بيروت | Clouds 28.7 c

اللصوص متضامنون والضحايا فارطون

مجلة الشراع 1 نيسان 2021

 

ربما لم يعرف اي مجتمع في العالم الحالة التي يعيشها اللبنانيون مع هذه العصابة الحاكمة التي لم يسبقها في التضامن مع بعضها،

في الشرّ

وفي النهب

وفي الوقاحة

الى حد العهر وانعدام الاخلاق الّا عصابات شيكاغو ومافيات صقلية.. واذا كان الاكثر شهرة من رموز هذه العصابات هو آل كابوني فإن كل زعيم في لبنان هو كابوني حتى لو حمل صفة فخامة رئيس او دولة رئيس ..

هؤلاء تسميهم الناس موالاة لأنهم يوالون مصالحهم قبل الوطن والناس والضمير والاخلاق...

هؤلاء لا دين لهم الا المال ولا شرف لهم الا النفوذ ولا عرض لهم الا زبانية ...

فماذا عن المعارضة؟

  كل مواطن سرق منه الموالاة او الموالون قرشاً واحداً من جيبه مقابل كهرباء لم تتوفر هو معارضة حتى لو اصطف في صفوف الغنم التي يسحبها الجزارون نحو الذبح فتسير صاغرة الى مصيرها.. وهل في لبنان من لم  يسرق منه لصوص الطاقة الوزراء مالاً هو احق به وما خرج وعائلته من العتمة منذ احد عشر سنة ؟

هذا الغنم هو الذي يحمي اللصوص..

كل قطيع غنم له آل كابوني الخاص به وهذا الكابوني لا يكتفي بالغنم فحوله ثيران بقر جاهزون للانقضاض في اي لحظة ضد من يقترب من الكابوني الخاص به..

وحول الكابوني كلاب مسعورة يجري تجويعها عمداً حتى اذا ثار غنم انقضوا عليها لإسكاتها إما افتراساً وإما تخويفا!

انظروا الى حجم الذين خرجوا في انتفاضة وطنية ضد الحرامية منذ 17/10/2019 وهم خيرة شباب وشابات الوطن... وكيف تراجعوا قهراً امام غنم الكابوني وبقره وكلابه  المسعورة..

انظروا كيف زاد الفقر بعدها وانهار الاقتصاد ونهبت ودائع اكثر من مليون مواطن او عائلة وهجّر عشرات الآلاف واقفلت مصالح بالآلاف واضيف نصف مليون لبناني الى لائحة العاطلين عن العمل وتقاتل لبنانيون على علبة حليب اوزجاجة زيت وشهد لبنان لأول مرة حالات قتل نفس وبحث في القمامة عن بقايا طعام وتحولت المدن اللبنانية بعد البلدات والمدن الى بيات باكر في المنازل على الرغم من ان السرقات صارت اكثر وقاحة في وضح النهار...

كل ما حصل منذ ذلك التاريخ يحفز على الانتفاض بأكثر مما كان قبله ومع هذا اخمدت الانتفاضة في النفوس وتحول بعضها الى تصفية حسابات وقوم لأقعد مطرحك ...

اتعلمون لماذا؟

للاسف، لأن غنم الكابوني وبقره وثيرانه وكلابه المسعورة هي في خانة المستفيدين من الفساد...

الكابوني يلتهم الهبرة... نعم!

لكنه يرمي لغنمه عشب الارض ولكلابه عظام الغنم ومن البقرة الحلوب ما تبقى في ميزانيتها..

احسبوا اعداد الاغنام والبقر وكلاب الحراسة حول كل كابوني حاكم ستجدون انهم بالاعداد اكثر من الذين خرجوا منذ 17/10/2019!!

 هل هذه احجبة؟

أبداً ..

هذا هو الواقع،

والا كيف تفسرون هذا الصمت على استمرار السرقة من الكابوني في مجلس النواب بالامس في تمويل كهرباء لم ولن يسمح لها الكابوني الخاص بها ان تحضر وهو مطمئن ان الكابوني الآخر في المالية لن يجرؤ على محاسبته وان الكابوني الثالث لن يحرؤ ايضاً حتى لا يحاسبوه على سرقاته ..وهكذا

هو الكابوني الحاكم الماروني والشيعي والسني والدرزي ...

هل فهمتم  الان لماذا الاصرار على ابقاء البقرة الحلوب بين ايديهم وكلاب الحراسة المسعورة حولهم ، حتى اذا ثار الغنم وجاع كان امامه العشب يأكله او سحبه الى الذبح مغمض العينين

الوسوم