بيروت | Clouds 28.7 c

قصيدة حوارية" بين آدم وحواء" بقلم زينة جرادي

مجلة الشراع 24 كانون الثاني 2021

إغواء

كانَ غارقًا في سيلِ أفكارِه

وكانَ الكتابُ غافيًا بينَ يديها

نظرَتْ إليهِ وسألتْهُ:

بماذا أنتَ شاردٌ ؟

لملمَ الكلامَ المبعثرَ عن شفتَيْها وقال لها :

أقرأُ في عينيكِ قصيدةَ عِشقٍ مُشتعلَةْ

أغلقتْ كتابَها وقالت له :

الشُّعلةُ في عَيْنَيَّ هي جُذْوَةٌ من قلبي

حسَّنَ جِلْسَتَهُ وسألها:

هل تذكُرينَ تاريخَ وِلادةِ هوانا؟

تنهَّدتْ وردَّتْ مبتسمةً:

لا تُسأل ُحواءُ عن تاريخِ  أيِّ وِلادةٍ! أمّا هوانا فقد وُلِدَ ما قبلَ التَّاريخ .

قال لها:

تهرُبينَ دومًا إلى المجهول...

قالت:

أَستَرِدُّ نبْضَ ضَرَباتِ فؤادي من غروبِ الأيّامِ وشَهقَةِ التَّرحال.

لَمَسَ خدَّها الأيمنَ بأطرافِ أناملهِ وقال:

إنَّ المشاعِر َ هِباتُ روحٍ تسكنُ أجسادَنا .

قالت له:

أنتَ شهريارُ فؤادي

حَضَنَتْها نظراتُه بِوَلَهٍ وقال:

نحنُ قِصةُ ماضٍ من ألفِ ليلةٍ وليلة.

أجابته:

وفي كلِّ ليلةٍ قِصةٌ جديدة.

قال لها:

عيناكِ .. آهِ من عينيكِ، سهامُهُما تجرَحُ بِِلَّورةَ روحي.

تأمّلتْهُ بصمتٍ وهمستْ لهُ :

خُصَيْلاتُ الشّيبِ في شعرِكَ تروي ذكرَياتِنا معاً .

ردَّ بِشَغَفْ :

أشتهي الغَرَقَ في شَهدِ شفتيكِ.

تَبَسَّمتْ قائلةً :

أجملُ غَرقْ.

احتَضَنَها بذراعَيهِ وكأنَّهُ يضُمُّ السَّحابَ وقال هامسًا:

في بَلاطِ هواكِ مولاتي مَلِكٌ أنا في شرعِ الهوى.

.........................................

الوسوم