مجلة الشراع 15 شباط 2021

لعل جمهور الرئيس سعد الحريري كما معظم اللبنانيين يظن كما يظنون ان الحريري تعلم من الرئيس ميشال عون كيفية التمترس خلف موقف اتخذه للوصول الى ما يريده..

وان هذا هو سرّ نجاح عون على الرغم من تقلباته فوق العادية التي هي ثقافة السياسيين اللبنانيين منذ بدات السياسة في لبنان، والبعض يرى ان مكيافيلي الايطالي هو من اصول لبنانية وانه ورث من اجداده كيفية تطبيق الف قلبة ولا غلبة، وان كتابه الامير كتبه وهو جالس على ضفاف نهر الكلب صباحاً وعند نهر الاولي ظهرا!

 وشهدت ضفاف الليطاني اخطر فصول كتابه الاشهر..

سعد الحريري يسعد جمهوره واللبنانيين كلما تمسّك برفض إعطاء ميشال عون الثلث المعطل وكلمة المعطل لا تستفز الحريري الذي اسقط حكومته هذا الثلث الذي تعهد بشار الاسد للامير حمد بن خليفة انه لن يتم استخدامه فإرتضى الامير القطري الاب عندها ان يعطي لفريق 8آذار هذا الثلث، اللبنانيون ومن ضمنهم جمهور الحريري يستفزه ايضاً هذا الثلث الذي يعطل حياتهم...

الحريري اذن يسير على طريق عون بالتمترس خلف موقف لا يتراجع عنه، فربما يكون هذا هو سرّ نجاحه السّلبي حتى الآن...

فكيف والحريري يعلم ان حليف عون الاهم وهو حزب الله يرفض إعطاء عون وصهره الصغير هذا الثلث؟!

حزب الله سأل الصهر الصغير:

 لماذا تريد هذا الثلث ونحن حلفاءك في الحكومة ونحن والحلفاء نمثل ثلثي الحكومة وليس الثلث فقط؟

فهل لدى حزب الله شكوك في ان لدى الصهر الصغير حسابات للاطاحة بالحكومة ساعة يشاء هو حتى من غير رضا حزب الله، وربما في توقيت لا يناسب حزب الله بما يشكل شكلاً من اشكال الابتزاز الذي بات ثقافة لدى جماعة عون يعلنوها كلما ارادوا امراً من حزب الله !!

اليس هذا ما يكرره الصهر الصغير في اسقاطاته على الحزب بأنه لا يساعده في مكافحة الفساد ولا يساعده في بناء دولة؟

تخيلوا ان تيار عون يريد مكافحة الفساد، وهو المكافح من اجل توفير الكهرباء!!

تخيلوا ان الصهر الصغير يريد بناء دولة كما بنى السدود العظيمة من جنة الى بسري يا قلبي لا تسري؟

القصد ان بعضاً من جمهور الحريري والجمهور اللبناني بات يتساءل اذا كان حزب الله هو حليف الحريري في رفض الثلث المعطل وهذا يعني بالحسابات المعلنة انه ليس مع حكومةالـ20 التي يطالب بها عون وصهره وانه مثلما لا يضغط على عون ليقبل بما يعرضه عليه الحريري فإنه لا يضغط على الحريري ليلبي مطالب الرئيس وصهره الصغير ..

سيقول البعض ان حزب الله لن يتدخل لاسباب اقليمية في انتظار مفاوضات اميركية - ايرانية لن تظهر اثارها قبل عدة اشهر، وهذا ما يراهن عليه عون الذي يعتقد وفق تجاربه السابقة منذ اكثر من ثلاثة عقود انه كلما عاند حصل على ما يريد..

اذن،

ليس على الحريري الا التمترس خلف موقفه الذي يلقى تأييداً من اغلبية اللبنانيين الذين اذا خيروا بين تمهيد الطريق لوصول الصهر الصغير الى الرئاسة وبين تأخير الحكومة ليرددوا حتى لا يكون الصهر رئيساً عمرها ما تكون حكومة!!

لعله الدرس الاهم الذي تعلمه الحريري من تعامله مع عون فليكن الدرس الاول وليس الاخير ..!

حسن صبرا

الشراع في 15/2/2021