بيروت | Clouds 28.7 c

حسن صبرا وعمرو خالد

حسن صبرا وعمرو خالد

التقيت الداعية عمرو خالد مصادفة في فندق ((فينيسيا)) في بيروت، خلال حمل كل واحد منا صحنه (طبقه) لاختيار مقبلات الطعام.. ظهر يوم كان فيه عمرو نزيل الفندق الفخم ضيفاً على جماعة الاخوان المسلمين، وهي تعتبره أحد منافذها او رسلها للترويج لثقافتها وسط الطبقات الغنية في مصر، وقد استضافته في فندق خمس نجوم بعد ان أدمن العيش وسط هذه الطبقة..

ألقيت عليه التحية فرد بمثلها، وقدمت له نفسي بصفتي صحافياً في مجلة ((الشراع)) فرد بأنه يعرف عن المجلة الكثير.. وبدأت حديثي مجاملاً لثوان وأنا أجيبه على اعلانه بأنه نجح في هداية 500 فتاة لوضع الحجاب، وهو يشكرني على استحياء ورأسه في الأرض.. ثم عاجلته بالصدمة وأنا أسأله: ألم يكن أصلح يا استاذ عمرو لهؤلاء الفتيات الـ500 ان تهديهن الى التوقف عن الكذب مثلاً او عن النميمة، او عن ايذاء الآخرين او الى البر بأهاليهن.. وفجأة انقلب حياء عمرو خالد الى نقيضه عندما غادرني من دون تحية او جواب، تاركاً أصناف المقبلات اللبنانية الشهية تعتب عليه، وأنا املأ صحني بالعديد منها.

انها بالنسبة لعمرو خالد وكل زملائه الذين صاروا نجوماً ينافسون العلماء والفنانين والمثقفين وحتى أبطال الرياضة، خصوصاً كرة القدم في متابعة واهتمام بل وعشق الناس لهم، وسيلة للشهرة، والغنى والجاه والتأثير، بل ان صنائعهم هي أعمدة الجماعات المتمسلمة في مصر، لفرض الجهل باسم الدين، وفرض الظلام باسمه وفرض أولوية ((الدين)) على العلم، ووسم كل نقاش فيه او بغيره بالكفر.. وصولاً الى التقاط كل جاهل او معقد او فقير معدم من مسجد او من زاوية او من مقهى يلتقي فيه العاطلون عن العمل كي ينضم الى صفوف احدى هذه الجماعات.. ولا مجال للمزيد، خصوصاً بعد ان التحفت هذه الجماعات وعناصرها احياء الفقراء وصارت مرتعها وملعبها وذخائرها التي تصلي بها مصر الحضارة والاستنارة ناراً وحرائق وضحايا وتخلفاً.. وفرقة لتلتقي كل هذه القيم الساقطة مع ما يرتكبه الفاسدون واللصوص والانتهازيون من موبقات هي الوجه الآخر لعملة الجرائم ضد مصر وشعبها وتاريخها.. والأهم حاضرها ومستقبلها.

الوسوم