بيروت | Clouds 28.7 c

ابو خالد الحبيب...تركنا / كتب حسن صبرا

مجلة الشراع 22 نيسان 2021

 

انه محمد خليفة توأم الفكر والروح والسياسة والصحافة الذي انتزعه الموت بالكورونا من حياتنا المشتركة منذ اربعين سنة ليترك في كل ما يمثل الفراغ الذي نترك لله بالقدر ان يعوض غيابه انه الوهاب الرحمان الرحيم

ابو خالد الحبيب ... بعد الآن لن اتمكن من مناداة احد بما اناديك به الآن ايها الحبيب بكل ما تحمله هذه الكلمة من عمق

انها الصدق ايها الصديق ويشهد الله اني ما سمعت منك يوماً الا الصدق وانت الطفل البرىء وانت المفكر العميق وانت الانسان المهذب الخلوق الخجول الشجاع الملتزم صاحب الاخلاق العالية النادرة

ابو خالد ما هذا الذي فعلته ؟ كيف تركت كورونا يهاجمك ويهزمك وانت ما تراجعت لحظة امام جراثيم آل الاسد ؟ واذا كنت سأخبرك بأن ميشال كيلو هزم امامها قبل يومين فلأقول لك ان عصابات الاسد فشلت في تغيير خلية واحدة من دماغ كل منكما لكن هذه الجراثيم المسماة كورونا نهشت جسديكما حتى الرحيل والعزاء ان عقل كل منكما ما زال ينبض حتى تجد حلاً جذرياً للخلاص الشعبي والوطني والاخلاقي من الاسد وعصاباته

آه يا ابا خالد لو كنت وحدك مقاتلاً آل الاسد لحق على العروبة وسورية والضمائر الحية ان تشهد انك على حق يا حاملاً بالقلم والصوت واللهجة الحلبية المحببة اوجاع عشرين مليون سوري دمر آل الاسد بلادهم وشرد منهم نصفهم واختطف منهم نصف مليون وقتل مثلهم

ابو خالد الحبيب ... لن اسمع صوتك بعد الآن عبر الهاتف اثناء تمشايتي اليومية نتناقش نتناقض نتكامل نملأ الفضاء ضحكاً واحلاماً ونجول في قضايا العالم ... نبدأ في سورية ثم نعود اليها

لن اراك بعد الآن لا في بيروت او شحتول او القاهرة او اسطنبول .. لم يعد مهماً انتظار انتهاء كابوس كورونا فما عاد المانع هو مرض او مسافات او حجر ... لقد اصبحت الموانع هي المسافات البعيدة بين الحياة والموت ... بين الكلام والصمت... بين السماء والارض

اهكذا تقرر يا ابا خالد ان تستسلم امام كورونا وما عهدتك مستسلماً امام اي غدار خبيث لئيم من صنف البشر ؟

محمد خليفة يا من كنت نصف الشراع وانت رئيس تحرير القسم الثقافي ومجلة مصر داخل الشراع الغزير في كتابة المواضيع السياسية والتحقيقات واجراء الحوارات

ما زلت اتخيل وقوفك رمحاً ويدك المصافحة كف عصب حب ومودة تشد به من يلاقيك

ما زلت اتخيلك يا ابا خالد راكعا ساجداً لله وانت تبتغي في صلاتك الوسط بين الجهر بها والخفوت

  ما زلت اتخيلك تقرأ الشعر كما تسر بمعلومة كما تظهر الود وما سمعت على لسانك يوماً اي عيب

    عندما كان يسألني الناس عن شرف الصداقة اقول محمد خليفة

   وعندما كان يسألني الناس عن شرف المهنة اقول محمد خليفة

   ومحمد خليفة هو حبيبي واخي وصديقي وهيهات ان افيك حقك ايها الإنسان النبيل

اعذرني يا ابو خالد انني ما عدت قادراً على المتابعة في الكتابة عنك وقد تجمدت عروقي كما تعبت يدي  وشل عقلي وبت احتاج الى صمت المكان عله يشاركني الحزن على صمتك عنا

الوسوم