاتها حتى لا تتطور.. فلماذا هذا الشعور السعودي بالخطر حتى تستنفر الى هذه الدرجة القصوى – على الأقل في التصريحات الاعلامية الداخلية-؟

أما اذا كان الأمر ان خاشقجي كان صحافياً او كاتباً في ((الواشنطن بوست)) فإن واشنطن لم تفعل حتى الآن أي أمر تجاه الاميركي – اللبناني نزار زكا المعتقل منذ سنوات في سجون ايران.. منذ عهد معدوم الضمير باراك اوباما.. وبعد مرور نحو سنتين من عهد دونالد ترامب إلا اذا كانت قضية زكا ضمن حزمة العقوبات التي تصعّد بها اميركا ضد ايران تمهيداً لما هو أسوأ بعد ثلاثة أسابيع (هنا نعود الى بداية المقالة ومفارقاتها).

 

 من هو جمال خاشقجي؟

نشأ جمال خاشقجي في حضن النظام السعودي وكان محظوظاً، اذ كان قريباً من امرائه الفاعلين، وخصوصاً رئيس جهاز الاستخبارات الأمير تركي الفيصل الذي وفر له امكانات عظيمة مكنته من اجراء حديث صحافي مع مؤسس تنظيم القاعدة الارعابي اسامة السعودي اسامة بن لادن عندما كانت هذه الاستخبارات متورطة مع استخبارات أنور السادات في مصر بدعم المجموعات المسلحة الافغانية في قتالها ضد الاحتلال السوفياتي لبلادها.

عينته السلطات السعودية رئيساً لتحرير جريدة ((الوطن)) عند تأسيسها مطلع القرن 21، وأعطته هامشاً من الحرية في استكتاب معارضين للنظام لاحتوائهم.. وكان محظياً طيلة عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأواخر عهد الملك فهد بن عبدالعزيز.

كان خاشقجي خير معبر عن طبيعة العلاقات الاميركية – السعودية، فكان أحد رجال الرياض في واشنطن، وكان أحد رجال واشنطن في الرياض.

كان قريباً من مؤسس المملكة القابضة الامير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، (وهو على صلة مع رئيس جهاز الاستخبارات السعودية)، وكان محل ثقة الأمير الوليد حتى انه كلفه الاعداد لإطلاق تلفزيون ((العرب)) من البحرين الذي بث لليلة واحدة ثم توقف لحسابات الامير السعودي الشاب.

كان جمال يكلف بمهمات تتجاوز مهمته الصحافية في أماكن عديدة في العالم، وخصوصاً في الغرب وتحديداً في اميركا.. وهو الصحافي العربي الوحيد – ربما - الذي كان له زاوية ثابتة في صحيفة ((الواشنطن بوست))، بما يملك من قدرة على الاطلاع على معلومات.

السيرة الذاتية لجمال خاشقجي مليئة بالمهمات والمسؤوليات العلنية والسرية.. وما أوقف اضافة أسطرها الغزيرة إلا مجيء الامير محمد بن سلمان ولياً للعهد.. الذي لم ينظر لجمال بود.. وبدأ تراجع دور ومكانة الصحافي في بلده، ومنع من أي دور في الخارج، كان معتاداً القيام به لمصلحة أجهزة المملكة.

ظل في السعودية ممنوعاً من الكتابة حتى انفجرت الأزمة مع قطر، وجاء من يطلب منه إعادة الكتابة ليساهم في حملة التحريض المتبادلة بين الدوحة والرياض فرفض الدخول في ما أسماه ((السيرك الاعلامي)) الذي نصبته العاصمتان الخليجيتان ضد بعضهما البعض.

لماذا منع جمال من الكتابة؟

فلنقرأ بعض آرائه التي أطلقها عبر العديد من المقابلات الاعلامية وكانت لوحدها كافية كي يفهم الناس مواقفه الاعتراضية الجذرية في الداخل السعودي.

قال جمال خاشقجي:

أنا مع الربيع العربي وما زالت الحاجة له مستمرة، وما زلت أرى امكانية التفاهم مع الاسلام السياسي (الاخوان المسلمون).

ضاقت مساحة الحرية كثيراً في السعودية، وكان يجب على الامير محمد بن سلمان ان يرحب بآراء رجال مثل عبدالله الحامد الذي دعا الى ملكية دستورية بدل زجه في السجن خمس سنوات وحكم بالسجن على الكاتب صالح الشيحي لأنه عبر عن رأيه صراحة في تغريدة على ((التويتر)).

انا أدعو كل شاب سعودي معترض ان يسكت الآن حتى لا يضيع سنوات عمره في السجن او المنفى وهو يجب ان يعلم انه لا فائدة في هذه المرحلة من المعارضة في الداخل، واذا كان هناك شاب يريد ان يجهر برأيه فعليه ان يذهب الى الخارج وان يعيش فيه وألا يعود الى بلده.

السعودية تحتاج الى الحرية، والأمير محمد بن سلمان يحتاج الى الحرية، الأزمة الحقيقية هي في الاقتصاد، نحتاج الى فتح مساحة حرية للنقاش حول القرارات الاقتصادية، التي تكلف المليارات واذا أقر المشروع وبدأ الحفر توقف نقاش لم يبدأ.. ويمكن ان تطير المليارات من دون جدوى.

كل من اعتقل في السعودية لم يتحرك ضد الدولة، لم يتكلم وما عاد الصمت كافياً، بل ان من صمت من تلقاء نفسه لوحق كي يتكلم كما تريد السلطة.

لقد قرأت كيف وجهت الاستخبارات المصرية في عهد جمال عبدالناصر رأفت الهجان ألا يتعامل مع سيرينا أهارون لأنها تجهر بمعارضتها لسياسة حكومتها الصهيونية، فهذه التي تجهر برأيها أكثر وطنية من المطبلين والمزمرين للحكومة نفسها..

 

جمال خاشقجي بين تركيا ومصر

لم يخف جمال خاشقجي اعجابه الشديد بسياسة تركيا في عهد رجب طيب أردوغان، قائلاً بحسرة: ((لقد انتظرنا سنوات دوراً تركياً في وطننا العربي، فلما جاء هذا الدور عبر اردوغان حاربناه.. ان أردوغان مسلم حقيقي حريص على مصالح البلاد الاسلامية، ولا ننسى دور تركيا في طرد الاستعمار البرتغالي من دول الخليج العربي..)).

لماذا التحريض على وجود حضاري – ثقافي لتركيا في منطقة سواكن السودانية، وفيها مناخ مناسب يلتقي مع مناخ جدة، لماذا التحريض على تركيا في السودان، وهي جاءت للوقوف معنا. لماذا نعارض وجود قوة عسكرية تركية في قطر؟ أليس هذا أفضل لنا من صدام عسكري مباشر بين السعودية وقطر.. فيمنعه الوجود العسكري التركي في قطر.

جمال خاشقجي يدعو الى أفضل علاقات مع تركيا ويدعو السعودية ومصر الى تحقيق حالة سياسية – ثقافية – أمنية – اقتصادية بينها وبين تركيا – ولو حصل هذا لكان أفضل وضع ضد اسرائيل وفي مواجهة اميركا وايران..

 

ليلة القدر هبطت على أردوغان

البعض رأى ان اختيار خاشقجي لتركيا للاقامة هو نتيجة قناعة كاملة عنده بإمكانية قيام اردوغان بدور القائد للعالم الاسلامي في هذه المرحلة، وليس هذا مستغرباً من رجل يجهر بهذه الدعوة في كل مناسبة.

وبالتالي لن يكون مستغرباً ان تقدم الاستخبارات التركية ما تعتبره هدية لصديقتها الاستخبارات الاميركية، هي عبارة عن شريط مصور عن ((دلائل الادانة)) لما حدث في القنصلية السعودية في اسطنبول.

ويقال ان الاتراك أعطوا معلومات دقيقة مستوحاة من هذا الشريط للمستشار الخاص للملك سلمان بن عبدالعزيز، الأمير خالد الفيصل (صديق خاشقجي) الذي أرسله الملك السعودي الى تركيا للاطلاع.

عند هذه المسألة الجوهرية يطرح البعض تساؤلاً عن امكانية اخضاع اردوغان كلاً من السعودية واميركا للابتزاز، فيحقق مع الرياض ما يريد من دور اقليمي، ويحقق مع اميركا ما يريد من اعتراف بدور له في هذا الاقليم، خصوصاً ضد الاكراد وفي سورية، فضلاً عما يمكن ان يحصل عليه من ايران في الوقت نفسه وهي مقبلة على حصار غاشم.

 

ومصر؟

اعجاب خاشقجي بتركيا وأردوغان يناقض هجومه على نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي ويصفه بأنه حكم رديء وانه في توجهاته ضد السياسة السعودية، لأن هواه ومزاجه هو مع بشار الاسد، والسيسي يعلم ان بقاء بشار يعني بقاء لايران.. فهل هذا ما يريده.

ويتطرف خاشقجي ضد نظام السيسي ليقول ان بقاءه يقرب من عودة الاخوان الى الحكم في مصر، وحكمه سيىء في سياسته الخارجية، والاقتصاد الذي هو أهم أمر في أي مجتمع بات سيئاً.

يتابع خاشقجي ان هذا النظام (المصري) يكلف السعودية الكثير فهو يحتاج مالاً كثيراً في وقت باتت فيه السعودية عاجزة عن مساعدة أحد.

لقد ذهب الزمان الذي كانت فيه السعودية في عهد المجلس العسكري وقبل مجيء الاخوان الى الحكم تستقبل ضباط استخبارات مصرية لتنسق معهم في أمور مصرية داخلية، الآن لم تعد السعودية تستطيع ان تقول لضباط مصريين تعالوا إلي، ولم يعد لأي سعودي او خليجي أي تأثير في سياسة السيسي.

السعودية فقدت أي دور لها داخل مصر، إلا ما تريد القاهرة – وبحالة طارئة ومؤقتة ان تسمح به للرياض.

 

هذا هو جمال خاشقجي فلماذا حصل هذا معه؟

تركيا والسعودية مسؤولتان عن كشف مصير الصحافي – السياسي – الأمني السعودي جمال خاشقجي، فهو سعودي دخل قنصلية بلاده في تركيا، ولم يخرج منها..

كل الترهات والخزعبلات التي خرجت بشكل سافر من سيرك اعلامي نصب للحديث عن الرجل من قتل او تعذيب، او تقطيع جثته او سجنه في السعودية هنا او هناك - كلها  لا تملك ذرة واحدة من الحقيقة عنه.

الجهتان الوحيدتان اللتان تعرفان مصير الرجل في اسطنبول والرياض.. وبالتأكيد الاستخبارات الاميركية وربما الالمانية الأكثر تأثيراً داخل تركيا.

فهل يكون مصير خاشقجي في تركيا وحاجة السعودية للتخلص من قميصه القذر، فرصة لأردوغان كي يقدم للرياض او للأمير محمد بن سلمان مشروعاً مشتركاً للمنطقة تحت قيادتهما.

أردوغان عدو السيسي الأول وكذلك السيسي عدو أردوغان الأول.

محمد بن سلمان عدو تميم بن حمد بن خليفة الأول وكذلك تميم عدو محمد بن سلمان الأول.

اردوغان حليف حمد بن تميم الأول وكذلك تميم حليف اردوغان الأول.

في دائرة الصراع المقفلة تبدو الاطراف المتخاصمة أقرب الى بعضها اذا التف المحور على نفسه في شكل دائرة.. اذا ارادوا التوافق.

فهل يقدم اردوغان على حل أزمة قطر – السعودية عبر حل قضية خاشقجي أم يسارع الى استغلالها لابتزاز السعودية الباحثة عن حليف قوي في المنطقة في مواجهة تهديدات ترامب؟

وهل يقدم الامير محمد بن سلمان على حل أزمة – القاهرة – اسطنبول بمصالحة السيسي مع الاخوان؟ وعودة الروح الى العلاقات التركية – المصرية؟

جاء الملك سلمان الى السلطة بعد وفاة أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يؤشر الى تغيير في العلاقة السيئة مع الاخوان المسلمين.. ثم استكان وعاد الى مواجهة الاخوان وكان لمحمد بن زايد في الامارات دور رئيسي في هذه المواجهة.. فهل يستطيع اردوغان عبر قضية خاشقجي ان يفتح ثغرة في حائط المواجهة بين الرياض والاخوان؟ وهل يشكل هذا استفزازاً للرئيس عبدالفتاح السيسي، فيحاربه ام يقنع القاهرة بأن من مصلحتها عدم فتح المزيد من جبهات الصراع؟

قال جمال خاشقجي في أكثر من مناسبة:

ان كل ما يجري في مصر يؤثر علينا كسعوديين عندما كانت مصر ناصرية كنا ناصريين في السعودية، وعندما رفعت مصر راية الاشتراكية جئنا في السعودية بمسلمي سورية كي يقولوا ان الاسلام هو العدالة الاجتماعية.

الرهان على مصر دائماً هو رهان صحيح.. شرط ان تكون مصر في حالة قيادة وقادرة ورائدة.

حسن صبرا

 

 

جمال خاشقجي لم ينجح مع رفيق الحريري

كان الرئيس رفيق الحريري يحرص عند مجيئه الى جدة على استقبال جمال خاشقجي ضمن استقبالاته الخاصة للمقربين منه، وكثيراً  ما كان نجل الحريري سعد حاضراً تلك الاستقبالات.

في احدى الجلسات تحدث خاشقجي متباهياً بأنه نجح في حشد عدد كبير من أثرياء المملكة في جدة والرياض على تقديم مساعدات سخية للمجاهدين في أفغانستان ومنهم اسامة بن لادن.. فرد الحريري الأب قائلاً: إلا أنا لم تنجح في جعلي أدفع ريالاً واحداً.. لأنني كنت أساعد في لبنان على انهاء الحرب، ولا يمكن ان أساعد في افغانستان على إراقة الدماء.

 

الوسوم