بيروت | Clouds 28.7 c

مصر- السعودية في مواجهة الجماعات المتمسلمة(الجزء3) حوار سريع مع مفتي مصر / بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 27 كانون الأول 2020

 جمعتنا طاولة واحدة في منزل سفير لبنان السابق في القاهرة الذي اقام حفل عشاء على شرف مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، وكنت على يسار مفتي مصر الشيخ شوقي علام، وقد بادرته بتوجيه تحية للرئيس عبد الفتاح السيسي على مطالبته بالإصلاح الديني بدءاً من الازهر وقد كلف الرئيس المصري شيخه الدكتور احمد الطيب للبدء بتشكيل هيئة من العلماء لمراجعة الكتب التي يتلقى منها الطلبة الازهريون واغلبهم من مصر وفيه طلاب من كل العالم الاسلامي دراساتهم الدينية والفقهية والاحاديث النبوية..

قال لي المفتي علام: نعم وسيادة الدكتور الطيب شكل لجنة بالفعل لهذه الغاية وبدأت اجتماعاتها

سألته: وهل كل اعضاء اللجنة ازهريون ؟

فرد مبتسماً: طبعاً، كلهم ازهريون

فقلت له متسائلاً: وهل يستطيع شيوخ الازهر ان يصلحوا فيه؟

نظر الي بعد ان حول رأسه كله ناحيتي وقال بما يشبه الإستغراب: امال ايه؟ ما حدش يقدر الا السادة العلماء من اساتذة الازهر الشريف يشرف على الاصلاح، وهي مسألة ضرورية كما قال سيادة الريس السيسي..

قلت له اسمح لي يا مولانا ان اقول رأي بصراحة

قال تفضل

قلت: إن المشكلة الاساسية التي تستدعي الإصلاح هي في مناهج الازهر ، كما في مناهج النجف وقم والمدينة المنورة ومكة ..

قال: نعم

فأكملت قبل ان يتابع: والسادة الاساتذة الذين نطلب منهم الاصلاح في المناهج هم انفسهم الذين درسوا لأكثر من عشر سنوات هذه المناهج وحفظوها عن ظهر قلب واجروا فيها عشرات الامتحانات وما تخرجوا من الجامعة الدينية الا من بعد ان نجحوا في حفظها قناعة وبصماً احياناً وها هم يدرسونها لأجيال من بعدهم ... فكيف يمكن لهؤلاء ان يصلحوا في ما درسوه ؟

فرد د علام مستغرباً: امال نجيب منين اساتذة للتعديل ؟

قلت مستئذناً معتذراً على تطفلي وتدخلي: مولانا لا يستطيع الاصلاح الا اصلاحيين، وانا لا اقول ان الازهريين ليسوا اصلاحيين او هم كذلك ، ولكنني اشفق عليهم من مسؤولية نقد ونقض وتعديل او إلغاء كل ما درسوه ويدرسونه خلال عشرات السنين ليأتوا بغيره ، انها مهمة فوق قدراتهم نفسياً وفكرياً

فقال وقد ارتفعت نبرة صوته: ايه يا استاذ عايز ناس من غير الازهر هما اللي يتكلفوا بالمهمة دي

قلت مؤكداً امرين:

الاول، ان الاصلاح يجب ان يطال كل المؤسسات الدينية التي تخرج الآلاف كل سنة سواء في الازهر ومعاهده الدينية او في النجف في العراق او في قم في ايران اوفي المدينة ومكة والجامعات الاسلامية في المملكة العربية السعودية

الامر الثاني، ان مهمةًالاصلاح الديني لا يقدر عليها الا مصلحون اسلاميون غير خاضعين لمناهج نخرت عقولهم عشرات السنين

وإذا كان لا بد من اصلاح فليكن من اصلاحيين ازهريين لهم مساهماتهم الفكرية والثقافية في النقد وإستخدام العقل والنقاش المفتوح حول كل ما ورد في التراث والاقتناع بأن كل موروث خاضع للنقاش والقبول والتعديل والرفض الا كتاب الله الكريم القرآن ..

قال الشيخ علام: ده كلام كبير وخطير يا استاذ

وتابعت من دون توقف: نعم يجب اشراك مثقفين مسلمين من خارج المدرسة الدينية الرسمية في كل المؤسسات الدينية العربية والاسلامية وكذلك علماء اجتماع واساتذة قانون وفلسفة ومفكرين وكتاب

لم يعجب كلامي المفتي المصري وكانت النجدة في دعوة السفير الشيخ دريان والشيخ علام الى العشاء المفتوح

 وبعد،

لا يمكن مواجهة الجماعات المتمسلمة وعلى رأسها الاخوان المسلمين حاضنة كل حركات التطرف والظلامية بمناهج الازهر والنجف والمدينة ومكة .. لأنها الاشطر في حفظ هذه المناهج والاكثر حركية وتأثيراً وهي التي فرخت داعش وقبلها القاعدة وسيد قطب وجهيمان

والذين يقطعون الرؤوس ويحرقون الاحياء طالما في مناهج الازهر وغيره دعوات لأكل تارك الصلاة نيئاً وقتل المرتد ورجم الزاني كما فعل اليهود بدل جلده كما ورد نصاً في القرآن الكريم

وكما ينسب زوراً الى الرسول العربي: ان امرت ان اقاتل الناس جميعاً حتى يقولوا اشهد الا اله الا الله وان محمدا رسول الله بينما نقل الرسول وحياً من الله قوله: ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

وقوله سبحانه: ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة،

وقوله سبحانه: ذكر انما انت مذكر لست عليهم بمسيطر ......

يبدأ الإصلاح بالعودة الى القرآن وبالإيمان بالله وحده وعدم الشرك به أبداً

لقراءة الحلقات السابقة يرجى الضغط على الرابط أدناه 

من هنا نبدأ/ مصر- السعودية - مواجهة الجماعات المتمسلمة (الجزء 1) لا تكفي مواجهة الاخوان بالسياسة والرصاصة المواجهة حتمية في الفكر والثقافة - بقلم حسن صبرا

مصر - السعودية / في مواجهة الجماعات المتمسلمة (الجزء 2) الإصلاح لا يمكن إلا بالإصلاحيين- بقلم حسن صبرا

مصر- السعودية في مواجهة الجماعات المتمسلمة(الجزء3) حوار سريع مع مفتي مصر / بقلم حسن صبرا

 

الوسوم