بيروت | Clouds 28.7 c

شلونك / من صفحة أحمد طبارة على الفايسبوك

مجلة الشراع 12 شباط 2021

بعد إنتهاء مدة الحجر المعلنة في 8 شباط خرجت من منزلي متنكراً بعد أن رششت نفسي بالمطهرات والمبيدات وأخفيتُ أنفي وفمي بكمامة معقمة ويمّمتُ شطري نحو صيدلية الحي لأزود نفسي بما تيسّر من فيتامينات  Bو C و D ومشتقاتهم تبعاً لما سمعته بالفايسبوك دفاعاً عن صحتي من هجوم الكورونا.

وأنا أدفع ثمن الاغراض عند المحاسب ابتسم لي مرحّباً...

أهلين استاذ ( شلونك) ردَدت عليه بابتسامة بلا معنى وخرجتُ من الصيدلية مهرولاً لأول دكّان مشهور معروف بإسم (دبوس الاصلي) فابتعت من عنده ما لديه من نعنع مطحون وكمون هندي وينسون بلدي وقشر بطيخ مجفف تماماً كما نصحتني جارتي لمداواة الكورونا الجارفة. ومرة أخرى سألني صاحب الدكان وهو يحاسبني...  اهلين استاذ ( شلونك) .

لملمتُ نفسي راجعاً إلى البيت متسائلاً عن معنى (شلونك) وبما أننا في عهد الانترنت والغوغل ركزت فكري باحثاً عن معنى (شلونك) وبعد جهد وتدقيق تبين لي أنها عبارة دارجة عند الناس للسؤال عن الصحة.

 غُصت أكثر وتوضح لي أنها تعني شو لَونَك وهي عبارة إستعارها العراقيون في القرن السابع عشر عندما عصف الطاعون بالناس فإذا كان لون وجهك مزهراً فهذا يعني أنك بحالة جيدة أما إذا كان أصفراً فهذا يعني أنك مريض ووجب دخولك إلى الكرنتينا.

وأما إذا بدأ اللون الازرق يغطي وجهك... فالعوض بسلامتك .

وأنا عائد سمعت الناس تردد أن مدة الحجر جُددت .

هرعتُ إلى المرآة لأرى وجهي فلم أستطع أن أميّز اللون، خفت وتقوقعت في غرفتي أعدّ الأيام الاربعة عشر الجديدة .

يا لطيف... الله يستر.

أحمد طباره

الوسوم