بيروت | Clouds 28.7 c

لبنان انقذ الاسد الاب لبنان يسقط الاسد الابن

مجلة الشراع 20 آذار 2021

صار واضحاً ومعلوماً ومكرراً ان حافظ الاسد جاء برفيق الحريري رئيساً لحكومة لبنان عام 1992 على الرغم من اعتراض الاصولية العلوية التي استنكرت ان يحكم لبنان سني قوي له علاقات مميزة مع السعودية ومصر وفرنسا واميركا.. والنظام العلوي في سورية يتعامل مع الاصدقاء على قاعدة مصرية تقول " الفريك ما لوش شريك "

الاسد اراد الحريري لينهض بلبنان الذي تحتله سورية لينهض ايضاً بالشام العاجزة اساساً عن النهوض بنفسها بعد ان حولها ضباط الاسد العلويين الى بقرة حلوب يتقاسمون حليبها في مزرعة كبيرة اسمها سورية يملكها آل الاسد ويتمنن على شعبها بالاستقرار المجبول بالقمع والارعاب وذبح الكرامات وامتحانات النفاق اليومية ليطرب فيها حاكمها زارعاً تماثيله في كل البلاد عناوين للولاء مدخل المنافقين للثروة والنفوذ ..

نجح رفيق الحريري في انقاذ لبنان وحصل آل الاسد وضباطهم واجهزته وخزانته على عشرات مليارات الدولارات من لبنان خلال ثلاثة عشر سنة هي الفترة من لحظة مجيء الحريري عام 1992حتى اغتياله عام 2005

انقلبت الآية بعد ان بات لبنان مخطوفاً من مافيا اللصوص الذين يحكمونه واصبحت ديونه اكثر من مئة مليار دولار ومجموع ما نهبه حكامه اللصوص حوالي 800 مليار دولار خلال نحو 30 سنة

نعم

انفجرت ازمة اللصوص الحكّام حين خرج اللبنانيون في انتفاضة ضد الحرامية في17/10/2019 فردّوا على الإنتفاضة بالمزيد من نهب الاموال وإخراجها من لبنان والسيطرة على اموال المودعين وقد استثمر السياسيون اموالهم في المصارف بعد ان سيطروا على مجالس ادارتها او وضعوا الاموال المنهوبة من الناس والدولة في المصارف التي تخضع لسياساتهم او اشترطوا عليها الإمساك بقرارها مقابل تلك الاموال

وحيث يتواجد الحكام اللصوص تنهار المؤسسات فإن انهيار العملة الوطنية جاء وترافق مع ندرة الدولار واستحالة سحب المودعين اموالهم من المصارف

  وإذا ما عرفنا ان جزءاً كبيراً من الاموال المودعة في مصارف لبنان تعود لسوريين سواء كانت اموالهم شرعية او مسروقة من سورية ومن لبنان وبات سحب الاموال من مصارف شبه مستحيل (الف دولار بسعر 3980 لمن يودع خمسين الف دولار وما فوق..)

واذا اعتمدنا ارقام نظام الاسد عن مسروقات ابن خاله رامي مخلوف بمليارات الدولارات من الشعب السوري وتسريبات رامي نفسه عن سرقات اسماء الاسد واقاربها من الشعب المظلوم نفسه وكلها بين مصارف لبنان ودبي وروسيا البيضاء واوروبا وبناما وجزر العذارى وجزر اخرى في المحيطات التي تلف الارض

فإن هذا يعني ان سورية باتت مفلسة كحال لبنان وان اللصوص مشتركين بين البلدين ويعبر عن هذا إضافة الى العجز عن اخراج الدولار من مصرف اي منهما كما انهيار سعر العملة في سورية بأعلى من نسبة انهياره في لبنان

  جاء حافظ الاسد برفيق الحريري لينقذ لبنان ويساعد سورية وهو يحتل بلاد الارز

الامر نفسه يريده فلاديمير بوتين وهو يعتقد ان المجيء بسعد الحريري سينقذ لبنان لينقذ سورية

غير ان ما بين 1992 و2021

هو الفرق بين حافظ وإبنه بشار

وهو الفرق بين ان يكون حاكم سورية هو حافظ الاسد الذي كان يحمل تفويضاً اميركيا- اوروبياً – عربياً (سعودياً) لحكم لبنان وبين حاكم سورية الحالي فلاديمير بوتين

هناك فرق

 قال رجل بوتين المكلف ادارة سورية سياسيا سيرجي لافروف يجب حلّ ازمة لبنان سياسيا ليقف على قدميه اقتصادياً لإخراجه من مشاكله المالية ليس من اجل اللبنانيين فقط..  بل من اجل السوريين ايضاً ونحن انقذنا بشّار الاسد عسكرياً ولكننا لا نستطيع انقاذ سورية اقتصادياً..

كل معطيات اوضاع لبنان السابقة بالازدهار

كل معطيات سورية بالاستقرار

كل اهتمامات العرب والعالم الصديق للبنان اقتربت من درجة الصفر وميشال عون مهموم كيف يصبح صهره الصغير وريثاً للمرة الثالثة

ورثه أولاً في السياسة

ورثه ثانياً في تياره الحر

وهو يبدو كمن يملأ السلة بالماء ليرثه في الرئاسة

هي آخرة عون؟ صهره الصغير ؟ لبنان؟

كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاك

احمد خالد

الشراع في 20/3/2021

الوسوم