بيروت | Clouds 28.7 c

ما وراء التمسك بالثلث المعطل .. ورفضه

مجلة الشراع 27 آذار 2021

فيما يصرّ النائب جبران باسيل على الحصول على الثلث المعطل في اي حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري ،فانه يتذرع بان من حق رئيس الجمهورية ان يحصل عليه حتى لا يكون مجرد شاهد في ادارة السلطة التنفيذية، ومن منطلق ان رئيس الحكومة يملك بشخصه الثلث المعطل بمجرد التلويح باستقالته او بالاقدام عليها كما فعل الحريري في 29 تشرين الاول – اكتوبر العام الماضي ، كما ان وزير المال الشيعي يستطيع من خلال توقيعه تعطيل كل ما لايناسب مرجعيته السياسية بينما الوزير الدرزي في حال كانت الحكومة من 18 وزيرا يستطيع باستقالته ان ينزع الميثاقية عن الحكومة في اي وقت وفي حال وجد ان هناك توجهات لا تناسب مرجعيته السياسية.

وهذا كله يتم الحديث عنه في كواليس الاتصالات لتشكيل الحكومة على الرغم من البيانات الصادرة من قصر بعبدا  والتي تنفي التمسك بالثلث المعطل، وهو ما يطرح علامات استفهام حول سر تمسك باسيل بهذا الثلث بمعزل عن حليفه حزب الله، ما يدفع اوساط الحريري الى الريبة من هذه الخطوة حيث ان بامكان باسيل في اي لحظة بعد تشكيل الحكومة اذا كان هذا الثلث بحوزته  الدفع باتجاه استقالة الوزراء من حصة رئيس الجمهورية لتصبح الحكومة مستقيلة .

الا ان كل ذلك لا يعبر حقيقة عن خلفية ما يجري ، وهي باختصار معادلة يريد فريق العهد تكريسها وهي لا للحريري مقابل لا لجبران التي سبق للرئيس المكلف ان اعتمدها ، خصوصا وان الاخير يرفض حتى الحوار او التواصل مع باسيل بعد التجربة غير المشجعة التي شهدتها علاقتهما خلال السنوات الاربع الاولى من عمر العهد.

واذا كان جبران يعمل من كل ذلك على محاولة استعادة حضوره الشعبي من خلال تصوير ما يقوم به بانه للحفاط على حقوق المسيحيين ،فانه خدم الحريري بذلك عندما قام الاخير بمصارحة الرأي العام بما يجري مصرا على تشكيلة الـ 18 وزيرا التي سبق ان قدمها لعون رافضا املاءات القصر وجبران ، وهو ما جعل البيئة التي يمثلها تتعاطف معه الى ابعد مدى كونه رد ما تعرض له بالاسلوب نفسه وبالطريقة نفسها التي فاجأت بعبدا كما عبر الناطق باسمها انطوان قسطنطين.ما يعني ان البلاد لم تدخل فقط باب حرب البيانات والمواقف بل وايضا باب السعي للكسب والتأييد الشعبي من قبل كل طرف في بيئته الطائفية والمذهبية.

الوسوم