بيروت | Clouds 28.7 c

هيا نحكي :عندما يأتى الشتاء / قصة الكاتبة : ثريا عبد البديع

مجلة الشراع 19 كانون الأول 2020

تختبئ  العناكب الصغيرة  من البرد والمطر من خوفها ، و اتباعا للقوانين  ،فقبل أن يحين الشتاء ينبه  الكبار جميع الصغار  لصعوبة الأجواء،  فيخرج واحد من حراس المدينة ينادى فى الممرات وفى الميادين يحذرهم ويعلن عن   قدوم الشتاء ، وإعلان حالة  الطوارئ وحظر التجوال طوال فترة الشتاء لسقوط الأمطار  و يأمرهم المنادي بالإمتناع عن الخروج ليلا إلا بصحبة ولى الأمر ..ومن يخالف القواعد يعرض نفسه للمساءلة القانونية ! فيتبع الصغار القواعد خشية من السيول وخوفا من العقاب .ا لشتاءفصل خطر له حوادثه المعروفة بتاريخ العناكب  من الممكن أن  تهدم الأمطار بيوتهم  وتجرفها بطريقها  فتغرق بسببها  عائلات العناكب وتحدث كوارث كبيرة ويضطرون للهجرة   ، ولذا نجدهم  يهربون  إلى الجحور الدافئة حتى لا تتجمد أطرافهم  من شدة البرد  ..

 لكن هناك سر ، فرغم كل التحذيرات لم يزل الصغار المشاغبون  يحبون الشتاء  ويتمنون لو أنهم خرجوا للعب  تحت المطر  ،  يختفى عنكب   فى أحد  شقوق الحوائط أوفي  ثقب صغير بجذع الشجرة ، يطل  من النافذة على حبات المطر النازلة وهى  تغسل الكون ،يشم رائحة المطر   المنعشه ويتمنى لو  أنه بلل رأسه يوما بحبات المطر اللؤلؤية فتنعشه .لكنه كان يتذكر تحذيرات أمه ولا يجرؤ على الخروج مكتفيا بالأمنيات والمشاهدة من خلف الزجاج .

أما الجد شنكل  فيخرج أذرعه كلها يلامس ماء المطر   ويضحك ،يخلع طاقيته الشتوية  يمد رأسه يغسلها أيضا  ويضحك ويضحك 

لكن ما هذا ؟!---يااا الله ...حبات المطر أخذت الجد شنكب ونزلت به إلى أسفل وأسفل وهو ينزلق معها كالكرة يتدحرج ولا يقو على مقاومة تيارها

فيبتعد عن بيته إلى أسفل وأسفل  حتى يسقط على الأرض وقد جلب لنفسه مشكلة كبيرة !! 

لقد ابتعد كثيرا عن بيته .راح يتلمس طريقه إلى نظارته بعدما انزلقت من على  عينيه  .يحاول الصعود  فينزلق  مرة  ومرة ،  كان عليه  الانتظار ساعات طويلة حتى تطلع الشمس فتجفف الماء حوله  فيتمكن من العودة إلى بيته من جديد ،  الجد العنيد المثابر .. يعود من رحلته العجيبة، يجمع الصغار حوله يحكي لهم عن مغامرته وكيف أنه نجا بفضل شجاعته الفريدة  !!

                   

الوسوم