بيروت | Clouds 28.7 c

ابن بيروت الفلسطيني.. وداعاً/ بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 22 شباط 2021

ابن رمز المعاناة والقهر ثم القتال ضد اسرائيل..

ابن المقاومة الفلسطينية انيس نقاش رحل ضحية كورونا ..

ابن مخيم صبرا الذي احتضن البؤس والشقاء والحصار انيس نقاش كان في سباق مع الكفاح من اجل فلسطين مع خليل عزالدين الجمل البيروتي الذي سقط على ثرى فلسطين باكراً في  غور الاردن عام 1968

ابن فتح الصبية قبل ان يفترسها العجز والتفتت والانقسامات ويغادرها القادة المؤسسون واحداً بعد الآخر..

لم يعرف انيس نقاش راية له الا فلسطين وولاؤه لها يسبق ولاء اي عربي فلسطيني او لبناني وفق معتقده وفلسفته وهو كان مستعداً للقتال ضمن المقاومة الموريتانية لو كانت موريتانيا توصله الى فلسطين

يسميه البعض رجل ايران في لبنان ذلك انهم لا يقدرون عمق انتماء هذا المناضل المفكر السياسي الباحث الى فلسطين، وهو في قناعته ان كل من يحمل بندقية او يساعد على حملها وكل من يعتقد انه يجعل العدو الصهيوني يحسب حسابه وينسحب امامه ويجعل العدو في حالة استنفار وحملات الغارات... يقربه الى فلسطين!

الذين يشمتون برحيل ابو مازن البيروتي بأنه رجل ايران يحتاجون الى الف اثبات على بيروتيتهم التي كانت رائدة من اجل فلسطين وعروبة الجزائر وعروبة جمال عبد الناصر الثائرة من المحيط الى الخليج، وذكرى رجال بيارتة تنادوا للذهاب الى ليبيا للقتال مع عمر المختار ضد الاستعمار الايطالي ..

انيس نقاش من احفاد هذا الجيل فأين البيارتة منه ؟!

نعم حاول انيس قتل شعبوا بختيار لأنه يهدد الثورة الاسلامية التي جاءت رافعة راية فلسطين ولا تحاسبوا سياسة ايران بالشماتة من انيس بأنه رجلها وهو كان دائماً رجل فلسطين

نعم،

كنت وما زلت ضد كل اغتيال وكل قتل ولم اكن مع انيس في محاولته، وما كنت معه عندما دافع عن الذين فجروا برجي نيويورك قائلاً بالحرف لماذا تحزنون اذا وقعت اميركا في مصيبة؟ اليست هي سبب مصائب العرب؟ على العرب ان يدافعوا عن كل من يحارب اميركا التي لولاها لما وجدت اسرائيل وما ضاعت فلسطين...

كان انيس يحور ويدور ويبحث بين القش عن ابرة فلسطين، وهو وجدها في ايران والتصق بمشروعها، فإذا كنت مع فلسطين فإبحث عن ابرتها في اكوام القش من المحيط الى الخليج وعندما تجدها فقل لمن يحضنها انت ابو القضية الفلسطينية وانا رجلها...

 غير ان ابو مازن البيروتي لم يمت فوق ثرى فلسطين وسيأتي الوقت الذي تكشف فيه اسرار عمليات كثيرة توجهت ضد العدو الصهيوني في فلسطين وفي الخارج من بيروت ومن خارجها وكان انيس في صميمها..

انيس نقاش كم كنت وفياً لبيروت والعروبة ولفلسطين ولكل من اعتقدت انه سيقربك منها..

الى رحمة الله وجناته

حسن صبرا

الشراع في 22/2/2021

الوسوم