بيروت | Clouds 28.7 c

بري في رد مبكل على عون: كفى

مجلة الشراع 17 حزيران 2021

فاجأ الرئيس نبيه بري الرئيس ميشال عون بالبيان النوعي والتاريخي الذي اصدره في رده على البيان الهجومي الذي كان اصدره قصر بعبدا متحدثا فيه عما سماه صلاحيات رئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة .

المفاجأة في بيان بري تمثلت اولا في التحديد الدستوري الدقيق لصلاحيات عون في هذا الشأن ، خاصة عندما اكد ان رئيس الجمهورية الذي لا يحق له التصويت في مجلس الوزراء لا يحق له ان يحصل على حصة وزارية, وهو مبدأ كان عون نفسه يعمل بموجبه عندما رفض في ولاية الرئيس ميشال سليمان ان يتم منح رئيس الجمهورية حصة من الوزراء.

اما المفاجأة الثانية التي جاءت في بيان بري المبكل فتمثل في اصراره على ان احدا لا يستطيع تجاوز المؤسسة الام سواء في مسألة تسمية الرئيس المكلف وهو ما جرى مع سعد الحريري مرتين الاولى لدى حصوله على ثقة 65 نائبا والثانية في جلسة تلاوة رسالة رئيس المجلس النيابي حيث اكدت مجددا منحها الثقة للرئيس المكلف بعد رد ما ورد في الرسالة المذكورة من محاولات باتت مكشوفة لتحميل مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الى الاخرين علما ان الكل في الداخل والخارج بات يعرف تمام المعرفة ان المسؤول عن تعطيل تشكيل الحكومة هو فريق عون برئاسة جبران باسيل الذي يحاول بشتى السبل ازالة ما اصاب صورته وادارته لكل الملفات التي تولاها من سقوط مدو وفشل ذريع بدءا من رئاسته التيار الوطني الحر مرورا بملفي الاتصالات والكهرباء ووصولا الى دوره كرئيس جمهورية فعلي يعمل وفقا لما قال عمه الى خلافته في قصر بعبدا.

المفاجأة الثالثة تجسدت في ظهور المسؤول عن اختراع وصياغة بيانات قصر بعبدا اي مفتي القصر سليم جريصاتي في مظهر "الركيك"دستوريا لاسيما مع اللوم الذي وجه له من داخل الفريق الذي يضمه حول عدم احاطته بالافكار والمواد التي يختارها بانتقائية احاطة كاملة ، وقد عرض بذلك الرئاسة الاولى الى احراجات كانت في غنى عنها.

اما المفاجأة الرابعة فكانت بان فريق العهد الذي اعتقد ان بري لن يرد على البيان غير المسبوق من قبل قصر بعبدا في العلاقة بين الرئاستين الاولى والثالثة ، وذلك حرصا على استمرار مبادرته ودوره كوسيط ، الا ان رهانات بعبدا اسقطها بري بوضعه النقاط على الحروف وايضاح ما يجب ايضاحه بالنسبة للطرف المعرقل وهو فريق عون- جبران ، مع التشديد على رفض المس بالدستور او اللعب به من خلال خلق اعراف جديدة.

وفي الكلام الوارد في بيان بري وما استتبعه من بيانات رد على بيانات بعبدا، فان ما كان لافتا ايضا هو التعبير عن التأييد الواسع عربيا ودوليا ومحليا عن دعم مبادرة رئيس المجلس ، وعدم قبولها الا من فريق عون وصهره جبران ، ما يشير بوضوح الى ان العزلة التي يعيشها هذا الفريق ويريد تعميمها على البلاد ككل ،غير مقبولة في اي حسابات وطنية.

واذا كان بري وضع النقاط على الحروف  ، فقد بدا كمن يقول لعون كفى .

كفى تلاعبا بالدستور.

وكفى محاولات لاحراج الحريري بهدف اخراجه، لان لا بديل له وهو المسمى من مجلس النواب.

وكفى سعيا لخلق اعراف جديدة .

وكفى تعطيلا للاتصالات حول تشكيل الحكومة.

كل ذلك قاله بري  مع التأكيد بانه ماض في مبادرته شاء من شاء وابى من ابى ، لان المصلحة الوطنية العليا هي الاساس ولان معاناة الناس تكبر وتحتاج الى حكومة انقاذ تتولى فرملة الانهيار ولجمه ، وليس الى حكومة تعيد بناء معادلات السلطة لمصلحة هذا الطرف او ذاك.

الوسوم