بيروت | Clouds 28.7 c

سبق جديد للشراع:  تعرض سفينة شحن اسرائيلية لهجوم قبالة سواحل الامارات

 مجلة الشراع 14 نيسان 2021

 

بعد ايام معدودة من نشر الشراع مقالاً للسيد صادق الموسوي تحت عنوان:

هل يريد العالم منظمة الجهاد الاسلامي من جديد ✔? (نشر يوم 8/4/2021)

تعرضت سفينة شحن اسرائيلية لهجوم في بحر العرب اصابها بأضرار تحدثت عنها اسرائيل ونشرت النيويورك تايمز الاميركية معلومات بعدها ان اسرائيل لن ترد على هذا الهجوم

وكتب السيد صادق ان استمرار هجمات اسرائيل على مواقع ومصالح ايرانية سيعني ان المنظمة التي نشطت طيلة عقود الثمانينات والتسعينات يمكن ان تعود للنشاط... فهل هذا ما يفسر ما كتبته الجريدة الاميركية؟

الشراع في 14/4/2021

 

 

هل يريد العالم منظمة الجهاد الإسلامي من جديد؟  بقلم السيد صادق الموسوي

مجلة الشراع 8 نيسان 2021

 

توالت الأنباء عن استهداف سفن تجارية وناقلات نفط إيرانية من قبل الكوماندوس الصهيوني في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط...

وعلى الرغم من  أن لا تأثير كبيراً على تلك السفن والناقلات ولكن في هذا الإستهداف دعوة مباشرة للجمهورية الإسلامية في إيران والمتعاطفين معها في المنطقة للقيام بردّ فعل أقوى على مصالح الكيان الصهيوني بحراً وبراً وجواً..

ولا يمكن أن يكون حلفاء هذا الكيان وجميع المتعاملين معه بأي شكل من الأشكال وفي جميع أقطار العالم بمنأى عن تأثيرات ردّ الفعل هذا!!

إننا لا زلنا نتذكر كيف تخبّط العالم كله لما بدأت الألغام البحرية التي زرعتها منظمة الجهاد الإسلامي في مياه الخليج!

وكيف اضطربت أسواق النفط العالمية!

وكيف ارتفعت أسعار شركات التأمين العالمية على السفن نتيجة وجود مخاطر حقيقية على السفن المبحرة في مياه الخليج!

ورأينا أيضا فشل كافة المحاولات التي بدلتها الدول الكبرى واستعمالها أحدث ما تملك من تقنيات للسيطرة على الوضع وإعادة الأمان إلى الخليج... وأخيراً اضطر الجميع للتوقف عن تهديد المصالح الإيرانية، ولما تأكّد الإيرانيون من ذلك توسطوا لدى منظمة الجهاد الإسلامي لتوقف عملها كما توسطت إيران أيضاً مرات للإفراج عن الرهائن الأمريكيين وغيرهم لدى المنظمة نفسها...

إن العالم اليوم، يجب أن يتوقف عن اللعب بالنار مع الجمهورية الإسلامية..

وإن الولايات المتحدة الأمريكية مدعوّة في الدرجة الأولى لكي تُمسك بقوة على يد المعتوه نتنياهو بعد أن اختل توازنه العقلي نتيجة خسارته حليفاً معتوهاً مثله في البيت الأبيض..

وإلاً،

 فإن دول الخليج في الدرجة الأولى التي تعاني اليوم من أزمة مالية خانقة ما اضطرها الى الإستدانة من المصارف الأجنبية بفوائد عالية وبيع أسهم مؤسساتها السيادية للأجانب والإستدانة من مواطنيها من خلال طرح سندات الخزينة واللجوء إلى مختلف الوسائل للتغطية على العجز الكبير من ميزانياتها السنوية، وهذه الدول التي عملت على التطبيع السريع مع الكيان الغاصب وفتح مطاراتها أمام طائراتها وألغت التأشيرات المسبقة للسياح الصهاينة على أمل أن يعود الإنتعاش لاقتصاداتها... 

ستكون أكثر المتضررين من فقدان الأمن في مياه الخليج وبحر عمان والبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وحتى في المحيطات إذا شعرت الجمهورية الإسلامية أن مصالحها تواجه خطراً حقيقياً..

 ولا أعتقد أن أحداً في العالم اليوم وهو يتخبط في تداعيات تفشي فيروس كورونا، وتدهور الإقتصاد العالمي، وارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عموماً، يمكنه تحمل مفاعيل أزمة كبيرة جديدة ما تزيد الطين بلّة، وتؤدي حتماً إلى مشكلة كبرى جديدة لكل دول العالم منفردة وبصورة جماعية أيضاً!

إن اقتصاد العالم لا يزال يستند إلى حد كبير على النفط..

وإذا رأينا تداعيات إصابة عدد محدود من منشآت آرامكو بصواريخ الحوثيين على أسواق النفط فكيف ستكون الحال إذا توسعت دائرة الإستهدافات لتشمل الخليج كله والبحر الأحمر الذي يمرّ عبر قناة السويس فيه قسم كبير من ناقلات النفط العملاقة والسفن حاملة مختلف أصناف البضائع من وإلى مختلف دول العالم، حتى أن أزمة كبيرة حصلت في أوراق الحمام في عدد من الدول الأوروبية إثر تعطل الملاحة في القناة أياماً معدودة بسبب جنوح ناقلة حاويات اضافة إلى خسائر بمليارات الدولارات لمصر والشركات والإفتصاد العالمي... وكيف ستكون الحال إذا فُقد الأمن في البحر الأحمر كله! والذي هو تحت السيطرة النارية للحوثيين حلفاء الجمهورية الإسلامية في إيران، فهل يعجز الذي أوصل صواريخه ومسيراته المتفجرة إلى أكثر من ألف كيلومتر وأصابت أهدافها بدقة من استهداف سفن تجارية وناقلات نفط لا يمكن إلاّ أن تمرّ بمضيق باب المندب، والحوثيون على سبيل المثال لا الحصر يمكنهم بكل سهولة مراقبة تحركات السفن التي تبحر في المنطقة وتوجيه ضربات مؤثرة إليها وبالنتيجة تعطيل الملاحة كلياً في المنطقة ولمدة طويلة...

إن العقلاء يجب أن يتحركوا بسرعة لوقف اللعب بالنار، خصوصاً وأن جلسات المفاوضات النووية مستمرة في العاصمة النمساوية، ولا يجوز أن يعكر أي معتوه الأجواء الإيجابية التي تسود المفاوضات!

ولعل نتنياهو يريد بعمله هذا توتير الأجواء لمنع حصول اتفاق في الفترة المتبقية من رئاسة الشيخ حسن روحاني على أمل أن يأتي المتشددون إلى الحكم في إيران وتتعرقل المفاوضات من أساسها!

أو أن يتم حصول الإتفاق على أيديهم فيُسجّل النصر باسمهم ويُحرم الإصلاحيون من الإستفادة من الجهود المضنية التي بذلوها طوال أكثر من عامين للوصول إلى الإتفاق مع الدول 5+1 عام 2016...

وهنا،

 يكون الخاسر الأكبر إدارة جو بايدن الحالية التي كان كثير من عناصرها الأساسية اليوم أعضاء فاعلين في فريق التفاوض على عهد باراك أوباما، ومنهم روبرت مالي المسؤول الحالى المكلف بالملف النووي مع الجمهورية الإسلامية في إيران، والذي سيكون عليه أن يبدأ من جديد ومن نقطة الصفر التفاوض مع فريق جديد لا يقرّ بما تمّ الإتفاق عليه سابقاً، وأعضاؤه يهدفون إلى رفع السقف كثيراً لأجل إرضاء الشارع الإيراني المتعاطف مع الأصوليين في حال ضاعت الفرصة الحالية، وهذا ما يكون انتكاسة للجهود التي بذلها الفريق الأمريكي طوال الفترة الماضية للوصل الى الإتفاق بصورته الحالية، في حين سيواجه العالم والولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص مخاطر كبيرة في البحر والبر والجو إذا لم يتوقف استهداف المصالح الإيرانية، وفي التجارب السابقة عبرة لمن يعتبر...

السيد صادق الموسوي

 

الوسوم