بيروت | Clouds 28.7 c

مصر - السعودية / في مواجهة الجماعات المتمسلمة  (الجزء 2)  الإصلاح لا يمكن إلا بالإصلاحيين- بقلم حسن صبرا

مجلة الشراع 13 كانون الأول 2020

(الجزء1)✔ من هنا نبدأ/ مصر- السعودية لا تكفي مواجهة الاخوان بالسياسة والرصاصة المواجهة حتمية في الفكر والثقافة - بقلم حسن صبرا

شهدت مصر ولادة جماعة الاخوان المسلمين  التي أنشأها حسن البنا  في الاسماعيلية عام 1928  رداً على سقوط الخلافة العثمانية التي كانت في نظر المتمسلمين انها استمرار للدولة الاسلامية العامة التي بدأها الامويون وتابعها العباسيون

وكانت المملكة العربية السعودية خصوصاً في عهد ثاني ابناء الملك المؤسس عبد العزيز فيصل هو الذي حضنهم على الرغم من ان عبد العزيز سفه البنا حين جاءه في موسم حج قائلاً له كلنا اخوان مسلمين ولا داعي للتفرقة بيننا

احتضن فيصل الاخوان بعد ان لجئوا الى السعودية اثر مؤامرتهم لإغتيال جمال عبد الناصر ومحاولة تنفيذ مخطط وضعه مفكرهم سيد قطب للتخلص من جمال وكل مظاهر التنوير والحداثة  بالقتل وسفك الدماء

اراد فيصل الإنتقام من جمال لأنه دعم ثورة اليمن ضد اسرة حميد الدين التي احتضنتها السعودية في عهد فيصل وتحاربها السعودية في عهد الملك سلمان

انقلبت المقاييس والامور في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان لوقوفه مع مصر ضد جماعة الاخوان اثر كبير في نجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي في اسقاط جماعة الاخوان سياسياً

مصر والسعودية اسقطتا جماعة الاخوان سياسياً لكن مصر والسعودية وكثير من المجتمعات العربية والاسلامية ما زالت خاضعة ثقافياً وتراثياً لجماعة الاخوان المسلمين  التي تنهل من كتب تراث تدرس في الجامع الازهر وكل المعاهد الدينية في مصر والسعودية وكل البلاد العربية والاسلامية من دون استثناء

  وليس سراً ان مناهج الازهر الدينية كمناهج المؤسسة الدينية السعودية هي نفسها مناهج الاخوان المسلمين ، وليس سراً ان مناهج داعش وطالبان والنصرة والقاعدة متطابقة متكاملة مأخوذة من مناهج الازهر والسعودية

وكل مساجد مصر والسعودية  ومعاهدها الدينية ومئات الف الدارسين على امتداد الزمان ينهلون من مناهج واحدة ويدرسون مقررات واحدة  وتتشكل عقولهم وتتلقح افكارهم من كتب موحدة في رؤيتها وفي ما تروج له من اندونيسيا شرقاً الى المغرب غرباً

وهذا يثبت ان الاخوان ما زالوا  في اعماق ثقافة المجتمعات العربية كلها حتى لو خسرت في السياسة ، ذلك انهم اثبتوا انهم انتهازيون في السياسة وغير مبدئيين ليسهل كشفهم واسقاطهم اما اذا ارادت السعودية ومصر إلغاء تأثيرهم الثقافي والفكري فعليهما ان يخترقا الجامع الازهر والمؤسسة الدينية السعودية

اسمعوا واقراو ا هاتين الواقعتين:

توفي احد ابرز رجال المؤسسة الدينية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز  وهوعلى ايمان قاطع بأن الارض مسطحة ، ولم يقبل الاستماع الى اي رأي علمي يثبت له ان الارض كروية ، بل انه كان يكفر كل من قال له انها كذلك

اما في مصر فقد لاحظ المصريون ان الرئيس عبد الفتاح السيسي قال علنا امام حشد يتقدمه شيخ الجامع الازهر. احمد الطيب : ربنا يكون في عونا على الشيخ الطيب!! لماذا ؟

لأن الشيخ احمد رفض اصدار فتوى بتكفير الجماعات التي تقاتل وتقتل المئات من الجنود والضباط المصريين في القاهرة وسيناء  والصحراء الغربية ؟

لماذا يرفض الازهر تكفير هذه الجماعات الإرعابية ؟ لأن كتب التراث التي يعبدها الازهريون لا تقبل  تكفير مسلم حتى لو قتل آلاف المدنيين والعسكريين الذين يدافعون عن الوطن والمجتمع ، لكن كتب التراث هذه تأمر بقتل تارك الصلاة ، وتسمح بأكل جسده نيئاً!!؟؟!

ننشر مع هذه المقالة ما قاله المفكر الاسلامي د. احمد عبده ماهر على محطة مصرية حول هذا الامر

والى لقاء في حلقة مقبلة

ننشر فيها حوار حسن صبرا مع مفتي مصر الشيخ شوقي علام

مصر- السعودية في مواجهة الجماعات المتمسلمة(الجزء3) حوار سريع مع مفتي مصر / بقلم حسن صبرا

 

الوسوم