بيروت | Clouds 28.7 c

بعد فصله  من  اللجنة المركزية لحركة "فتح"  الرئيس الفلسطيني  يأمر بوقف كل مخصصات ناصر القدوة والأسير مروان البرغوثي يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية - القدس المحتلة/ أحمد حازم

مجلة الشراع 17 آذار 2021

كانت مجلة "الشراع" قد نشرت قبل أيام تقريراً لمراسلها في القدس المحتلة، ( لأنه تجرأ على تشكيل قائمة منافسة له: الرئيس الفلسطيني يفصل قائد من حركة "فتح" وإنشقاق رابع جديد في الحركة - القدس المحتلة / أحمد حازم  توقع فيه المراسل أن يقوم الرئيس عباس باتخاذ إجراءات قاسية أخرى ضد الدكتور ناصر القدوة الذي فصله الرئيس الفلسطيني مؤخراً من مركزية حركة "فتح".

 وها هو عباس يتخذ بالفعل قراراً لا إنسانياً بوقف كافة أنواع الدعم المادي لمؤسسة الشهيد ياسر عرفات، والتي يرأسها القدوة.

الخلاف بين الرئيس الفلسطيني وبين د. ناصر القدوة يدور حول الترشيح للإنتخابات الفلسطينية المقبلة في شهر أيار المقبل.

 فالرئيس عباس يريد أن تكون قائمة واحدة لحركة فتح برئاسته ليضمن فوزه بالرئاسة. بينما القدوة يريد هو شخصياً خوض الانتخابات بقائمة تغيير مطلب الشارع الفلسطيني، علماً بأن القدوة سبق له أن أجرى مشاورات مع الأسير مروان البرغوثي الموجود في السجون الإسرائيلية  للإنضمام إلى قائمته وترشيح نفسه للرئاسة الفلسطينية ولا تزال الاتصالات بينهما مستمرة.

عباس يتصرف بالضبط مثل ترامب..

 بمعنى أنه يعاقب كل من لا ينفذ كلامه، وكأنه يقول "أنا السيد وبس"،  فعندما أعلن د.ناصر القدوة عن نيته تشكيل لائحة فتحاوية مستقلة، طار عقل الرئيس الفلسطيني وهاج وماج واستخدم لغة التهديد بحق القدوة وكأن هذا السياسي ارتكب جرماً كبيراً.

الدكتور رمزي خوري مدير عام "الصندوق القومي الفلسطيني" بعث في الثالث عشر من الشهر الجاري برسالة رسمية تحت رقم: ص ق ن 1886/2021 إلى وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة، يطلب فيها وقف كل المخصصات "لمؤسسة الشهيد ياسر عرفات". والمعروف تنظيمياً أن الدكتور رمزي خوري لا يستطيع التصرف بقرار من هذا الشأن إلاً بأمر من الرئيس.

وكانت حركة فتح قد قامت قبل أيام قليلة بفصل القدوة من لجنتها المركزية، بسبب ما أسمته الحركة تمرداً عليها لأنه أعلن عن تشكيل قائمة انتخابية مستقلة عن قائمة فتح، الأمر الذي أزعج الرئيس الفلسطيني بشكل كبير، وهدد باتخاذ إجراءات قاسية ضده.

 وبعد أيام من التهديد صدر بحق القدوة قرار الفصل من الحركة التي يرأسها عباس.

 مقبل البرغوثي  شقيق مروان البرغوثي أكد على صفحة "أخبار فلسطين المحتلة" على "فيسبوك " أن الأسير مروان " حسم أمره بالترشيح للانتخابات الرئاسية ولن يتراجع عن هذا القرار أبداً"...

 وأكّد:"سيكون لدينا رئيس في السجن وهذا سيجعل العالم  يعرف كيف يعيش الفلسطينيون". وأضاف:" على الرئيس عباس الاستماع إلى لغة العقل وتوحيد الحركة قبل فوات الأوان".

كل ما فعله القدوة أنه أراد التغيير، وأراد قيادة فلسطينية بديلة.. هذا الأمر لم يعجب محمود عباس الرجل الذي بدأ يقترب تدريجياً من سن التسعين ولا يزال يفكر في الرئاسة. فهل يعقل هذا؟

 فلوّ كان الرئيس الفلسطيني فعلاً يحسّ بمسؤولية وطنية لما أعلن عن ترشيح نفسه وترك الأمر لغيره من القادة الشباب...

 لكن الدكتاتوريين لهم تفكير آخر، يختلف كلياً عن المنطق.

أبو مازن يحارب منتقديه بأسلوب واحد لا إنساني، وهو أسلوب قطع المخصص المالي. يعني يحارب الناس بلقمة عيشهم، ولذلك يحجم كثيرون عن توجيه أي انتقاد له لكي يحافظوا على مصدر رزقهم. أسلوب لئيم في قمة اللاإنسانية.

وهكذا تم التعامل مع ناصر القدوة.

 لقد أمر أبو مازن بإيقاف كل دعم له  ولمؤسسة الشهيد ياسر عرفات التي يرأسها القدوة، والتي يعمل فيها عشرات الأشخاص لإعانة عائلاتهم.

ألا تخاف الله  يا سيادة الرئيس من تصرفك هذا؟ لكن... المعذرة فأنا أخطأت التفكير والتقييم، لأن االرئيس الذي ينسق أمنياً مع عدو شعبه فكيف يطلب منه مخافة الله؟ والرئيس الذي ينكر على شعبه حق العودة، فلا أمل منه وبالتالي "لا يعرف ربنا."

الرئيس الفلسطيني عنده أدوات بشرية للتوجيه السلبي. وعلى سبيل المثال الدكتور رمزي خوري مدير عام الصندوق القومي الفلسطيني، فهو دائماً بخدمة الرئيس.

وقد فاجأنا خوري بإصدار رسالة في الثالث عشر من الشهر الجاري يطلب فيه من وزير المالية في الحكومة الفلسطينية العتيدة شكري بشارة، أن يقطع كل دعم مادي يتعلق بمؤسسة الشهيد ياسر عرفات.

ولكن لماذا طالت سكين أبو مازن رقية هذه المؤسسة؟ لأن الذي يرأسها هو د.ناصر القدوة ابن شقيقة الراحل عرفات.

والسؤال المطروح: بأي حق يتصرف أبو مازن بمصير عشرات الأشخاص وهم لا دخل لهم بالانتخابات لا من قريب أو من بعيد فقط لأنهم موظفون في مؤسسة تابعة لناصر القدوة. الصندوق القومي الفلسطيني هو صندوق منظمة التحرير الفلسطينية التي تتبع لها مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، وقانونياً لا يحق لمحمود عباس قطع مخصصاتها.

القضية هي قضية انتقامية ليس أكثر.

خاف الله يا إنسان واعمل شيئاً ما يفيد الشعب الفلسطيني قبل رحيلك.

ألا يكفي ما فعلت بشعبك في اتفاق أوسلو؟

 ألا يكفي التنسيق الأمني؟

 كمان "بتقطع رزق الناس؟"

أعتقد بأن ما فعله الرئيس الفلسطيني لن يمر مرّ الكرام على الشعب الفلسطيني، وستكون له عواقب وخيمة عاجلاً أم آجلاً.

 لك يوم يا ظالم.  

 

الوسوم