بيروت | Clouds 28.7 c

ايها اللبنانيون، عون هو من يقرر وصهره الصغير منفذ منفر / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 6 آذار 2021

فليسمح لي زملاء اعزاء اعلاميون وسياسيون درجوا على اعتبار ان جبران باسيل هو الذي افشل حكم عمه ميشال عون..

فليسمحوا لنا بالقول ان ما فعله الصهر الصغير خلال السنوات التي ادخله فيها  حماه في العمل السياسي لا تساوي شيئاً امام ما فعله ميشال عون منذ ان اقنع نفسه انه مؤهل ليكون رئيساً ، على الاقل منذ العام 1988 وقبل نهاية عهد الرئيس امين الجميل

  ولا بد من الوقوف قبل ذلك عند تاريخ ملاحقة العقيد ميشال عون لقائد القوات اللبنانية المؤسس بشير الجميل لكي يكون ضمن اركانه، وهو امر لم يحصل لأن بشير الذي كانت لديه فراسة مميزة بإختيار معاونيه لم يقتنع بالضابط عون الذي كان ينتظر الشيخ بشير على عتبة مبنى مكتبه كي يراه سواء وهو خارجاً منه او عائداً اليه ، فكان الباش ( لقب بشير الحزبي) يحيل الضابط الذي يلاحقه الى احد مساعديه ليحتضنه ويبعده عن طريق الشيخ الذي سيصبح رئيساً منتخباً لمدة 17 يوما فقط

ما فعله عون بالمسيحيين لا يقل ضرراً عما فعله باللبنانيين منذ العام 1988 وسيأتي يوم تتكشف فيه الاسرار التي رافقت جموح هذا الشخص ليكون رئيساً بأي ثمن وبأي طريقة ، هذا من دون ان ننسى ان حظ هذا الشخص الذي يفلق الصخر لا يقلل من ذكائه الذي يحمل مفارقة نفسية لا يمكن تفسيرها وهي :

على قدر تقلبات الرجل السياسية التي جعلته يقفز من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ومن اقصى الغرب في اميركا الى الشرق الاوسط في ايران وفي سورية آل الاسد فإنه في الوقت نفسه يبدو في اعلى درجات الانكار التي بات اطباء العالم النفسيين يعتبرونها احد الامراض المستعصية التي تحتاج لعلاج مستدام

ميشال عون صمم على ان يكون رئيساً للجمهورية فراوحت تقلباته عند كل من يوصله الى الرئاسة وعندما كانت تتعارض مصالح القوى التي كان يفترض ان توصله الى الرئاسة كان يغامر بدماء اللبنانيين كما فعل في ما اطلق عليه هو حرب التحرير التي استنزفت دماء ومصالح اللبنانيين في طول البلاد وعرضها وعجلت بإتفاق الطائف الذي ما كان له ان يحصل لولا كسر شوكة المسيحيين التي تعاملت عليها اميركا واوروبا مع نظام آل الاسد في سورية وبلاد عربية اخرى

اما كسر ظهر المسيحيين فجاء في حرب الالغاء التي خاضها ضد القوات اللبنانية لأنها وافقت على إلغاء الحرب اللبنانية التي جاء به هذا الاتفاق

خاض عون حرب التحرير بدعم من صدام حسين الذي كان يحارب احتلال حافظ الاسد للبنان ( وبعد ثلاث سنوات اجتاح الجيش العراقي الكويت كم كانت هذه الامة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة موفقة بهذين البعثين!! )

  وخاض عون حرب الإلغاء ضد القوات اللبنانية مدفوعاً بتحضير اوراق اعتماده الى حافظ الاسد ليكون جندياً صغيراً في جيش حافظ الاسد الكبير ( مرفق شريط يظهر فيه نائب الاسد عبد الحليم خدام يتحدث فيه عن هذا الامر)

  وهكذا

في وقت واحد استفاد حافظ الاسد من خطيئة اجتياح الجيش العراقي للكويت عام 1990 , بإنضواء قواته تحت العلم الاميركي للقتال ضد هذا الجيش العربي واخذ الضوء الاخضر الاميركي لخلع ميشال عون بإعتباره جندياً صغيراً انما هذه المرة في جيش صدام حسين؟؟

كم في السياسة من غرائب واعاجيب!!

  وفي وقت واحد كان قادة المسيحيين الاساسيين في اوضاع كارثية :

سمير جعجع في السجن

امين الجميل في منفى اختياري

ميشال عون في منفى بقرار رسمي من الحكومة اللبنانية ( رحم الله الصديق الحبيب جان عبيد الذي رفض قرار مجلس الوزراء وقال في جلسة اتخاذ القرار: لا يجوز نفي اي مواطن لبناني خارج وطنه، واذا كان ميشال عون مخطئاً فليحاسب في لبنان، اما اذا كان غير مذنب فيجب ان يكون الآن بين اهله )

  كم كان الثمن غالياً

وما عاد الثلاثة الى حياتهم العادية بين الناس في لبنان الا بدماء رفيق الحريري الذي اغتيل ظهر يوم 14/2/2005

اكبر كوارث لبنان التي تلقي بظلالها حتى الساعة جاءت بتمسك ميشال عون بتوزير صهره الصغير ثم بتسميته وزيراً للاتصالات او عمرها ما تكون حكومة اما الثمن الذي يدفعه اللبنانيون فبدأ بإصرار عون على تسليم الصهر الصغير وزارة الطاقة منذ نحو اثني عشر سنة وحتى اليوم...  وعندما طلب الصهر الصغير سلفة مليار ونصف المليار دولار لوزارته ورفض مجلس النواب الا بعد ان يقدم هذا الصهر تفصيلاً لمشروعه وان يحصل على المبلغ على دفعات هدد النائب ميشال عون بإحتلال مجلس النواب اذا لم يوافق النواب على طلب صهره

منذ ان عاد عون الى لبنان مصطحباً صهره الصغير وهو هو يفكر ويخطط ويقرر كل امر وصهره الصغير  ينفذ وينفر

نعم يضع الصهر الصغير كل ما تختزنه شخصيته من سآلة على رأي سليمان فرنجية

نعم يستفز الصهر الصغير حتى الصخر كما وصفه سعد الحريري

نعم جبران ابينبلعش ولو مع السفن اب كما قال نبيه بري

كل هذا قد يكون صحيحاً لكن جبران يستحيل ان يكون مختاراً في البترون من دون عمه كما صرح فرنجية

 ذكاء عون المشهود وعناده الذي يجعله يعيش الإنكار يجعله بوعيه او من دونه قادراً على اقناع كثيرين بأنه ليس هو المشكلة بل هو صهره الصغير

وأخيراً ... كل ما يفعله جبران باسيل هو تنفيذ ما يفكر فيه عون وتنفيذه بطريقته التي تستعدي الجميع والحمد لله

 

حسن صبرا

الشراع في 6/3/2021

الوسوم